البطاقة الذهبية الخطوة الأولى للتجارة الرقمية
عرف قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال سنة 2016، تكريس الاعتماد على آخر التكنولوجيات المستحدثة لارتباطه الوثيق بالجانب التقني، فكان حريا به مواكبة هذا التطور لارتباطه الوثيق بالقطاعات الأخرى، بل أضحى الأساس، كونه الواجهة المسؤولة عن نشرها، لاسيما ما تعلق بالأنترنت عبر الثابت أو الهاتف النقال، من خلال تعميم خدمة الجيل الثالث كبداية وإطلاق خدمة الجيل الرابع عبر النقال هذه السنة، فكانت الاستمرارية من أجل عصرنة وإعادة نشر شبكة الاتصالات عبر التراب الوطني والتوجه نحو اقتصاد المعرفة تدريجيا.
ارتبط إطلاق خدمة الجيل الرابع بضرورة تعميم خدمة الجيل الثالث وذلك بعد موافقة سلطة ضبط الاتصالات السلكية واللاسلكية وإعطاء الأولوية لتغطية مناطق الظل والنائية بهدف ضمان تغطية الولايات 48 وفقا لما نص عليه دفتر الشروط ومخطط التغطية المسطر، وكذا مخطط تسريع نشر شبكة الجيل الثالث، إلى جانب تمكين الزبائن من الاستفادة من تكنولوجيا الإعلام والاتصال.
وشكلت تكنولوجية الجيل الرابع طموحا آخر حققته الجزائر في تطوير التدفق العالي للأنترنت، من خلال الهواتف النقالة لسد الفجوة الرقمية التي تعاني منها، ففتحت المجال أمام الشركات العاملة في قطاع الاتصالات، الخاضعة للقانون الجزائري: موبليس، جازي وأوريدو، فكان إطلاق خدمة 4G لتدارك التأخر الواقع في أنترنت الهواتف النقالة مقارنة ببلدان الجوار، ومسايرة التطور الحاصل في سوق الاتصالات العالمية.
جاء إعلان إطلاق الجيل الرابع من الأنترنت بعد سنتين تقريبًا من منح رخص إنشاء واستغلال تقنية الجيل الثالث من الأنترنت، وما رافق هذه الرخص من مشاكل في الاستخدام وتعميم الخدمة، ممّا جعل الجزائر واحدة من البلدان المتأخرة في المنطقة في خدمات الأنترنت المتنقل، وهو ما تم تداركه.
كان إطلاق هذه الخدمة، بداية عبر متعامل الهاتف النقال «موبليس» من ولاية ورقلة، لتسهيل الإبحار داخل الشبكة العنكبوتية، لتضاف إلى جملة الجهود المبذولة في إطار تكنولوجيات الإعلام والاتصال لوضعها في خدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
17 ألف كيلومتر من الألياف البصرية لتحسين التدفق العالي للأنترنت
بهدف إرساء اقتصاد قوامه الإبداع وتكنولوجيات الإعلام والاتصال كعامل حاسم للتنافسية، تم تبني برامج طموحة، منها ما أنجز ومنها ما هو قيد الإنجاز، ما جعل الجزائر اليوم تتوفر على 17 ألف كيلومتر من الألياف البصرية و3700 مكتب بريد تم ربطها كلها بالشبكة، وعرض نطاق ترددي وطني يفوق 1000 جيغا أوكتي، ونطاق ترددي دولي يبلغ 630 جيغا أوكتي، كلها في تطور مستمر، لتشجع اندماج بلدنا ضمن التوجه العالمي للاقتصاد الرقمي.
«ألكوم سات-1″ مشروع ينتظر التجسيد لتعزيز السيادة الوطنية
ينتظر تعزيز السيادة الوطنية بإطلاق القمر الصناعي»ألكوم سات-1″ من قبل الوكالة الفضائية الجزائرية في جوان 2017، إذ سيمكن الجزائر من الحصول على نظام النجدة في حال انقطاع الأنترنت عبر الألياف البصرية، مما يجنب الجزائر الاضطرابات، مثلما حصل في سنة 2015 بسبب انقطاع الكابل البحري للألياف البصرية. وسيتم تجاوز أيّ حالة تذبذب في الربط بواسطة الألياف البصرية في منطقة معينة من خلال العمل بإمكانية التحول إلى القمر الاصطناعي ألكوم سات-1»، ما من شأنه توفير خدمة الاتصالات والأنترنت وبث القنوات الإذاعية والتلفزيونية بدقة عالية.
