تسببت الأمطار المتساقطة بدون توقف منذ اليومين الماضيين على إقليم ولاية معسكر، في خسائر مادية معتبرة بالنسبة لسكان المناطق المنخفضة وتلك المحاذية لمجاري الأودية، الذين باغتتهم السيول الجارفة التي لم يسلم منها سكان الأحياء الكبرى بمعسكر وقاطنو العمارات بتغنيف، المامونية مطمور، فروحة وعدد من البلديات بجنوب إقليم الولاية.
غمرت الفيضانات البيوت وتسببت في نكبة سكان البيوت الواقعة بالقرب من مجرى وادي القوايير بالقرية الفلاحية نواري حمو، جنوب مدينة معسكر، وغيرهم من سكان بلدية مطمور ودواوير ببلديتي فروحة وغريس، حيث استدرك الوضع هناك بعد تدخل السلطات الأمنية والمحلية بتحويل مسار السيول نحو الأراضي الفلاحية والفراغات.
وأدّت الأمطار المتساقطة، ليلة أمس الأول بغزارة، إلى غلق شبكة الطرق داخل مدينة معسكر وتلك المؤدية نحو المحمدية عبر المنعرجات بسبب انزلاق الأرضية والأتربة وتساقط الحجارة من الجبال “بني شقران”، ناهيك عن توقف المواصلات في الفترة الصباحية.
وتم على إثر ذلك، تسجيل حضور قوي لعناصر الدرك الوطني والحماية المدنية ميدانيا لإجلاء السكان المتضررين الذين حاصرتهم الأمطار الطوفانية، إلى جانب السلطات المحلية التي حاولت قدر الممكن أن تنتشر عبر الأحياء والتجمعات السكانية طيلة ليلة كاملة من أجل مقاسمة المواطنين عبء التقلبات الجوية، على غرار هيئة الهلال الأحمر الجزائري لمعسكر التي جمعت المؤونة لسكان نسمط والمناطق الجبلية التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج. كما تم أيضا تشكيل خلية أزمة وطوارئ استعدادا لتسيير الوضع والتقليص من تداعياته السلبية.
بمعسكر، حل رئيس الدائرة ناصر قنديل، بمعية قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني،
في ساعات متأخرة من ليلة أمس الأول، لمتابعة الوضع عن كثب بالسكنات المتضررة بقرية نواري حمو وقاضي مراح والمنطقة الثامنة.
وكانت لـ “الشعب” اتصالات بعديد المسؤولين المحليين، على غرار مديرة الديوان الوطني للتطهير التي أكدت أن الفيضانات نجمت عن امتلاء مجاري الأودية عن آخرها، في وقت تم فيه مبكرا تنظيف بالوعات المياه وشبكة الصرف الصحي للحد من إمكانية انسدادها وانفجارها بالتالي، موضحة أن بعض الأحياء بمدينة معسكر التي تأخر تجديد شبكة الصرف الصحي بها، صنفت في خانة النقاط السوداء، على غرار حي قاضي مراح ببابا علي وتجزئات سكانية بالمنطقة الثامنة وسيدي عبد الجبار والمامونية، وتم، وفق مديرة الديوان، معالجة الوضع من طرف فرق “أونا”.
تحويل مرضى مستشفى غريس
علمت “الشعب” من مصادر موثوقة، أن المصالح الاستشفائية لدائرة غريس قررت إجلاء عدد من مرضى القصور الكلوي إلى المؤسسات الاستشفائية بمعسكر والمحمدية، بسبب تردي الوضع داخل مستشفى غريس، بفعل مياه الأمطار والسيول التي غمرت الطابق السفلي له، حيث لم نتمكن من معرفة العدد الحقيقي للمرضى الذين تم نقلهم نحو مستشفى معسكر والمحمدية لمواصلة العلاج.
أكثر من 49 تدخلا للحماية المدنية
من جهة أخرى، سجلت مصالح الحماية المدنية لمعسكر خلال 24 ساعة الماضية، 49 تدخلا لأعوانها عبر مختلف تراب الولاية بسبب التقلبات الجوية.
تواصلت تدخلات الحماية المدنية طيلة يوم أمس، من أجل فك العزلة عن المتضررين من الفيضانات وفتح الطرق والمعابر المغلقة بفعل ارتفاع منسوب الأودية على مستوى الطريق الوطني رقم 17 الرابط بين حسين والمحمدية والطريق الوطني رقم 17-أ بين المحمدية ومستغانم والطريق الولائي رقم 6 بالمحمدية المغلق بسبب ارتفاع منسوب وادي هبرة والطريق الولائي رقم 76 المغلق عند جسر بمطمور بسبب ارتفاع منسوب المياه عند مدخل مدينة مطمور.
على إثر التقلبات الجوية، أسفرت تدخلات عناصر الحماية المدنية بدوار أولاد قدور ببلدية نسمط من إنقاذ عائلة حاصرتها مياه الأمطار وإنقاذ 6 رؤوس بقر، فيما سجل نفوق 14 رأس ماشية بعين المكان.
كما تمكنت عناصر الحماية المدنية، أمس، من إنقاذ 7 أفراد من عائلة واحدة من موت محقق بفعل استنشاقهم لغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدفأة داخل مسكن بحي الشهداء في بلدية تيغنيف.