طباعة هذه الصفحة

أشباه الظل

رميساء شرفي

بودّي خنق الصّوت المرتعش الكئيب في حنجرتي واستبداله بآخر أكثر ثباتا، لا يهتز حين أبكي، أو أخاف..
بودّي انتزاع البؤس المعلق بروحي كقرط ضخم يشدها باستمرار الى الأسفل، ويوسع ثقبها حتى يتحول الى شرخ كبير تسقط منه أشيائي الجميلة.
أرغب حقا بالصراخ في وجه الأشخاص السعداء لتذكيرهم بوجودنا - نحن التعساء أشباه الظل -
بقذف الجدار بكل الكلمات السيئة والشتائم التي أحفظها، ثم تقيؤ السواد الموجود بي أمامه.
يزعجني أن يكون أبيضا وصامدا لهذا الحد، بينما لا أستطيع أنا أن أكون.
هل أبدو مخيفا هكذا؟
بكل هذا البؤس والحنق الذي أحمله..
هل بإمكانكم الآن التوقف عن النظر إليّ باستغراب والتساؤل عن أي الأطباء ينبغي أن أذهب؟
أنا لا أؤجّل رؤية الحقيقة حين تطرق بابي مثلكم، ولا أهرب من وجه الواقع مهما بلغت دمامته.
أنا عاقل أكثر منكم جميعا، وهذا سبب تعاستي.