تستعد الغرفة الفلاحية لوهران لتحيين الاتفاقيات التي أبرمت سنة 2016 ما بين المربين والمطاحن، تطبيقا لقرارات اللجنة المكلّفة بمتابعة حسن سير عمليّة اقتناء مادة النخالة بالنسبة لمربي الأبقار.
أوضح الأمين العام للغرفة زدام الهواري في تصريح له أنّ عملية التحيين يشرع فيها هذا الشهر بعد تفعيل النظام الجديد لدعم مادة النخالة جانفي الماضي، وسط طموحات بتحقيق مصالح مربي الأبقار والتقليل من الاحتكار والمضاربة بالسوق الموازية.
وحسب زدّام، بلغ عدد المطاحن المسجلة بالغرفة 35 مطحنة، توجّه إليها حتى يوما هذا 400 مربي، يملكون مجتمعين 600 بقر حلوب، لافتا إلى أن «لكل مربي الحق في الاستفادة يوميا من 4 كلغ من هذه المادة للبقرة الحلوب الواحدة، تبعا للشروط المتفق عليها في هذا المجال.
...إنتاج الحليب يقفز إلى 58 مليون لتر
وبلغة الأرقام، أكّد المتحدّث ذاته أنّ آخر إحصاء لشعبة الحليب الطازج، يكشف عن تطورات هامة في إنتاج هذه المادة الإستراتيجية، المدعّمة من قبل الدولة والتي تجاوزت بعاصمة الغرب الجزائري 58 مليون لتر خلال 2016، بفضل تضافر مقومات متنوعة. مشيرا إلى أن مستوى الاستهلاك يبقى منخفضا جدا، مادام أنّ» الدولة تستورد أكثر من ثلثي هذه المادة كمسحوق لتلبية احتياجات السوق المحلية.
تعود أسباب تراجع كميات الحليب على المستوى الولائي إلى قلة الأعلاف وضعف الكلأ المتوفّر من حيث العناصر الغذائية الأساسية، سواء بالنسبة إلى الأبقار أو الأغنام، ناهيك عن قلة المزارع المزودة بأفضل الطرق التقنية والعلمية في تربية الماشية واستمرار أغلب المربيين في الطرق البدائية، وما ينجر عنها من الأمراض والأوبئة سريعة الانتشار والعدوى بين الحيوانات.
في هذا الصدد قال زدّام إن الدولة عن طريق وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، وضعت عديد الآليات للتقليل من واردات هذه المادة، ومن التدابير المتخذة، دعم الأعلاف الخضراء ونظام التموين الجديد بمادة النخالة التي حدد سعرها بـ1500 دج للقنطار، ناهيك عن ميزانيات أخرى تصرف على البرامج الخاصة بتطوير الصحة الحيوانية في الجزائر ومكافحة الأمراض والأوبئة التي تصيب الحيوانات والدواجن، بما فيها تكريس مجانية التلقيح.
مزارعون آخرون، اعتبروا أن 4 كلغ من هذه المادة قليلة جدا مقارنة بكميّة استهلاك هذا النوع من الحيوانات الماضغة لإدرار الحليب اليومي والدهن الذي تنتجه عن طريق إتباع نظام غذائي صحيح من الذرة والتبن والسيلاج وكميات هامة من الحبوب أو من العلف المركز، زيادة على العديد من المشاكل الإنتاجية والتسويقية، ما يعود سلبا على كميات الإنتاج من هذه المادة الغذائية الأساسية ومشتقاتها.
عراقيل إدارية تحرم المزارعين من التزود بمادة النخالة مدة فاقت 6 أشهر
كما جدّد المهنيون مطالبهم القاضية بتحسين سبل الدعم والمرافقة، معتبرين أنّ الدعم المقدم لهم في الوقت الحاضر من قبل الدولة ضمن جهاز 12 دج للتر الواحد من الحليب المنتج المدفوع إلى جانب 5 دج للمجمعين و4 دج للمحولين، لا يفي بالغرض، لاسيما مع الإبقاء على القيمة المدعمة للكيس الواحد للحليب المبستر المقدر بـ 35 دج، معبّرين في سياق متّصل عن تذمرهم العميق، جراء ما وصفوه بالبيروقراطية السائدة على مستوى المطاحن.
في هذا الإطار أكد عدد منهم، أنّه وعلى الرغم من أنّ «الفلاحين وفق القوانين الجزائرية معفون من الضرائب»، اصطدموا مؤخّرا بمشكل آخر على مستوى مطاحن وهران، التي اشترطت للاستفادة من مادة النخالة المدعمة في إطار النظام الجديد «رقم تعريف جبائي» من مصلحة الضرائب، والتي أجابتهم بدورها بأنّها «رسوم خاصة جديدة، تبلغ قيمتها 10 آلاف دج سنويا».
كل هذه الأسباب وأخرى، جعلت مصادرنا تطالب الوصاية بوضعهم في الصورة بخصوص الإجراءات الجديدة المتخذة في هذا الإطار، لاسيما وأنّ العشرات منهم لم يتزوّدوا بهذه المادة منذ أكثر من 6 أشهر، والمفروض، حسبهم، أن يتم تزويدهم بهذه المادة التي تعتبر من أكثر المصادر الغنية بالألياف الغذائية، قبل مباشرة عمليات تسوية الأوراق والوثائق المطلوبة، مبدين تخوفهم من نفوق المواشي بسبب الجوع، لاسيما وأنّ الإنتاج الإجمالي الحالي للبقرة الواحدة لا يتجاوز في أحسن حالاته بوهران الـ 12 لتر في اليوم.