أكّد المدافع الدولي السابق مصطفى كويسي في هذا الحوار بأن الناخب الوطني البلجيكي جورج ليكنس أبان عن محدوديته في اختيار التشكيلة الأساسية، وأن اختياراته لم تكن مدروسة خصوصا أن نقطة قوة التونسيين في دفاعهم.
❊❊ الشعب: الأخطاء تتكرّر في المنتخب.. والخضر يرهنون حظوظهم في التأهل إلى الدور الثاني؟
❊❊ مصطفى كويسي: الأخطاء الدفاعية تلاحقنا منذ مدّة ولم نجد لها الحل وتفاقمت منذ مباراة الكاميرون إلى الآن، لكن اليوم قبل الحديث عن مشكل الدفاع يجب أن نتحدث عن المدرب الذي كان الحاضر الغائب على خط التماس، واليوم أقولها جورج ليكنس أبان عن محدوديته في اختيار التشكيلة الأساسية التي لعبت المباراة وفي «الكوتشينغ»، إضافة إلى ذلك فإن التشكيلة الوطنية لعبت من دون روح تماما، والفريق الذي لا يلعب بروح الفوز وتلك الروح القتالية التي عوّدونا عليها في السابق لا يمكن أن تنتظر منه شيئا، مقارنة بالمنتخب التونسي الذي كان أفضل منا في كل الخطوط، فرديا التونسيون ليسوا أقوياء لكنهم فازوا علينا بالتنظيم التكتيكي وبعزيمتهم الكبيرة على تدارك هزيمة اللقاء الأول ضد المنتخب السنغالي في المباراة الأولى، كما أنّنا لم نكن مركّزين خلال اللقاء كما ينبغي بدليل إهدارنا لبعض الفرص السانحة للتهديف من قبل محرز وسليماني، وحتى مصدر قوّتنا في السابق الهجوم لم يتحرك وضيّعنا الفرص القليلة التي خلقناها في المرحلة الأولى، كان على المدرب إيجاد الحلول المناسبة لتغطية العجز الذي كنا نعاني منه في الدفاع، والآن بعد كأس أمم إفريقيا يجب أن يعود الانضباط التكتيكي وداخل المجموعة. شاهدنا براهيمي عند استبداله واللقطة غير الرياضية التي قام بها.
❊ النّاخب الوطني قام بتغيير غير مفهوم في الدقيقة التسعين باستبدال قديورة مكان عبي» ؟
❊❊ كما قلت لك منذ قليل الناخب الوطني أبان عن محدوديته في الكوتيشنغ، أذهب معك لأبعد من هذا «هني» شاهدناه في لقاء «موريتانيا» الودي الأول، لعب أساسيا وقدم مردودا طيبا وكان من بين أفضل اللاعبين فوق أرضية الميدان بدليل أنه سجل هدف السبق ضد موريتانيا، واليوم كان من الضروري إشراكه أساسيا في اللقاء مكان غزال وليس العكس، لأنّ غزال لم يظهر بمستوى جيد لا في المباراة الودية أمام موريتانيا ولا في العشرين دقيقة التي أشركه فيها ليكنس في المباراة الماضية أمام زيمبابوي، وحتى أمام المنتخب التونسي كان ظلا لنفسه في اللقاء، وأكد بأنه غير جاهز لخوض غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا حتى لا نقلل من إمكانياته لأنه لاعب كبير وصاعد وأتنبأ له بمسيرة كروية كبيرة، من جهة ثانية، خروج براهيمي غير مفهوم تماما لأنه اللاعب الوحيد الذي كان يتحرك أفضل من زملائه فوق أرضية الميدان ويخلق الخطورة، ومن المفروض أن بونجاح يأخذه مكانه الأساسي في المباراة أولا لأنه يعرف جيدا اللاعبين التونسيين ولعب ضدهم لموسمين، وثانيا لأن سليماني لم يسجل منذ 10 أشهر بقميص المنتخب الوطني الجزائري وهو يمر بفترة فراغ رهيبة، والتغيير الأخير كما قلت في الدقيقة التسعين باستبدال قديورة مكان عبيد غير مفهوم ولا أجد له تفسيرا خصوصا أننا في ذلك الوقت كنا نبحث عن تعديل النتيجة.
