20 ألف مــــــــــــــــــواطن بالكورنيـــــــش الوهــــــــــــراني
مصادرة مخدرات، مشروبات كحولية وتوقيف شباب حاولوا تعكير الجو
اختار عديد سكان الباهية وهران وضيوفها، أن تكون ليلة رأس السنة الميلادية استثنائية، تتخلّلها أجواء من الفرح والمرح، لتواكب هذه البهجة التي يصرّ البعض على جعلها ذات نكهة خاصة، تتجاوز مشاهد حوادث السير والجرائم التي عادة ما تقع في هذه الليلة، نتيجة التعاطي للممنوعات والمسكرات بجرعات زائدة.
«الشعب» كانت حاضرة في الخرجة الميدانية التي نظمتها مصالح الأمن المختلفة بوهران، بمعية وسائل الإعلام، للوقوف على مدى جاهزية الفرق الأمنية العاملة لتغطية احتفالات رأس السنة الميلادية.
مصالح الحماية المدنية: أكثر من 73 تدخلا
سجّلت مديرية الحماية المدنية 73 تدخلا عبر إقليم الولاية، تأتي حوادث المرور في «الصدارة» من حيث الخطورة، بعدما خلفت ثلاثة منها وقعت في أقل من نصف ساعة 5 جرحى، تم تحويلهم نحو مصلحة الاستعجالات الطبية التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي بحي البلاطو.
الحادث الأوّل وقع حوالي الساعة الثانية صباحا بحي فلاوسن، المعروف بالبركي سابقا، نتيجة انحراف سيارة سياحية كان يقودها شاب يبلغ 25 سنة من العمر ومرافقه الثلاثيني، حيث أصيبا بجروح بالصدر. بعدها بدقائق قليلة، انحرفت سيارة أخرى من نفس الصنف، كانت تقودها فتاة تبلغ من العمر 22 سنة بمعية شقيقتها البالغة 21 سنة، تعرضت إحداهما لإصابة برأسها والأخرى برجلها الأيمن.
وبمحاذاة نزل «الهنا» مباشرة بعد الحادث الثالث، وقع اصطدام عنيف بين سيارتين سياحيتين، خلّف إصابة السائق البالغ 22 سنة، فيما لم يتواجد صاحب السيارة الثانية بعين المكان، إلى حين الكشف عن نتائج التحقيق لمعرفة أسباب الحوادث الثلاثة المشار إليها سابقا من قبل مصالح الشرطة.
الشرطة تحجز 3 قناطير من الكيف و500 قارورة خمر
من جهتها المديرية الولائية لأمن وهران، بقيادة المراقب «نواصري صالح»، أثبتت من خلال تجندها استعدادها التام للحفاظ على أمن وسلامة المواطن والوطن، خلال عمليات محكمة، مكّنت أعوان بدائرة بوتليليس، غرب المدينة، من حجز 3 قناطير كيف، تم ضبطها على متن مركبة كانت قادمة من تلمسان متجهة نحو إحدى مزارع البلدية للتخزين قبل ترويجها بوهران.
بحسب مصالح الشرطة، فإن عملية التوقيف تمّت على إثر تلقي معلومات مؤكدة حول نشاط هذه الشبكة، التي يقودها شقيق أحد بارونات الكيف، المتورط في قضية سابقة تم خلالها حجز 21 قنطارا بوهران. وقد تمت محاكمته منذ أيام فقط.
وذكرت الشرطة، أنه تم توقيف متهم واحد في العملية، فيما تمكّن شريكه من الفرار. في وقت لاتزال التحقيقات جارية لتوقيف باقي أفراد الشبكة، بعد التعرف على هوياتهم بمن فيهم المقيمون خارج الولاية.
علما أن المخدرات المحجوزة لا يتعد وزنها 200 غرام، ما يؤكد، بحسب الشرطة، أن هذه الكمية كانت مجهزة للترويج المحلي للباعة الصغار ليلة نهاية السنة.
في عملية أخرى منفصلة، أطاحت مصالح الشرطة بالأمن الحضري السابع بحي سيدي الهواري بعصابة كانت بصدد ترويج كمية من الخمر ليلة نهاية السنة، وذلك على مستوى حي الدرب أين تم حجز 500 قارورة خمر بداخل بناية مهجورة بحي الدرب الشعبي، فيما تتواصل التحقيقات لتوقيف المتهم في القضية.
