طباعة هذه الصفحة

عــــــــــادات لايمحوهــــــــــا الزمــــــــــن

”طعام أمي أطيب”

جملة تربط الزوج بذكريات الطفولة الراسخة في ذاته
مذاق طعام الأم يبقى ملازماً للكثير من المتزوجين حتى وإن كانت الطبخة بسيطة، فيكفي أنها من صنع الأم ، ويتسبب ذلك في مشكلات أسرية، خاصة حين تضيع كل محاولات الزوجة لتحسين طبخها، وحتى إذا كانت طباخة ماهرة لا يخلو الأمر من مقارنة .

لا يقتصر الأمر على الأزواج عندنا فقط ، فمثل هذه الظاهرة موجودة في الدول الغربية، إذا أظهرت دراسة حديثة في بريطانيا، أن معظم الرجال يفضلون طبخ أمهاتهم على ما تعده زوجاتهم ، ويشير الاستطلاع الذي شمل ألفي رجل من شبكة الطعام البريطانية، إلى أن الأمهات يحضرن عادة وجبات تقليدية بأيديهن، ولا يعتمدن كثيراً على الأطعمة الجاهزة أو تلك التي تسخن بالمايكرويف على عكس النساء الشابات، وكذلك فإن الأمهات قادرات على تحضير مجموعة متنوعة من الأطباق، ويحرصن على تحضير الوجبة المفضلة لدى أبنائهن، ويتسلل واحد من أصل 4 رجال إلى منزل والدته، بحسب الاستطلاع، من دون معرفة الزوجة لتناول طعامه المفضل، كما أن واحداً من أصل 10 منهم، يرى أن زوجته تشعر بالكثير من الضغوط في سعيها، لتكون بمستوى حماتها في الطبخ، وأن 13% من الرجال فقط طلبوا من زوجاتهم أن يتعلمن الطهو من حمواتهن .
طعم خاص لا يتكرر؟؟
سامية – ش ،40 سنة وجدت مبررات منطقية لتفضيل الأزواج طعام أمهاتهم، فقالت: “الزوج يقضي فترة طويلة يتناول فيها طعام أمه الذي اعتاده على طريقة معينة في الطبخ ونكهة تنفرد بها والدته وطبيعي أن يكون طعام الأم هو الأقرب ولكن زوجي حالة خاصة بحكم اغترابه عن بلده تقريباً 10 سنوات ـ جعله ينفصل عن أمه وطعامها ما أعطاني فرصة كبيرة لفرض نكهتي على الاكل، وبرأيي الأمر يعود للزوجة فإذا كانت تمتلك مهارة وفناً في الطبخ تجعل زوجها يستمتع بالمذاق ويفضله عن أكل المطاعم والوجبات السريعة “.
منير - د ، 39 سنة، موظف، يرفض استغلال بعض الأزواج هذا الأمر لإظهار تقصير الزوجة قائلا: “قد يعمد بعض الأزواج إلى هذا الأسلوب للانتقاص من قدر الزوجة، الأمر الذي يولد مشاعر سلبية بين الزوجين ، بالطبع طعام أمي مختلف لأنني تعودت عليه منذ الصغر لكنني لا أتطرق لهذا الموضوع أمام زوجتي وأجد أن الموضوع عادي جداً حتى إن أمي تقيم معنا في البيت نفسه، ولا فرق بينها وبين زوجتي لأن علاقتهما مملوءة بالحب والود والاحترام، و مثلي تماما تحن زوجتي الى طعام والدتها ففي كثير من الأحيان تخبرني أنها رغم أنها تتبع كل الخطوات التي علمتها إياها والدتها لطبخ اكلة  ما إلا انها ليست لذيذة كتلك التي تحضرها والدتها”.
أما محفوظ فقال: “أحن لطعام أمي كثيراً وطعمه إلى الآن في فمي وسيبقى إلى أن أموت، وطعام أمي يحتفظ بنفس النكهة والطعم حتى لو أطعمتني خبزاً وملحاً، ولا شك في أن الزوجة تحاول دائماً تحضير كل ما هو شهي ولذيذ ومع هذا تتضايق زوجتي عندما أخبرها أن طعام أمي أفضل بكثير، لكنها في النهاية تقدر ما أعنيه وتتقبله بكل صدر رحب، فمن الصعب أن تمتلك الزوجة مهارة الأم وخبرتها في فنون المنزل خاصة الطبخ، فزوجتي لا تتقن تحضير الأكلات التي تعودت عليها من يدي أمي، ليس لأن هذه الأكلات صعبة، لكن هذا الجيل يحب الراحة ، ومع أن حماتي تحاول دوماً تعليمها لكن لا جدوى، فالنكهة المميزة لطعام أمي لا أجدها في الأطباق التي تعدها زوجتي، التي حاولت كثيراً أن تقلد طبخ أمي، ولكن لم تنجح “.
تفضيل مرتبط بالذاكرة الذوقية
ميل العديد من الأزواج إلى تفضيل طعام الأمهات هو أمر تلقائي و طبيعي ،  فأحياناً حتى لو كان طعام الزوجة أكثر إتقاناً، فالزوج يفضل طعام الأم، ويعود هذا لأسباب عدة، أولها أن الذاكرة الذوقية عند الإنسان تقوم بتخزين المذاق الأول، خصوصاً في فترة الطفولة وتتعود على مختلف الأطعمة التي تعد بطريقة واحدة أي أسلوب الأم ويصبح التغيير أسلوباً جديداً يحتاج للتأقلم عليه وأي فرصة تسنح للعودة لطعام الأم تكون بمثابة جرعة إضافية من الشعور بالحنان والأمان بالإضافة إلى أن الحياة السريعة التي نعيشها والأطعمة السريعة أو المتنوعة و المختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا تجعل الرجل يميل أكثر للأطعمة المعدة منزلياً التي تعود به للماضي، وحتى الزوجات يفضلن طعام أمهاتهن ويسعين إلى تقليده بحذافيره في منزلهن، ولكن طبيعة العلاقة التي تربط الزوجة مع الحماة هي التي تدفع الموضوع ليكون ضمن مجال المنافسة، وقد تعمد الزوجات إلى الابتعاد عن إعداد أي صنف تقوم أم الزوج بإتقانه رغبة منهن في إيجاد أسلوب مستقل حتى في مجال الطعام، ولكن من المفترض أن يبتعد الزوج عن المقارنة لأنها تزيد العلاقة سوءاً.