وبهدف تقوية قدرات الجزائر فيما يتعلق برصد الأرض وخدمة التنمية المستدامة وتعزيز السيادة الوطنية تم، خلال الأسبوع الأخير من شهر سبمتر الفارط، إطلاق ثلاثة أقمار صناعية من منصة «سريهاريكوطا» التابعة للمركز الفضائي «ساتيش دهاون»، بمقاطعة شيناي بجنوب شرق الهند.
يتعلق الأمر بالأقمار الثلاثة «ألسات-1ب» و»ألسات-2ب» و»ألسات-1ن» وقد تم إطلاقها على متن الصاروخ الهندي «35 -PSLV C» بعد عمليات إدماج وتجارب أجراها مهندسون جزائريون على مستوى مركز تطوير الأقمار الصناعية ببئر الجير بولاية وهران.
يدخل ذلك، في إطار تفعيل البرنامج الفضائي الوطني آفاق - 2020، الذي اعتمده مجلس الحكومة في سنة 2006، وجاء بعد «ألسات-1ب، ت1» الذي تم إطلاقه سنة 2002.
وتعزو الدولة إطلاق هذه الأقمار لتلبية الأهداف المتعلقة بالمجالات التنموية الحيوية، لاسيما حماية البيئة ومختلف النظم الإيكولوجية الطبيعية، ورصد ظاهرة التصحر ورسم خريطة لها، زيادة على رصد خرائط شغل الأراضي وتهيئة الأقاليم والساحل والوقاية من المخاطر الطبيعية وتسييرها.
إطلاق البطاقة الذهبية... أولى الخطوات نحو التجارة الإلكترونية
في مجال آخر، عرف بريد الجزائر إطلاق خدمة الدفع الإلكتروني لزبائنه، من خلال البطاقة الذهبية، حيث سيشرع في توزيع 5 ملايين بطاقة، مع فتح فضاء عبر الأنترنت يضم مكتبا بريديا افتراضيا وبوابة لبيع المنتجات عبر شبكة الأنترنت، حيث ستكون عمليات السحب بالبطاقات الجديدة عملية مع نهاية جانفي المقبل، في حين يمكن للزبائن المتحصلين عليها دفع فواتيرهم عبر الأنترنت، في انتظار تعميم قارئات البطاقات المغناطيسية عبر المساحات التجارية الكبرى وسيتعزز ذلك بعد تلبية الشركة الوطنية لإنتاج البطاقات الإلكترونية «أش.بي تكنولوجي» طلبية بريد الجزائر لإنتاج 10 ملايين بطاقة تحسبا لسنة 2017.
تهدف المؤسسة من وراء إطلاق هذه الخدمة، إلى تحديث الخدمات المصرفية، في ظل المساعي الرامية إلى إدخال أساليب التجارة الإلكترونية، من خلال تقديم خدمة عمومية عصرية وجوارية ذات نوعية، تستوعب التكنولوجيات الحديثة وتعتمد الإدماج المالي المبني على التضامن الوطني الاقتصادي والاجتماعي. وتحقيقا لذلك، تم تخصيص استثمارات كبيرة لضمان التسيير المحكم للحجم الهائل للتعاملات المالية واللوجستيكية.
وبهذا تسجل مؤسسة بريد الجزائر تحولا حقيقيا في سياق تجاوز وضعها الصعب، ومواكبة المتطلبات الجديدة للمواطن والارتقاء بنفسها كفاعل آلي ولوجيستيكي، بتكثيف وتجديد الشبكة البريدية، عصرنة الإرساليات البريدية، رقمنة شبكة عبر الساتل، التطبيقات والأنظمة، الدفع الشامل، تطوير الكفاءات البشرية والخدمات وغيرها…