❊ شاهدنا أمام تونس خللا كبير في الناحية التكتيكية، محرز وغزال كانا يلعبان جنبا لجنب طيلة المرحلة الأولى؟
❊❊ صحيح لقد ذكّرتني بذلك إضافة إلى ما قلته، هل ترى أنه من المعقول أن يلعب كما قلت لاعبين على الرواق الأيمن ولا ينهض المدرب ويطلب من غزال العودة إلى الجهة اليسرى، أو يطلب من محرز تغيير المنصب في بعض الفترات من اللقاء حتى يكون هناك توازن، كما قلت لك منذ قليل غزال مكانه في الاحتياط وهو بدليل رائع لمحرز عندما يمر جانبا مثلما شاهدناه في نيجيريا حين لم يكن في يومه، وكان من الأفضل إشراك «هني» الذي قدّم حلولا إضافية عند دخوله بعدما سجل هدف المنتخب الوطني الوحيد وقدّم كرة على طبق لسليماني في العمق لكنه ضيعها، وأريد أن أضيف شيء لم يتحدث عنه أحدا.
❊ تفضّل..
❊❊ «ليكنس» قبل التنقل إلى الغابون وقبل المباراة يقول بأنه يعرف المنتخب التونسي جيدا، أعتقد بأنه لا يعرف شيء عن الأشقاء لأن نقطة قوتهم يعرفها كل الشعب الجزائري، وهي تكمن في وسط الميدان القوي الذي يملكونه، وكنا عليه اللعب بثلاثة لاعبين مسترجعين وترك الحرية أكثر لبن طالب لندعم الخط الأمامي أكثر، أو نقوم بإشراك عبيد مكان قديورة أو بن طالب اللّذان لم يكونا في المستوى في اللقاء الأول ولا أمام تونس بمنحهم الكثير من الهدايا للخصم طيلة أطوار اللقاء وكانوا عبء على الدفاع، إذا أخطأ في التشكيلة الأساسية وفي الكوتشينغ دون الحديث عن التحضيرات وعن اختياره للمنتخب الموريتاني كمنافس في المباراتان الوديتان، كل هذه العوامل جعلتنا نرهن حظوظنا في التأهل إلى الدور الثاني الذي يلزمنا معجزة لبلوغه.
❊ هل تظن أن مستقبل المنتخب الوطني سيكون جيدا مع هذا المدرب؟
❊❊ عندما تم إقصائنا من الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا ساندت بقاء هاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، لأنّنا أقصينا لكننا لعبنا جيدا أمام منتخبات كوت ديفوار والطوغو وتونس لكن وقتها الفعالية خانتنا في تلك اللقاءات وكان هناك أمل لتكوين منتخب قوي وهو ما ظهر جليا في كأس العالم، الآن لم نلعب جيدا وانهزمنا وسنعود للديار بعد مباراة السنغال بعدها لن نتأهل إلى كأس العالم بروسيا، المطلوب الآن هو جلب مدرب كبير يمكنه إعادة الانضباط داخل المجموعة والانضباط التكتيكي لإعادة هيبة المنتخب، والبحث عن إعادة بناء منتخب قوي دون بعض اللاعبين الذين نعتبرهم من الكوادر وجلب أسماء جديدة ومنحها الفرصة لبداية عهد جديد مع المنتخب وقيادة الخضر إلى التأهل إلى دورة 2019 بالكاميرون، وكذلك منح الفرصة للمحليين أو لخريجي المدارس الجزائرية الذين أظهورا في هذه الدورة بأنهم كانوا الأفضل، حين نشاهد ما قدمه بن سبعيني ومفتاح وعسلة الذي عوّض مبولحي دون خطأ، وسليماني الذي لعب اليوم بعزيمة كبيرة في الفوز رغم أنه ضيّع أهدافا محقّقة، وبعض اللّمسات التي قام بها بونجاح يجب أن نعيد النظر في كل شيء ومنح الفرصة للجميع.