مايزال المصابون بالتهاب الكبد الفيروسي “س” في الجزائر يعانون في صمت، بسبب تدهور حالتهم الصحية، رغم توفر الدواء المعجزة “سوفوسبوفير” على مستوى المراكز الاستشفائية والذي يساهم، بحسب الأطباء، في شفاء المرضى بنسبة تصل إلى 97 من المائة.
اشتكى الكثير من مرضى الالتهاب الكبد الفيروسي “س” بالعاصمة، في تصريحهم لـ “الشعب”، عدم تمكنهم من الاستفادة من الدواء الجديد الخاص بعلاج هذا الداء، رغم خطورة وضعهم الصحي وتقدم مرحلة المرض لديهم، مطالبين الجهات المعنية التدخل العاجل لوضع حد لتدهور وضعية المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي “س” من سيئ إلى أسوإ.
وبحسب تصريحات المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي “س”، فإن إنتاج دواء “سوفوسبوفير”، لأول مرة الجزائر، من طرف المخبر الأجنبي “بيكر”، جعل حلمهم في الشفاء يصبح حقيقة، بعد أن كان مستحيلا في وقت سابق. إلا أنهم أصيبوا بصدمة لعدم تمكنهم من الظفر بهذا الدواء الذي من المفروض أن يكون متوفرا بكمية تغطي الاحتياجات المطلوبة على مستوى مصالح العلاج بالمراكز الاستشفائية، لكي يستفيد منه جميع المرضى حسب حالتهم الصحية.
من جهتها أكدت الطالبة “سارة. ت«، التي اكتشفت إصابتها بداء التهاب الكبد الفيروسي “س”، منذ 3 سنوات، أنها فقدت الأمل في الشفاء بسبب العلاج الثلاثي المستعمل. لكن بعد سماعها خبر توفر الدواء الجديد في الجزائر، الذي يقضي على الفيروس بنسبة عالية، غمرتها فرحة لا توصف، مشيرة إلى أنها لحد الآن لم تشرع في العلاج بالدواء الجديد.
في حين كشف أحد المواطني،ن أن حالة أخيه تزداد سوءا، بسبب إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي “س”، متسائلا عن سبب عدم تقديم الأطباء بالمستشفى الدواء الجديد له لعلاج المرض، رغم تأكيدهم أن حالته الصحية في مرحلة متقدمة وتستدعي القيام بالعلاج الفعال، مكتفين بتقديم وعود للمريض لا غير.
وكان المختص في علاج أمراض الكبد، البروفيسور نبيل دبزي، قد أكد أن منتوج “سوفوسبوفير” الموجه لمرضى التهاب الكبد الفيروسي فعال، سيستفيد منه جميع المصابين في مختلف المراكز الاستشفائية وأنه لا مجال للخوف بعد الآن من الفيروس القاتل المسبب لالتهاب الكبد الفيروسي والذي يمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد أو الإصابة بسرطان الكبد، فالعلاج صار اليوم ممكنا وبنسبة كبيرة.
ونظرا لغلاء ثمن هذا الدواء، الذي يمكن أن يصل سعره 41 ألف أورو بفرنسا و74 ألف أورو في الولايات المتحد الأمريكية، قررت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إنتاج دواء “سوفوسبوفير” محليا، بعد إثبات فعاليته في الحد من تطور المرض ونجاعته في علاج المرضى، إذ لم يكلفها سعره إلا 300 ألف دج، وهو ما جعل الجزائر لا تلجأ لاستيراد هذا الدواء من الدول التي تقوم بتسويقه، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا. لكن يبقى المشكل القائم هو عدم استفادة جميع المرضى من هذا المنتوج الفعال.
للإشارة، فإن مدة العلاج بهذا الدواء، الذي لم يثبت أن له مضاعفات جانبية قد تؤثر على صحة المريض، لا تتجاوز 3 أشهر، وبعض الحالات مدة العلاج تتراوح بين 12 و24 أسبوعا، وهذا ما لا يمكن أن يحدث مع العلاج الثلاثي أو العادي الذي كان يستعمل قبل توفير الدواء المعجزة في الجزائر حاليا.