عرفت العاصمة تحسنا كبيرا في السنوات الأخيرة في مجال النقل الجماعي من خلال خدمة وسيلتي الميترو و التراموي، و اللتين ساهمتا بشكل كبير في إعطاء حلول لآلاف الأشخاص للتنقل في ظروف جيدة و اختزال الوقت .. و بالتالي تخفيض الضغط عن الوسائل « التقليدية « من حافلات و سيارات خاصة على الطريق .
كما أن معاناة العاصميين قد تتضاءل مع « المخطط المروري القادم « الذي تقوم بتحضيره شركة جزائرية - إسبانية و الذي يسعى إلى المساهمة الفعالة في السيولة المرورية و خفض « الوقت الضائع « بالنسبة للمواطنين الذين ينتظرون بشغف كبير هذا التنظيم الجديد بسبب الازدحام القياسي لحركة المرور .. و الحلول المقترحة قد تصل إلى معرفة توقيت المسافة بالضبط التي تتحدد من نقطة إلى أخرى كما نجده في العواصم العالمية الكبرى .
نقاط سوداء ...
و رغم كل هذه المجهودات التي تصب في التقليل من معضلة الاختناق المرور فإن مشكل النقل ما زال قائما في العديد من المناطق في إقليم الجزائر العاصمة التي تحوي على نقاط سوداء في بعض الأحيان حتى خارج أوقات الذروة كون المواطن يفضل السيارة الخاصة على حل استعمال النقل الجماعي .. و في هذا الإطار ناشد يوم أمس والي العاصمة عبد القادر زوخ المواطنين إلى « اختيار النقل الجماعي للتخفيف من الزحمة المرورية التي لا تخدم الراحة و تشكل صعوبات كبيرة للتنقل « .
فالتطور الكبير الذي عرفته الجزائر في السنوات الأخيرة و إتاحة فرص للعائلات لاقتناء السيارات السياحية جعل استعمالها يكون بشكل مكثف وساهم بسرعة كبيرة في الاكتظاظ المروري الذي بإمكانه أن يتقلص في حالة اعتماد « تصرف « بسيط يمكن من خفض الكثافة عبر طرقات ولاية العاصمة .
خدمة متدنية لبعض الحافلات...
لكن و بالرغم من إمكانية إقدام المواطنين على « التحول « إلى النقل الجماعي، فإن بعض الحافلات لا تكون في المستوى المطلوب ما جعل الخدمة متدنية بداية من عدم احترام التوقيت ووصولا بحالة الحافلة و نظافتها .. مما قد يتسبب في نفور المواطن من هذه الحالة عندما يفكر في تجنب استعمال سيارته الخاصة في كل تنقلاته .
كما أن عدم توفر حظائر الركن بشكل مكثف يزيد من مشكل التنقل في أحياء العاصمة، أين يضطر السائق « للدوران « في مختلف الشوارع للعثور على مكان، الأمر الذي يضاعف من نسبة كثافة السيارات دون جدوى .. و لذلك، فإن دخول بعض الحظائر المبرمجة حيز الخدمة بصفة كلية قد يمتص هذا الجانب من المعاناة ، لا سيما بالنسبة لتلك المتواجدة في مناطق قريبة من محطات التراموي و الميترو و التي ستشجع أصحاب السيارات على « ركوب « وسائل النقل الجماعي بشكل أكبر و متواصل كونها مضبوطة في الوقت و غير مربوطة بالزحمة المرورية و توفر خدمة عالية الجودة بالنسبة للمسافرين .. و ما العدد الهائل و المتزايد لمستعملي التراموي و الميترو إلا خير دليل على هذا التوجه و الذي سيتدعم أكثر بدخول «التوسيعات» بالنسبة للميترو حيز الخدمة في نهاية السنة الجارية .