بلغت كمية المغياثية التي شهدتها ولاية سيدي بلعباس خلال 48 ساعة الأخيرة ضعف الكمية المتوقعة خلال شهر جانفي حيث وصلت إلى حدود 80 ملم وهو ما أدى إلى إرتواء الأراضي الفلاحية وارتفاع منسوب المياه الجوفية.
صنعت التساقطات المطرية التي شهدتها ولاية سيدي بلعباس الفرحة في نفوس فلاحي المنطقة الذين إستبشروا خيرا بموسم فلاحي ناجح ومردود إنتاجي جيد، حيث أكدوا أن الولاية ومنذ سنوات لم تشهد تساقطات بهذا القدر مع بداية فترة التساقطات التي يحددها المختصون بأربعة أشهر بداية بشهر ديسمبر وحتى نهاية شهر مارس.
وأضاف هؤلاء أن التساقطات التي جاءت في وقتها ستمكن الفلاحين من مواصلة أنشطتهم في أرحية تامة، بعد مباشرتهم لعمليات الحرث الأشهر الماضية، فضلا عن إرتفاع منسوب المياه الجوفية والذي سيكون له أثر إيجابي على عمليات السقي الفلاحي. أما موالو المناطق الجنوبية فقد استبشروا خيرا بالثلوج والأمطار الكثيفة التي ستوفر لهم الكلأ لأنعامهم.
وفي المقابل تحولت الأمطار المتساقطة على الأنسجة العمرانية داخل مدينة سيدي بلعباس وكبرى الدوائر إلى نقمة على عديد الأحياء على غرار حي باب الضاية الذي تحولت شوارعه الرئيسية إلى برك مائية شلت بالكامل حركية المرور بعد إنسداد البالوعات، و فيضان مياه الصرف الصحي على سكان الحي، وهو المشهد الذي يتكرر مع كل تساقط وحسب سكان الحي فإن المشكل يكمن في مياه الصرف القادمة من حي المقام والتي تشكل ضغطا كبيرا على قنوات الحي المذكور، وحيال الوضع طالب السكان بضرورة إيجاد حل فعلي للمشكل في أقرب الآجال لإنهاء معاناتهم المتكررة.أما بأحياء سيدي الجيلالي، بن حمودة وبوعزة الغربي فقد كشفت التساقطات عيوب التهيئة الحضرية عقب تحول مداخل عمارات، طرق وأرصفة حديثة النشأة إلى برك مائية صعبت من حركة المرور.
ومن جهته، فرع ديوان التطهير أكد مواصلة فرقه العمل بشكل مستمر بإستعمال المناوبة من أجل التدخل بالنقاط السوداء، حيث فاق عدد التدخلات خلال 72 ساعة الماضية 500 تدخل خاص بتسريب مياه التساقطات وإعادة فتح البالوعات المسدودة وشفط المياه، هذا وتعمل الفرق أيضا على ضمان مراقبة مستمرة لكل الشبكات المتواجدة بمسار ترامواي للوقوف على الأعطاب وإصلاحها والقضاء على النقاط السوداء بها. وللإشارة فإن وحدة الديوان كانت قد سجلت خلال السنة المنصرمة 8340 شكوى على مستوى كامل الولاية، كما تمت معالجة أزيد من 15 ألف نقطة أي ما يعادل 145 ألف متر على طول شبكات الصرف الصحي، هذا فضلا عن القضاء على 35 نقطة سوداء على طول وادي المكرة.