بالعودة إلى مجريات مباراة المنتخب الوطني الجزائري ضد نظيره الزيمبابوي، فإن الخضر بدوا تائهين من حيث طريقة اللعب، فلا تمكنوا من الحفاظ على الكرة وبناء اللعب كما كان عليه الحال مع المدرب الفرنسي الذي انتقده الجميع في السابق “كريستيان غوركوف”، ولا أبدعوا في المرتدات، وهو الأمر الذي جعل الخضر يقدمون وجها شاحبا ومحتشما وعدد قليل من الفرص، والأدهى والأمر أن الفرديات هي التي تغلبت وصنعت الفارق بعدما استيقظت في المرحلة الثانية، وحتى الأهداف جاءت بمجهود فردي من المتألق “رياض محرز”.
أول النقاط التي يجب الوقوف عندها هو أن المهاجم “إسلام سليماني” يمر بفترة فراغ رهيبة مع المنتخب الوطني. فلم يسجل أي هدف في مواجهة رسمية منذ 5 مباريات متتالية آخرها أمام زيمبابوي، وحتى التي فاز بها الخضر بسداسية كاملة أمام منتخب ليزوتو تفنن في إهدار الفرص ولم يسجل أيا منها، كما يعتبر اللاعب السابق لشباب بلوزداد من نوعية اللاعبين الذين يحسنون التموقع في منطقة العمليات، لكنه دائما ما يحتاج لزيادة عددية كبيرة من قبل زملائه من أجل التسجيل، ولم يجد يوما اللعب وحيدا في الأمام، وتعتبر نقطة قوته في الكرات الثابتة لكنه لما يتعلّق الأمر بالمرتدات يجد صعوبة كبيرة في وجود الشباك نظرا لنقصه الكبير من الناحية الفنية، لكنها بالمقابل نقطة قوة هداف النجم الساحلي التونسي السابق “بغداد بونجاح” الذي يتواجد في أحسن رواق لتعويض هداف المنتخب، خصوصا أنه يعرف اللاعبين التونسيين جيدا ويدرك نقاط ضعف دفاعهم بعدما نصبه نفسه نجما للبطولة التونسية في موسمين متتالين بـ 30 هدفا سجلها بألوان النجم خلال موسمين، وقاد فريقه إلى التتويج بكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
”براهيمي” يعطّل المرتدات وتواجده على الرواق أفضل
من بين الأمور التي تسبّبت في تعادل المنتخب الوطني وعجز الخضر عن تسجيل أهداف أخرى في عدم حسن استغلال المرتدات بشكل جيد، بسبب تواجد “ياسين براهيمي” في منصب صانع الألعاب، فرغم أنه كان في المستوى لكنه تسبب في الكثير من الأحيان في تعطل هجمة الخضر بسبب إطنابه في الحفاظ على الكرة.
«براهيمي” سيحرّر طريقة لعب الخضر باللعب على الجهة اليسرى، وسيكون أكثر خطورة على الرواق بحكم المعطيات المتوفرة، وغياب “سوداني” عن مباراة تونس، هو الآخر الذي لم يقدم الإضافة المرجوة منه، وقد يكون من الخطأ استعمال “غزال” في هذا
المنصب غير المتعود عليه في فريقه “ليون” خصوصا أنه كان ضلا لنفسه طيلة 20 دقيقة كاملة، حين دخل بديلا لـ “سوداني” في المرحلة الثانية.
”بن طالب” المتحرر هجوميا مع “شالك” سيفيد المنتخب
لاعب آخر يمكن استغلاله أفضل من اللقاء الأول الذي بدا فيه تائها هو متوسط ميدان نادي شالك الألماني “نبيل بن طالب”، الذي يلعب متقدما ومتحررا مع ناديه هجوميا، ومنح العديد من الحلول الهجومية بعد منحه الطاقم الفني لفريقه الألماني بعضا من الحرية دون قيد دفاعي، لاعب تونتهام السابق أكد في الكثير من المرات أنه متوسط ميدان عصري كما يقال في الكرة الحديثة “بوكس تو بوكس”، وتقيده بمنصب لاعب رابط بين الخطوط يحدّ من إمكانياته، خصوصا أن “بن طالب” سجل الهدف الوحيد للخضر في نيجيريا وأمام موريتانيا وديا، وهي معطيات تؤكد أن تغيير منصب “بن طالب” سيفيد الخضر ويمنحهم قوة هجومية إضافية لتغطية النقص الدفاعي.
إشراك “عبيد” و«قديورة” كمسترجعين كلاسيكيين لمنح الحرية للظهيرين
سيكون إشراك “عبيد” رفقة “قديورة” في الوسط وتغيير النهج التكتيكي إيجابيا للخضر بتحرير لاعبي الرواق الذين لم يقدما الإضافة المرجوة منهما في مباراة زيمبابوي واقتصر دورهما على الجانب الدفاعي بعدما غابت التغطية والرجوع للدفاع من قبل “محرز” و«سوداني”، قبل أن يعود “مفتاح” في المرحلة الثانية ونقل نوعا من الخطورة في الأمام من توزيعاته التي فشل “سليماني” في ترجمتها إلى أهداف.
تواجد “عبيد” في منصب مسترجع أو حتى رابط سيرفع من سرعة التحول الهجومي للخضر، وهو الأمر الذي كان ينقص رفقاء الحارس “مبولحي” في مبارتي زيمبابوي وموريتانيا، إضافة إلى هذا يمكن استغلال تواجد مدافع إتحاد العاصمة “بن يحيا” الذي لقي تكوينا كوسط الميدان استرجاعي، ويمكنه غلق المنافذ جيدا ومنح المزيد من الصلابة الدفاعية للخضر، رغم أنه يلعب موسمه الثاني على التوالي في محور الدفاع.