طباعة هذه الصفحة

زيتوني من سكيكدة:

كتابـــة التاريخ الوطني حماية للـذاكرة الجماعية

سكيكدة: خالد العيفة

قال وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أول أمس، من سكيكدة، بأن الجزائر «لن تتراجع أبدا عن موقفها لاسترجاع جماجم ورفات شهدائها من فرنسا «، مؤكدا على» أن موقفها واضح لا تنازل عنه : استرجاع رفاة شهدائنا لدفنها بأرض الاحرار ».

أوضح زيتوني خلال زيارة عمل وتفقد إلى سكيكدة «أن النقطة الإيجابية في هذه القضية هي الكشف عن الوجه المظلم  للاستعمار الفرنسي بحق الإنسانية وهو الذي كان يدعي الديمقراطية، والمساواة، والأخوة، مضيفا « أن هناك ملفات شائكة بين الجزائر وفرنسا، وقد تم استحداث لجان مشتركة تجتمع وتعمل بهذا الجانب، كملفات الأرشيف الوطني، المفقودين، و التعويضات الخاصة بالتفجيرات النووية في الجنوب الجزائري، دون نسيان ملف استرجاع جماجم الشهداء لدفنها بالتراب الوطني.»، مؤكدا « أن ذلك موقف الدولة الجزائرية، لأنه شرفنا وعزتنا وتاريخنا لن نتخلى عنه أبدا».
ذكر زيتوني على صعيد آخر أن للوزارة شقين، شق اجتماعي صحي ونفسي كالتكفل بفئة المجاهدين من خلال إنجاز مراكز للراحة وقاعات العلاج، وشق آخر ثقافي، جمع الشهادات وتوثيق كل ماله علاقة بالثورة التحريرية والحركة الوطنية. وحاليا العمل منصب على مسح شامل للمعالم والمواقع التاريخية عبر التراب الوطني حماية للذاكرة الوطنية.
وقال إن الوزارة لا تكتب التاريخ بل تجمع المادة الخام للمؤرخين للقيام بهذه المهمة، ولهذا بالمتاحف الجهوية مجالس علمية تضم إطارات ومؤرخين ومختصين بالتاريخ، حتى تعطي للجانب البحث التاريخي المحور والدور الفعال لتبليغ رسالة الثورة التحريرية وطالب بفتح المتحف خارج الدوام الإداري للسماح لأكبر فئة من المواطنين من الأساتذة والطلبة بزيارته والاستفادة من المراجع التي بحوزته، ولا بد أن يستغل هذا الهيكل كقطب إعلامي، ثقافي، تاريخي، وتربوي، وأن يقوم بدوره في الجانب البحث التاريخي، كما طلب بتخصيص جناح خاص بالعقيد علي كافي.
وذكر بهذا الخصوص» بأن زوار المتحف الوطني للمجاهد بالجزائر العاصمة قد بلغ عددهم السنة الماضية أزيد من 400 ألف زائر مقابل 35 ألف زائر السنة التي سبقتها، معتبرا ذلك أكبر دليل على الرغبة في معرفة تاريخ الكفاح المسلح من أجل استرجاع السيادة الوطنية، ومؤشر على الصحوة في هذا الجانب». وفي سياق آخر، حيا الوزير أفراد الجيش الشعبي الوطني لانتهائه من تطهير وتنظيف كل الشريط الحدودي الشرقي والغربي من الألغام التي زرعها المستعمر المجرم، مضيفا أنه بفضل مرابطة أفراد الجيش وكل الأسلاك الأمنية، جعلت الجزائر أكثر أمنا من الدول الأوربية وعلى رأسها فرنسا، رغم الوضعية الجغرافية للبلاد. كما وجه الطيب زيتوني رسالة لمن اعتبرهم من المنافقين وأصحاب الأخلاق السيئة من المتطاولين على الشهداء والمجاهدين، بأن» المجاهدين هم الشهداء الأحياء كما سماهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة»، وأضاف من هذا المكان أقول « إن بطاقة تعريف الجزائر هي المجاهدين والشهداء».
مع العلم أشرف زيتوني على عملية تسمية أحد أحياء مدينة سكيكدة باسم الشهيدين «الإخوة ساكر» ووقف بملعب  20 أوت 1955 أمام الجرافة التي لا تزال تشهد على مجزرة ضحايا هجمات 20 أوت 1955 والتي استشهد فيها ما يقارب 6 آلاف من الجزائريين.
كما أدى زيتوني زيارة إلى أحد المجاهدين المعروف في الولاية الثانية التاريخية وذلك بمقر سكناه بحي بني مالك، ويتعلق الأمر بالمجاهد حسان لعور سطايحي قبل أن يشرف على افتتاح أشغال ندوة تاريخية حول الولاية الثانية التاريخية بقصر الثقافة.