وأكّد مراقب الشرطة رئيس أمن ولاية وهران نواصري صالح، أنّه تم ضبط كل الإجراءات الأمنية الاحترازية والاستباقية لضمان ليلة هادئة وآمنة، بدءاً بتسطير مخطط أمني محكم شارك فيه كل إطارات الأمن الولائي وأمن الحواضر بالولاية، مع تعبئة ألفي شرطي للتغطية الأمنية بالزيين الرسمي والمدني، تم توزيعهم بكل المواقع التي تعرف إقبالا من المواطنين.
وللوقوف عن قرب على مدى تطبيق الإجراءات الأمنية التي تبنّتها مصالح الشرطة ومعاينة مدى جاهزية الفرق العاملة للتغطية الأمنية للاحتفالات برأس السنة الميلادية، نظمت المديرية الولائية لأمن وهران خرجة ميدانية، بمعية وسائل الإعلام، لاسيما بمناطق الجذب فيها، على غرار الساحات العمومية والمساحات الخضراء والفضاءات الخاصة بالتسلية، إلى جانب شوارع المدينة والفنادق وقاعات الحفلات، مع التركيز على واجهة البحر، باعتبارها أكبر مقصد للمواطنين في هذه المناسبة.
كانت الانطلاقة من مقر أمن وهران، أمس الأول، في حدود الساعة التاسعة ليلا رفقة موكب من مركبات الشرطة العاملة بالميدان، وقد كانت أول نقطة تجمع للعائلات بالحديقة المتوسطية بمنطقة سيدي محمد السياحية والتي كانت محاطة بجدار أمني مكون من أكثر من مائتي شرطي وضابط شرطة، فضلا عن تجنيد فرقة البحث والتحري لمواكبة مصالح الشرطة في عملها، قصد التدخل في حالة وجود مشاكل.
فيما كانت النقطة الثانية واجهة البحر بوسط المدينة التي عرفت هي الأخرى توافد عدد كبير من مواطنين وصل تعدادهم، بحسب مصدر أمني، لأكثر من 20 ألف ساعة الصفر والتي اعتاد الوهرانيون سماعها من خلال أبواق وصفارات البواخر الراكنة بالميناء، العادة التي توارثوها أباً عن جد منذ سنوات السبعينيات من القرن الماضي، حيث كانت البواخر أول من يُعلم بحلول العام الجديد.
هذا وقد وضعت مصالح الشرطة تشكيلات أمنية خاصة بالمنطقة من خلال منع سير المركبات باتجاه الواجهة للسماح للعائلات بالمشي بكل حرية، وذلك إلى جانب تجنيد «فلاقة» من الشرطيات للوقوف على الأمن وسط العائلات، وهي طريقة تم اتخاذها للتقرب من العائلات والنساء والاطلاع على أي مشاكل قد تقع، مع وضع 8 حواجز أمنية يؤطّرها ضباط شرطة، فضلا عن فرقة ثانية للبحث والتدخل مدعومة بفرقة من الدراجين «بي.أر.إي» وعشرات الفرق الراجلة من أعوان الشرطة بالزيين الرسمي والمدني.
تواصلت عمليات التغطية الأمنية إلى ما بعد الرابعة صباحا، خاصة بمنطقة الكورنيش الوهراني، التي تعرف هي الأخرى إجراءات أمنية مكثّفة، لتأمين مختلف المرافق السياحية وأماكن الاحتفالات التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل الشباب خاصة.
الدرك يُفشل ترويج 1000 قارورة خمر و22.5 كلغ من الكيف
بدورها المجموعة الإقليمية للدرك الوطني وسعيا منها لتوفير الأمن والأمان للمواطنين الذين اختاروا هذه المدينة للاحتفال بليلة رأس السنة، بادرت بتنظيم خرجة ميدانية لفائدة وسائل الإعلام، وهذا عبر بعض المحاور الرئيسة للوقوف على مدى جاهزية الأعوان وكذا تطبيق الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل القيادة العليا للدرك الوطني.
فقد تم وضع مخطط أمني محكم، معزّزا بتشكيلات وحواجز أمنية عبر الطرق والمحاور الرئيسة، مع التركيز على الكورنيش السفلي والعلوي، وكذا تنظيم عمليات تمشيط واسعة عبر الفضاءات الغابية، إضافة إلى تكثيف الدوريات عبر إقليم الاختصاص الذي يعرف توافدا كبيرا من السائحين والزوار.
