طباعة هذه الصفحة

هياكل جديدة بلا روح ونشاط ثقافي محتشم بمعسكر

النوادي الأدبية تحدث الفرق وأسماء جديدة في عالم الرواية

معسكر: أم الخير.س

تراجعت الحركية الثقافية بمعسكر خلال السنة التي تشارف على الانقضاء، ولم تكن المحطات التي مرت بها بذات الأثر الذي أحدثته في الجمهور المعسكري خلال السنوات الماضية. سنة كاملة غاب عنها المهرجان الوطني لفن البدوي ومهرجان فن القناوي الذي كان يستمتع بحلوله الجمهور المتعطش والتواق للوصل الموسمي بهويته وتقاليده المتجذرة، في زاوية أخرى ظلت المشاريع التي استفاد منها قطاع الثقافة بولاية معسكر المستلمة قبل 2016 مجرد هياكل أو تحف فنية بلا روح، كون استلامها كان مع وقف التنفيذ، أو بالأحرى مؤجل استغلالها الفعلي إلى أجل غير مسمى لأسباب تتعلق بالأزمة المالية التي أثرت فعلا بالسلب على الحركية الثقافية بولاية غنية بإرثها التاريخي وموروثها الثقافي المادي واللامادي المتنوع، فالأزمة الاقتصادية صارت العامل الأساسي لشلل الفعل الثقافي الذي غالبا ما تسقط مسؤولية تحريكه على الإدارة المشرفة على القطاع دون سواها من القطاعات الأخرى التي لها علاقة مباشرة بتفعيل الحركية، على غرار مصالح الشبيبة والرياضة التي عودت ساكنة معسكر على تنظيم تلك الاحتفالات الفلكلورية البهيجة لمهرجان القناوي.
غير بعيد عن مقر دار الثقافة أبي راس الناصري، القلب النابض للحركية الثقافية بعاصمة الولاية إن لم يكن للولاية كلها، استقبل هذا المرفق الثقافي الهام والمميز من حيث موقعه وهندسته المعمارية، العديد من المناسبات والتظاهرات الثقافية وحتى الحزبية والسياسية التي تقيم تجمعاتها هنا بدار الثقافة أبي رأس الناصري، ومن أهم تلك التظاهرات ما تقيمه أسبوعيا النوادي الأدبية والثقافية كنادي البيان ونادي الألوان ونادي وحي القلم من محاضرات وأيام دراسية تنوعت محاورها تستقطب اهتمام النخبة المثقفة وشعراء وأدباء المنطقة، في مشهد ينفي جليا أن تكون قلة الإمكانات وشح الميزانية من العوامل التي ترخي عضلات الثقافة وتجعلها تشيخ في الوجدان، لكن على ممر شارعين من دار الثقافة أبي راس الناصري، يقف المسرح الجهوي لمعسكر كشاهد على العصر يعانق ساحة الأمير عبد القادر وكأنه يرثي الزمان وحال النخبة الواسعة من الفنانين وهواة المسرح التي لا تجد ملاذا للممارسة الفنية والتدريب الدوري عدا «مسرح القوس» ذلك الجحر الذي فتح ذراعيه للمسرح الجهوي معسكر من أجل التحضير لثاني انتاجاته الفنية «مسرحية عملاق»، كون هذا الصرح الثقافي التاريخي الهام الذي طالته عملية ترميم واسعة وشاملة لازال ينتظر بشغف استقبال جمهوره الواسع، كما يظل ينتظر أن تحول ظلال الأزمة الاقتصادية عنه، حتى تستكمل عملية تجهيزه. نفس الحال يرثى لها بمقر دار الثقافة الجديد المستلم منذ أكثر من سنة،رغم عيوب الانجاز التي طالت هذا الصرح الثقافي، مازالت مصالح القطاع تنتظر عملية إعادة تقييم تكلفة التجهيز وما أكثرها المرافق الثقافية التي تظل على هذه الحال، مجرد مرافق تحوم الأشباح وتتزحلق على أرضيتها الرخامية بسبب عدم تجهيزها، على غرار 3 مكتبات حضرية موزعة على القطب الحضري للمحمدية، أخرى في قطب التقاقرة وأخرى في حي المحطة ومكتبة شبه حضرية بزهانة مازالت واجهاتها الزجاجية ترصد المارة دون أن تستقبلهم أو تخدمهم بشيء من الثقافة بسبب عدم التجهيز... عن ذلك كله، قال مدير الثقافة في حديثه لـ «الشعب»، عن موضوع حصيلة القطاع، أنه يتم حاليا التحضير لإعداد الحصيلة في طابعها الإداري الورقي، مشيرا بعد رؤوس القلم أن مصالحه نظمت عدة ملتقيات وأيام دراسية حول شخصية الأمير عبد القادر، أيام سينمائية حول فيلم الهجرة وأيام الفيلم الثوري خلال شهر نوفمبر الماضي، فضلا عن أيام مسرح الطفل وأيام الفنون التشكيلية ومحطات أخرى سجلت مصالح الثقافة لمعسكر بها حضورها، إلى جانب المواعيد التاريخية والمناسبات الوطنية، التي بعث حلول وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ضيفا عليها، نفسا في الجزء الذي أصابه الشلل، فكانت ذكرى المبايعة آخر موعد جمع المهتمين بالثقافة في موقع الدردارة.

أسماء تسطع في سماء العالمية... لفظتها الأزمة

في الجانب المشرق من حصيلة قطاع الثقافة بمعسكر، برزت أسماء كثيرة في الواجهة العالمية الثقافية والأدبية، منها إسم ناصر سالمي هذا النجم الجزائري الذي سطع في سماء قطر ونال جائزة «كاتارا» لأحسن رواية غير منشورة عن عمله الأدبي «الألسنة الزرقاء»، واسم الروائي الجديد المهندس عبد اللطيف ولد عبد الله الذي يعتبر عمله الروائي البوليسي «خارج السيطرة»، إضافة للرواية الجزائرية بحكم اعتماد صاحبها عبد اللطيف ولد عبد الله على عنصر التنوع الأدبي وثقل الانتماء للهوية الوطنية.