سنة مضت حملت فيها من حملت لنا من أفراح ومتاعب، وجاءت سنة جديدة رأيت أنه من الإحسان لأنفسنا أن نسأل هذا السؤال:
كم بقي من العمر؟، نعم، كم بقي من العمر لنظل نحمل الضغائن والأحقاد على بعضنا؟
كم بقي من العمر لنضيعه في القيل والقال وغيبة الناس والخوض فيهم؟
كم بقي من العمر نضيعه بعيدين كل زوج ينام في غرفة منفصلة لأنهما متخاصمين؟ ولا أحد يريد أن يبدأ بالسلام والأولاد هم الضحية؟
كم بقي من سنوات حياتنا لكي نعيشها بطاقات سلبية وتشاؤم مدمر؟
كم بقي من أعمارنا لنقضيها بالشكاوى والقضايا وبداخل أروقة المحاكم؟
إن اليوم كبصمة الأصبع لا يتكرر وإن ذهب فلن يعود، فاغتنموا أعماركم في الحب والتسامح والعطاء.
أغلقوا ملفات السنة الماضية على ما بها من خصام وأحزان واجعلوا شعار عامكم الجديد (بالحب وللحب والسلام نعيش) سلام مع النفس سلام مع الناس سلام مع الله. سلام مع الكون كله.
أكثروا من الدعاء أن تكون السنة جديدة عام شفاء للمريض ونصر للمظلوم وراحة للمتعبين واستقرار لبلادنا وكل بلاد العالم. وأن يبعد عنا شبح الحرب والدمار.
كم بقي من العمر وأنت تتذكر من قسا ومن جفا؟
دعك من كل هؤلاء وابدأ حياتك من جديد، فوالله لا شيء ولا أحد يستحق أن ترهق تفكيرك به وبعيوبه.
لا تحزن على من أشعرك يوما أن طيبتك غباء وأن حلمك جهل وضعف.
لا تحزن على من جعلك أضحوكة بتهمة الوفاء له.
لا تحزن على شخص كنت تعتقد أنه كل شيء فاكتشفت أنه لا شيء.
لا تنتظر الوفاء إلا ممن هم مثلك من الأوفياء.
ولا تتوقع من البخيل كرما ولا من القاسي رحمة فكل إناء بما فيه ينضح.
وإياك بالأخير أن تحزن على من عرف نقاط ضعفك فأراد إسقاطك من خلالها بكل فنون الغدر لا تحزن إن تركته فأنت كسبت نفسك بتركه حتى لو كان أقرب الناس إليك.
كن أعمى لكل شيء لا يعجبك وكن أصم لكل شيء يجرحك وكن متبلد الحس لكل شيء يؤلمك، هكذا تعيش سعيدا وتبدأ عامك الجديد.
الحياة قصيرة جدا لا تستحق أن نضيعها في الحقد والكيد والتجريح والحسد، سامحوا وتغاضوا وتحابوا فالجنة لا مكان فيها للحاسدين أو الحاقدين.. وقديما قالوا: الدنيا ساعة فاملأها طاعة ـ وكل عام وأنتم بخير.