أكد ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا، البشير ابي بشرايا، في تصريح لقناة التلفزيون البريطانية، بي بي سي (عربي)، أن «القيادة الصحراوية تحبذ الحل السياسي في النزاع مع المحتل المغربي و لكنها لن تبقي مكتوفة الايدي إذا ما فشل ذلك لأن جبهة البوليساريو تتعرض لضغط المواطنين الصحراويين».
وقال السيد ابي بشرايا إن جبهة البوليساريو، «كانت واضحة منذ البداية» فيما يتعلق بحل النزاع بينها وبين المغرب، موضحا أنه «إذا ما توصلت الجبهة إلى القناعة النهائية بأن الأمم المتحدة غير جادة في تنظيم
استفتاء تقرير المصير أو أنها غير قادرة على ذلك فإن الصحراويين لن يبقوا مكتوفي الأيدي أبدا».
وأوضح السيد بشرايا: «إننا نتعرض إلى ضغط من رأينا العام الوطني ليس فقط داخل مخيمات اللاجئين ولكن أيضا داخل المدن المحتلة من الصحراء الغربية من أجل معاودة حمل السلاح ضد الاحتلال المغربي بسبب خيبة الأمل من الأمم المتحدة على تشريف التزاماتها الخاصة بتنظيم استفتاء تقرير المصير».
وجدد نفس المسؤول التأكيد على أن الصحراء الغربية متمسكة إلى غاية الآن بخيار وقف إطلاق النار ولم تقم بخرقه أبدا، على عكس ما فعله المغرب بمنطقة الكركارات جنوب الصحراء الغربية في الصيف الماضي و قبلها سنة 2001 و سنة 2002.
إن جبهة البوليساريو، كما أضاف، قالت «بشكل واضح للأمم المتحدة و لجميع الأطراف الدولية بأننا لن نقبل تحت أي مبرر كان أي خرق لوقف إطلاق النار»، مشيرا أن «هذه الرسالة فهمتها الأمم المتحدة و قامت بتشكيل نقطة مراقبة دائمة ما بين الجيشين الصحراوي و المغربي اللذين يفصل بينهما 120 مترا فقط».
إن الامم المتحدة والقوى الغربية والأطراف الدولية الفاعلة تعرف، كما قال السيد ابي بشرايا، إن جبهة البوليساريو جادة و لكن إذا لم يغير المغرب خطوته في انتهاك وقف إطلاق النار فإن البوليساريو مستعد في أي لحظة من اللحظات لفتح النار و فرض الخيارات الوطنية للشعب الصحراوي».
العودة من الباب الضيق
و عن سعي المغرب إلى العودة إلى الاتحاد المغربي، قال الممثل الصحراوي إن المغرب انسحب من الاتحاد الإفريقي (الوحدة الإفريقية سابقا) سنة 1984 بسبب قبولها عضوية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و «يحاول الانضمام إليه من الباب الضيق بعد جملة الانتصارات التي حققتها قضية الصحراء الغربية خلال السنوات الاخيرة».
وأشار إلى أن سبب انسحاب المغرب من الاتحاد الإفريقي «لا زال باق، بل موقف الاتحاد الإفريقي من الصحراء الغربية يتعمق و يتطور بشكل مطرد من أجل مرافقة الشعب الصحراوي خلال جميع المحافل الدولية خاصة الأمم المتحدة من أجل حصوله على حق تقرير المصير و تنظيم الاستفتاء».
وذكر ممثل البوليساريو في هذا الصدد أن الاتحاد الإفريقي طالب خلال القمم الأخيرة، من الأمم المتحدة، بأن تحدد تاريخا للاستفتاء و لكنه أيضا اتخذ مجموعة من الإجراءات العملية منها تعيين شخصية بارزة تتمثل في رئيس دولة إفريقية سابقا(الموزمبيق، جواكيم شيسانو) مبعوثا له في الصحراء الغربية لإسماع صوت الاتحاد في هذا الموضوع.