شرع المخرج فؤاد روايسية بسوق أهراس في التحضير لعمل فني بعنوان «ملحمة غنائية المحبة» حول أحداث ومجازر ساقية سيدي يوسف التاريخية التي وقعت ذات الـ 8 من فبراير 1958، وذلك بمشاركة 200 فنان ومسرحي. تتطرق بالإضافة إلى تلك الأحداث التي امتزجت فيها دماء الشعبين الجزائري والتونسي إلى كرونولوجيا أحداث الثورة الجزائرية، مضيفا بأن هذا العمل الفني عبارة عن لوحات فنية استعراضية تمزج بين التمثيل والغناء والكوريغرافيا.
ويشارك في تجسيد هذه الملحمة بقاعة سينيماتيك المدينة، ولأول مرة فرق موسيقية وغنائية تنتمي إلى عديد الجمعيات الفنية في طبوع العيساوة والمالوف والشعبي والبدوي والفلكلوري والتونسي، بالإضافة إلى فرقة «الراب» للمدينة وعدد من الممثلين المسرحيين المحليين أمثال عبد الحكيم بن خالد وطارق عتروس وسمير زعفور وكامل طارق ومحمد زعروري وعبد الحميد حمزة ووليد بلحسن والطفل محمد الأمين الوارد، إلى جانب وجوه نسائية على غرار نسرين بوراس وناريمان قواسمية وربيعة جوامع. كما ستتميّز هذه الملحمة التي ستعرض لأول مرة بقاعة المحاضرات «ميلود طاهري» بسوق أهراس بمناسبة إحياء ذكرى 8 فبراير المقبل بمشاركة عديد الوجوه الفنية والمسرحية من تونس كذلك أمثال لطيفة القفصي وفاطمة الفالحي وسفيان الداهش.
وأضاف المخرج روايسية بأنّ هذا العمل الفني الذي بادرت إليه الجمعية الولائية للثقافة والفنون «حسن الحسني» بالاشتراك مع كل من مديرية الثقافة والمكتبة المركزية للمطالعة العمومية من شأنه أن يعيد الأبعاد الحقيقية والتاريخية للتضامن بين الشعبين الجزائري والتونسي من خلال تمرير الأسلحة والذخيرة الحربية واستقبال المجاهدين للتداوي بتونس. وقد تمّ الاعتماد في إخراج هذه الملحمة التي تستغرق مدة عرضها 40 دقيقة على نظرة إخراجية جديدة من خلال التغني بالوطن والتعابير بأشكال آنية والمرور عبر مختلف الطبوع (أندلسي، بدوي، فلكلور والشعبي)، حيث يتم التعامل مع هذه الطبوع بشكل مسرحي - غنائي في لوحات تعبيرية ذات جمالية تبرز الموروث الثقافي لمختلف مراحل ثورة التحرير الجزائرية بدءاً من 1830 إلى اليوم مرورا باستعادة السيادة الوطنية وفقا للمتحدث. من جهته اعتمد أستاذ التربية الموسيقية جمال يعلاوي في هذا العمل الفني على توظيف الموسيقى التصويرية التي تعبر عن كل مشهد تتنوع بين الفلكلور والموسيقى الكلاسيكية الجزائرية (أندلسي) والموسيقى عالمية.