طباعة هذه الصفحة

نبيل غندوسي رئيس جمعية النّبراس الثّقافي بسطيف لـ «الشعب»

على الجمعيات الثّقافية البحث عن بدائل لمواجهة سياسة ترشيد النفقات

سطيف:أجرى الحوار: نور الدين بوطغان

نطـــــــــالــب بالـتّـــــــوازن  في الدّعــم المالي بين مختـــلف الجمعيــــــات النّــــــاشطـــة

يعترف الشاعر نبيل غندوسي، رئيس جمعية النبراس الثّقافي بسطيف، بأن الجمعيات الثقافية ستجد حتما صعوبات في نشاطها المعهود لنشر الثقافة والأدب في المجتمع، في ظل سياسة ترشيد النفقات، أو كما يسمّيها البعض سياسة التقشف بسبب الأوضاع المالية الصعبة التي تعاني منها البلاد، جراء انخفاض مداخيل النفط منذ أكثر من سنتين. ويرى غندوسي في حوار أجرته معه جريدة «الشعب» حول تأثير الأزمة المالية على النشاط الثقافي لهذه الجمعيات، أن عليها البحث عن مصادر تمويل لبقائها وبقاء نشاطها، وإليكم نص الحوار.

❊ الشعب: في ظل الأزمة المالية الحالية هل سيكون لها في رأيكم تأثير على نشاطات الجمعيات الثقافية؟
❊❊ نبيل غندوسي: فعلا الأزمة الحالية التي تعرفها البلاد في المجال المالي سيكون لها حتما انعكاس على نشاطات الجمعيات الثقافية الناشطة في الميدان،وتضعها أمام تحد حقيقي لمواجهة مصاريف أعمالها ونشاطها المعهود، خاصة وأنها أصلا لا تتلقى دعما ماليا كافيا من السلطات العمومية، وحتى قبل الأزمة،  وعلى سبيل المثال، فإن جمعية النبراس الثقافي التي أرأسها لم تتلق هذا العام أي دعم مالي رغم تقديم الملف الى الجهات المعنية بالأمر، والظاهر أن سياسة التقشف الحالية تكون وراء ذلك.
❊ كيف تتصوّرون الحلول الممكنة أمام الجمعيات الثّقافية لمواجهة هذا الموقف الصّعب وتجاوزه بأخف الأضرار؟
❊❊ الوضعية الجديدة التي فرضت على الجمعيات الثقافية أكيد أنّها ستدفعها للبحث عن حلول تمكنها من الإبقاء على نشاطاتها، وعلى رأسها ضرورة الاعتماد أكثر على اشتراكات أعضائها وتبرّعاتهم لتغطية النّفقات المختلفة التي تدخل في إطار انجاز نشاطاتها على مدار السنة، كما يتعين قدر الإمكان البحث عن نشاطات ثقافية بصفر نفقة، أو بأقل التكاليف الممكنة،من خلال استضافة على سبيل المثال أدباء ومثقفين محليين لتنشيط الحياة الثقافية لتفادي مصاريف الإيواء والإطعام والنقل لمثقّفين من خارج الولاية، كما أنّه يتم التفكير حاليا في البحث عن مموّلين خواص لنشاطات الجمعية، أو للتكفل ببعض نفقاتها مثل الفنادق والمطاعم وغيرها ممّن تحتاج إليهم الجمعية كمرافقين لأنشطتها، كما يجري التفكير في إنجاز نشاطات مدرّة للربح، وإن كان الأمر صعبا، فهناك تعليمات مثلا من أجل الدخول بالمقابل لمختلف الأنشطة الثقافية، إلا أنّ الأمر صعب التطبيق في الميدان.
❊ كيف ترون تدعيم الجمعيات الثّقافية ماليا من طرف السّلطات مقارنة بجمعيات أخرى غير ثقافية؟
❊❊ في الحقيقة أنّ ما تتلقّاه الجمعيات الثقافية يعتبر ضئيلا بالمقارنة مع ما تتحصّل عليه الجمعيات الأخرى، وخاصة الرياضية منها، والتي تتلقّى أموالا طائلة قد تصل إلى الملايير من السنتيمات، أما الجمعيات الثقافية ففي أحسن الأحوال تتلقّى دعما سنويا لا يزيد عن 50 مليون سنتيم، ولهذا نطالب بالتوازن في توزيع المساعدات المالية، لأنّ الثقافة تحتاج الكثير نظرا لدورها في تثقيف المجتمع، ورفع مستوى الوعي الحضاري لديه، ولهذا نتمنّى إعادة النظر جديا في مسألة الدعم للجمعيات الثقافية لتلعب دورها كاملا في الميدان.

❊ ماذا عن جديدكم كشاعر، وعن نشاط الجمعية التي ترأسونها في الميدان؟
❊❊ كما تعلمون فإنّ جمعيتنا تنظّم على مدار السنة العديد من النشاطات خاصة الأمسيات الأدبية والنقدية، باستضافة العديد من الأدباء والنقاد من الوطن ومن خارجه أحيانا، كما أنّ جمعيتنا ومنذ تأسيسها قبل 10 سنوات قد قامت بطبع 10 أعمال أدبية وتاريخية، وكان آخرها العمل التاريخي بمناسبة إحياء الذكرى 71 لمجازر 8 ماي 1945 بعنوان: المجاهدة البطلة عيشة بايا جاب الله، لمؤلفته الأستاذة نعيمة شلبية كراغل، كما نظّمت يومي 13 و14 جويلية الماضي ملتقى وطنيا حول الرواية الجزائرية، بحضور قامات في النقد والرواية أمثال سعيد بوطاجين ومحمد مفلاح. أما عنّي شخصيا، وبعد أن أصدرت سابقا مجموعتين شعريتين بعنوان: «سفر في زورق الألم» و»أبرياء معذّبون»، فإنّني أنوي أن أصدر قريبا مجموعة شعرية جديدة.