طباعة هذه الصفحة

سويسريون و إنجليز يفضلون الجنوب الجزائري لقضاء العطلة

تاغيت، الاسكرام، جانت مقصـــد سياحـــي بامتيــــاز

استطلاع : حكيم بوغرارة

........سويسريون، إنجليز وفرنسيون حجزوا لقضاء أعياد نهاية السنة الميلادية بالجنوب الجزائري بينما يتسابق كثير من الجزائريين في الذهاب إلى تونس ودبي والمغرب وعديد الوجهات الآسيوية والأوروبية لقضاء احتفالات نهاية السنة الميلادية في مشهد يعكس الكثير من التناقضات حول واقع السياحة في بلادنا التي تبقى مصدرا ينافس المحروقات بامتياز بالنظر لمبالغ العملة الصعبة التي يتم تحويلها للخارج في وقت يبقى فيه الحديث عن ضرورة تطوير السياحة الجزائرية والترويج لها في طريق لم ينته. فالمعيار الحقيقي للحكم على سياحة بلد ما هي المداخيل والمساهمة في الناتج الداخلي الخام وليس الإمكانيات التي تملكها البلدان ولا تستغلها ويبقى استغلالها فقط في الزيارات الاستكشفائية المجانية وكلام صحافة يفتخر بما تمتلك الجزائر. التفاصيل في هذا الاستطلاع لجريدة “الشعب”. 


