حالة من التأثر البالغ عاشته دار الشعب بالمركزية النقابية في وقفة ترحم على روح الفقيد عبد الحق بن حمودة الذي اغتالته مجموعة إرهابية يوم 28 جانفي وهو يناضل باستماتة من أجل جزائر صامدة واقفة وفيه لمشروعه المستقل الوحدوية وعمالها وشرائحها الاجتماعية الذين شكلوا دوما جبهة واحدة أيام الصعاب والأزمات. 20 سنة مرت على اغتيال القائد النقابي مؤسس اللجنة الوطنية للدفاع عن الجزائر ولا زالت خصاله وقيمه راسخة في الضمير الحي حسب الشهادات الحية التي نقلتها «الشعب» من عين المكان.
انصبت كلمات الأعضاء النقابيين في وقفة ترحم على روح فقيد الجزائر عبد الحق بن حمودة على مسار الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين السابق وما قام به من جهود في سبيل إعلاء شأن الطبقة العمالية والجزائر التي وضعها فوق كل اعتبار.
أكد هذا عبد المجيد سيدي السعيد في وقفة الترحم التي جرت تحت جو بارد ميزته أمطار غزيزة بحضور وزيري العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب والأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو وممثلي أحزاب وجمعيات والأمين العام السابق لمنظمة اتحاد النقابيين الأفارقة ديوب دنبا ومختلف الفروع النقابية.
وقال سيدي السعيد إن الراحل بن حمودة صاحب مبادئ ومواقف لم يتخل عنها وقت الشدة والشدائد، ظل يناضل في سبيل بقاء الجزائر واقفة بمؤسساتها وطبقتها العمالية وشرائحها. جاء بالكثير من المركزية النقابية يشهد له الخاص والعام.
قال سيدي السعيد أيضا «إن الأسرة النقابية تتذكر مواقفه الشجاعة دفاعا عن حقوق العمال والمؤسسات التي كانت عرضة لهجمة الإرهاب خلال العشرية السوداء. انشغل بالدفاع عن الأسس الجمهورية للدولة التي دخلت منذ 1991 في مقاومة خطر زعزعة الاستقرار الذي سببه الإرهاب وقام بتأسيس اللجنة الوطنية لحماية الجزائر.
نفس الموقف عبر عنه أحمد قطيش، الأمين الوطني بالإتحاد العام للعمال الجزائريين مكلف بالعلاقات العامة قائلا إن الفقيد بن حمودة رمز الوحدة والنضال كانت له نظرة بعيدة للعمل النقابي وكان مقتنعا بأن البلاد تتقوى بجبهتها العمالية وشرائحها المجندة لتلاحم الصف وتوحده مضربا المثل بما قام به الشهيد عبد الحق بن حمودة الذي تعرض لمحاولة اغتيال بحي قاريدي قبل أن تنال منه يد الإجرام والغدر يوم 28 جانفي 1997 أثناء خروجه من مكتبه وهو يهم بركب سيارته. ولا زالت العبارة التي تفوه بها قبل لفظ أنفاسه «خدعونا خويا كمال».
وبحسب قطيش فإن الراحل بن حمودة الذي اقتنع بضرورة الحفاظ على ديمقراطية الدولة خلال العشرية السوداء وما رافقها من ضغوط وإملاءات «الافامي»، كان يرى أنه من الضرورة التحلي بالشجاعة الكافية الكفيلة بمواجهة الخطر الإرهابي حفاظا على مستقبل الجزائر.
وذهبت شهادات إطارات نقابية قيادية «ل»الشعب» تصب في غاية واحدة: أن وقفة الترحم على روح الفقيد بن حمودة في الذكرى العشرين لاستشهاده، هي وقفة وفاء للرجال والنساء الذين تصدوا أيام المحنة لكل محاولات تهديم مؤسسات الدولة وتركيع الجزائر خلال المأساة الوطنية. والاتحاد العام للعمال الجزائريين كان أحد الفعاليات الأساسية بل القوة الاجتماعية التي كان لها موقف واضح وصريح تجاه المأساة الوطنية وقدم العديد من شهداء الواجب الوطني كباقي الفئات الأخرى التي ضحت من أجل الجزائر.
في هذا الإطار قال محمد الطاهر ديلمي أمين وطني سابق لنا:» إن الشهيد عبد الحق بن حمودة الذي عملت معه بالقيادة الوطنية في المركزية النقابية أثناء تلك الفترة كان النموذج النقابي الوطني الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. ونشهد له بشجاعته وصرامته ودوره في تفعيل الحل النقابي الذي خرج من الأحادية في تلك الفترة».
وواصل ديلمي في شهادته:» هذه الوقفة لهذا الرجل ولكل المخلصين للوطن الذين ضحوا بانفسهم من أجل أن تبقى الجزائر صادمة قوية بمؤسساتها، أطيافها وشعبها.»
إنها رسالة واحدة عبرت عنها الحشود النقابية بدار الشعب ملتفة حول المركزية النقابية ونضالها الممتد عبر العقود في سبيل حماية المكاسب وتأمين الوضعية الاجتماعية للعمال والقيم الجمهورية والرفاه الاجتماعي التي اقتنع بها القيادي بن حمودة إلى حد الثمالة ويواصل النضال لتكريسها قولا وعملا رفيق دربه سيدي السعيد.