وقد أعلن قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، المقدم عواج عبد السلام، عن تجنيد 1000 دركي بالزيين المدني والرسمي، للسهر على تأمين احتفالات ليلة رأس السنة التي تزامنت والعطلة الشتوية وكذا نهاية الأسبوع، من خلال إقحام جميع الوحدات التابعة للمجموعة الإقليمية بما فيها أمن الطرق، وسائل التدخل ومختلف الوسائل التقنية، تحسّبا لأي طارئ.
وبفضل مجهوداتهم المبذولة، تمكن عناصر المجموعة الولائية للدرك بوهران، عشية الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، من مصادرة 1000 قارورة خمر من مختلف الأنواع والأحجام، تم العثور عليها داخل مسكن مهجور بحي كوكا.
وبحسب ذات المصادر، تمت العملية بناءً على معلومات مؤكدة، باشرت من خلالها قوات الشرطة تحرياتها التي أفضت إلى تحديد المسكن وتطويق المكان، ثم مصادرة الكمية سالفة الذكر التي كانت موجهة للاستهلاك بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة.
وفي عملية منفصلة، تمكنت ذات الوحدات من حجز 22.5 كلغ من الكيف، تم ضبطها مخبأة بإحكام داخل سيارة من النوع القديم، إثر معلومات تلقتها، مفادها محاولة تمرير كمية من المخدرات.
العملية، بحسب المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، تمت على الطريق الوطني رقم 4 الرابط بين وهران وعين تيموشنت وتحديدا بمنطقة بوياقور ببوتليليس، أين تم وضع حاجز أمني، أسفر عن توقيف المركبة المشبوهة من نوع بوجو 505، كانت قادمة من تلمسان باتجاه وهران، أين تم العثور على المخدرات بواسطة الكلاب المدربة مخبّأة بصندوق حديدي مصفح تحت الكراسي الخلفية للمركبة، بعد أن وضع بجانبها قارورة غاز.
وعلى إثر ذلك، تم حجز الكمية وتحويل الشخص الذي كان على متنها، البالغ من العمر 43 سنة، للتحقيق معه. فيما لاتزال عملية البحث متواصلة عن بقية العناصر ومعرفة مصدر الكمية.
كما تمكن ذات العناصر من تفكيك شبكة إجرامية مكونة من 4 أشخاص تنشط في مجال السرقة والاعتداءات واللصوصية، حيث عثر بحوزتهم على خناجر وسيوف تستعمل في ترهيب المواطنين...
إحباط عبور 20 حراقا، بينهم طفلة عمرها سنتان وامرأة حامل
كما تزايدت فى الآونة الأخيرة ظاهرة الهجرة غير الشرعية خلال المناسبات والأعياد، غير أنّ عناصر خفر السواحل لميناء وهران، العين التي لا تنام، تمكّنت، صبيحة أمس، من إحباط محاولة هجرة سرية لـ20 شخصا، بينهم عائلة مكونة من 3 أفراد، بمن فيهم الأب والأم وابنتهما الصغيرة البالغة من العمر سنتين، إضافة إلى سيدة أخرى حامل وكذا رعية كاميروني.
أما البقية فهم شباب، اتضح أنهم من سكان الولاية، تم ضبطهم على متن قارب غير بعيد عن شاطئ رأس فالكون بعين الترك، وهم بصدد «الحرقة» نحو نحو السواحل الإسبانية، بحسب قائد فرقة الدرك الوطني لعين الترك، الذي أكّد أنّ العملية تمت إثر دورية كان يقوم بها عناصر خفر السواحل بالإقليم البحري، حيث لمحوا وجود زورق بعرض مياه البحر وعلى متنه مجموعة من الأشخاص، ليتضح أنها محاولة إبحار سريّة.
وعليه، تم القبض عليهم وتسليمهم إلى عناصر الدرك الوطني لفرقة عين الترك من أجل التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم، سيحالون بموجبها على العدالة، يضيف نفس المصدر، موضّحا أنّ «الحالات المتعلقة بعملية الحرقة لعناصر أسرة الذين يجازفون بحياة أطفالهم للوصول إلى البلدان الأوربية تعتبر نادرة، بعدما سجّلت الفرقة حالة مماثلة منذ أكثر من سنة».
كما تجدر الإشارة، إلى أنّ هذه الاستعدادات والتعامل الإنساني لمختلف المصالح الأمنية المدنية والعسكرية، قوبلت بارتياح كبير من قبل المحتفلين برأس السنة، سواء من الزوار المحليين أو المقيمين في الخارج، ممن جاءوا لعروس المتوسّط، وهران، لقضاء العطلة بها والاستمتاع بجمالها وأضوائها التي تخطف الأنظار ليلا.