كان وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية عبد الوهاب نوري في آخر زيارة له  لجانت قد دعا إلى ضرورة استغلال كل المؤهلات السياحية المتوفرة خدمة للاقتصاد الوطني. موضحا لدى تفقده للمواقع على أهمية استغلال كل المؤهلات والقدرات السياحية التي تزخر بها الجزائر خدمة للإقتصاد الوطني بإعتبار أن التنمية السياحية تعد واحدة من روافده الهامة.
وشدد الوزير على ضرورة العمل على ترقية فرص الإستثمار في المجال السياحي والمحافظة على تراث الجنوب الكبير والعمل على تطويره، خاصة فيما تعلق بظروف الإستقبال وتكوين المرشدين ومختلف ممتهني قطاع السياحة.
وتأسف الوزير عن تفضيل جزائريين الوجهة السياحية خارج الوطن وما ينجم عن ذلك من خسارة كبيرة للخزينة العمومية  مناشدا وكالات الأسفار وأصحاب الفنادق إلى المساهمة في جهود الترويج للسياحة الوطنية من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح.
وتبقى الجزائر إحدى أكبر الدول التي لا تتجاوز عائداتها السياحية ملايين الدولارات في الوقت الذي ضمنت فيه 10 دول عربية نحو 57.586 مليار دولار من إجمالي عائدات السياحة العالمية خلال العام 2015 بحسب التقرير السنوي لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وتصدرت الإمارات قائمة الدول العربية في عائدات السياحة بنحو 16 مليار دولار، مسجلة نسبة نمو بلغت 14.8%، مقارنة بالعام 2014، حيث بلغت إيرادات السياحة فيها ما قيمته 13.969 مليار دولار.واحتلت السعودية المركز الثاني عربيا بعائدات بلغت عشر ملايير دولار.
وجاءت لبنان في المركز الثالث عربيا بعائدات بلغت 6.8 مليار دولار. فيما احتلت مصر المركز الرابع عربيا بعائدات بلغت 6 مليار و65 مليون دولار. تأتي المغرب في المركز الخامس عربيا من حيث عائدات السياحة في 2015 بقيمة 6 ملايير دولار. بينما جاءت قطر في المركز السادس عربيا بعائدات بلغت 5 ملايير دولار.واحتلت الأردن المركز السابع عربيا بعائدات 4 ملايير دولار.
على المستوى العالمي أوضح تقرير منظمة السياحة العالمية أن الولايات المتحدة الأميركية احتلت المرتبة الأولى من حيث إيرادات السياحة المحققة خلال العام 2015 بقيمة 204.5 مليار دولار بفارق يزيد عن 90 مليار دولار عن الصين التي جاءت ثانية. ووفقا للتقرير حلت إسبانيا ثالثة بنحو 65.1 مليار دولار، ثم فرنسا رابعة بإجمالي عائدات 45.9 مليار دولار، تليها المملكة المتحدة بعائدات 45.5 مليار، ثم تايلاند بـ44.6 مليار تليها إيطاليا وألمانيا وهونغ كونغ.
وتؤكد العائدات الضخمة التي تفوق في الكثير من المرات ما تصدره الجزائر من المحروقات على التقصير الكبير لواقع السياحة في بلادنا الذي يبقى الجدل العقيم يسوده والاتهامات المتعلقة بالفساد في تسيير الكثير من مناطق التوسع السياحي تؤثر سلبا على جلب الاستثمار فيه..
باتت صحراؤنا محل جذب سياحي بعد نجاح الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن المشتركة في حماية الحدود ودحر كل المحاولات الإرهابية في اختراق حدودنا، وهو ما يعد  قيمة مضافة لإنعاش السياحة بالجنوب الكبير.
إقناع الأجانب أسهل من إقناع الجزائريين
تمكنت وكالات سياحية بجانت من إقناع السويسريين والإنجليز بالمجيء للجزائر لاحتفالات حلول السنة الميلادية الجديدة،حيث كشف عبد القادر أحميد مدير وكالة تادرارت ل«الشعب” أنه يستقبل حاليا وفدا سياحيا من سويسرا وانجلترا يضم 150 فردا لقضاء عطلة نهاية السنة الميلادية، موضحا بأنه على قدم وساق لتجسيد البرنامج المسطر لهم.
وأوضح احميد لنا أن كل الظروف متوفرة لإنجاح احتفالات رأس السنة الميلادية ومنها بعث السياحة الصحراوية التي تبقى تملك مقومات جد مهمة في ظل شعبيتها العالمية.
ضمنت بعض الوجهات الجزائرية وخاصة “جانت” بايليزي و«تاغيت” ببشار نصيبا مهما من احتفالات رأس السنة الميلادية حيث كشفت ممثلة وكالة “كراون ترافل” بأن الغرف الفندقية بتاغيت كلها محجوزة ولم يعد أي منها شاغرا بالنظر للطلب الكبير عليها، حيث سمح تسطير برنامج لأسبوع كامل بـ 37 ألف دج بضمان وفود سياحية كبيرة من الجزائريين الذين بدأوا يقتنعون بالسياحة المحلية وضرورة اكتشاف بلادهم.
من جهتها تمكنت تمنراست من استقطاب عدد كبير من السياح الذين وجدوا راحتهم في القرى السياحية أو المخيمات الصحراوية المنتشرة عبر اقليم الولاية والتي تجاوز عددها 10 من الولايات الشمالية وبعض المغتربين، حيث تمنح أسعارا تنافسية بين 2000 دج و 8000 دج لليلة الواحدة فرادى وجماعات ناهيك عن الخدمات التي يقدمها فندق “تاهات” الذي تترواح أسعار الغرف فيه بين 5000 و 9000 دج، وكشف مصدر مسؤول من مؤسسات التسيير السياحي العمومية أن كل الظروف متوفرة لقضاء احتفالات رأس السنة الميلادية.   
وجهات عربية تستقطب
وكشفت وكالة “كراون ترافل” أن الكثير من الجزائريين اختاروا الوجهة الخليجية من خلال تفضيل عروض الإمارات العربية التي منحت عروضا لأسبوع في فندق 04 نجوم ب 180 ألف دج أي 1800 أورو وببرنامج سياحي متنوع وباحتساب تذكرة الطائرة ورسوم التأشيرات.
وفضل جزائريون المغرب من خلال دفع 140 ألف دج لأسبوع بين الدار البيضاء ومراكش وهذا باحتساب مصاريف النقل والإيواء والاستفادة من برنامج احتفالي متنوع.
وتعتبر تركيا وتونس وجهتين مفضلتين  للجزائريين خاصة أسطنبول من خلال الاستفادة من التخفيضات على مختلف السلع والخدمات كما أن أسعار التذاكر للخطوط الجوية التركية حفزت الوكالات السياحية على تصدير السياح نحو تركيا وبأسعار تنافسية فقضاء أسبوع كامل يكون بين 1000 و 1400 أورو وفي فنادق جد فخمة.
وتبقى تونس مقصدا هاما في ظل قدرة الجزائريين على التنقل برا واقتصاد المصاريف، ناهيك عن توفر الفنادق والشقق واكتشفت “الشعب” أن تونس وبغض النظر عن عروض الوكالات السياحية التي تعتبر الأدنى بالمقارنة مع الوجهات الأخرى، حيث يكفيك دفع 300 أو 400 أورو للاستفادة من عطلة أسبوع كامل، وهناك كثيرون يفضلون السفر خارج الوكالات السياحية بالنظر لتجربتهم في تونس، وتوفير أكبر قدر ممكن من المصاريف.   
نفاذ تذاكر الجوية الجزائرية نحو الولايات الجنوبية
..أكدت مصالح الخطوط الجوية الجزائرية نفاد كل التذاكر نحو الولايات الجنوبية إلى غاية 04 جانفي المقبل، حيث وفي اتصال مع مكاتب الحجز كشفت لنا أن وجهات “تمنراست” و«جانت” و«تيميمون”، و«بشار” محجوزة إلى ما بعهد نهاية السنة الجارية في صورة تؤكد كثافة النشاط السياحي في هذا الموسم.
والملفت للانتباه هو تحسن أسعار النقل نحو الولايات الجنوبية بالمقارنة مع السنوات الماضية، حيث بلغت رحلة الجزائر تمنراست ذهابا وإيابا 28 ألف دج وهو نفس السعر نحو “جانت” بينما ينخفض السعر نحو تيميمون ذهابا وإيابا إلى 17200 دج، والمحظوظون هم من يسافرون على “تاغيت”، حيث لا يتعدى سعر الرحلة بين الجزائر وبشار ذهابا وإيابا 15 ألف دج.