نفت وزيرة تكنولوجيات الإعلام والاتصال إيمان هدى فرعون، ما روج بشأن فتح رأسمال مؤسسة «اتصالات الجزائر» والمتعامل النقال «موبيليس»، مؤكدة أن الخوصصة غير واردة تماما، لا خلال السنة الجارية أو التي تليها. ورغم أن الدستور الجديد يمنع الاحتكار، إلا أن مجال المنافسة مفتوح من خلال المناولة.
كشفت الوزيرة، أمس، في فوروم القناة الأولى، عن فتح مجال المناولة للشباب أصحاب المشاريع في إطار «أنساج». مفيدة أن دعم الدولة للمشاريع التي تخص قطاع تكنولوجيات الاتصال يصل 18 مليار دج، ما يسمح لهذه المؤسسات الشبانية بتنفيذ برنامج عمل خلال سنة 2017، كما يستفيد الزبون من التدفق العالي للأنترنت، مشيدة بالكفاءات التي تخرجت من الجامعة الجزائرية والقدرات التي أثبتتها في هذا المجال.
فيما يتعلق بخوصصة «اتصالات الجزائر» أوضحت فرعون، أن مشروع القانون المتعلق بالقطاع، الذي سيعرض على البرلمان خلال الدورة الحالية، يقترح فتح الحلقة المحلية في الكيلومتر الأخير، بين جهاز «أمسان» والزبون، مبرزة أن هذا الجزء فقط هو الذي سيفتح للمناولة مع المؤسسات الاقتصادية الخاصة أو العمومية، وذلك باعتماد دفتر شروط يكرس في نفس الوقت سيادة الدولة على البنية التحتية للاتصالات؛ بمعنى شبكة الألياف البصرية ما بين الولايات والكوابل البحرية.
وذكرت في معرض حديثها قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال شكل محور اهتمام مجلس الوزراء، باعتباره قطاعا أفقيا له إسقاطات على كل القطاعات الأخرى، التي يقتضي عصرنتها وتطويرها من خلال التحكم في مجال التكنولوجيات الحديثة، بالإضافة إلى أنها تخلق الثروة ومناصب الشغل، وتساهم في تطور الاقتصاد الوطني.
وأعلنت المسؤولة الأولى على القطاع عن إطلاق قمر صناعي من أجل الاتصالات خلال السداسي الثاني من السنة الجارية، على أن يدخل حيز الخدمة قبل نهاية 2017، مشيرة إلى أن الوكالة الفضائية الجزائرية، قامت بإطلاق عدد من الأقمار الصناعية لحد الآن، لكنها أقمار تقوم بالتقاط الصور تتعلق بالمناخ أو لدراسة الأرض.
ويعد القمر الصناعي من أجل الاتصالات مشروعا كبيرا في مجال الأنترنت، إذ سيغطي كل القطر الجزائري ويساهم في تأمين كل شبكة الاتصالات، من خلال تعويض الألياف البصرية، إذا ما تعرضت لعطب على مستوى التراب الوطني أو على المستوى الخارجي.
وأفادت، أن الجزائر بصدد إنشاء خط من الألياف البصرية عابر للصحراء، مشروع الخط الذي يربط الجزائر بأبوجا بنيجيريا، عبر مالي، النيجر والتشاد، الهدف منه توصيل الأنترنت إلى الدول الإفريقية، التي ليس لها كوابل بحرية «معزولة».
ويدخل ذلك ضمن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة الجزائرية لشعوب هذه الدول المجاورة، لافتة أن أول خطوة للاستقرار، الذي يتطلب توفير التنمية، أن «تعمل بلادنا على توفير تكنولوجيات الاتصال لها، والجزائر لن تتخلى عن دورها الريادي في حوكمة هذا المجال في إفريقيا».
وكشفت في هذا الإطار، أن فريق عمل من اتصالات الجزائر الفضائية «أتياس»، تنقل، نهاية الأسبوع الماضي، إلى دولة مالي وقام بعملية تجريبية مع نظرائهم الماليين، باستعمال تجهيزات من اتصالات الجزائر. وقد تم تجربة اتصالات عن بعد، حتى يتأكدوا من قدرة خدمات الأنترنت، التي توفرها هذه الأخيرة. وأعلنت عن توقيع اتفاقية بين الجزائر ومالي، شهر فيفري المقبل، من أجل تسويق خدمات الأنترنت الفضائية إلى هذا البلد خلال 2017.