أكد وزير الداخلية الهادي مجدوب أن 800 تونسي عادوا من بؤر التوتر، وقال بأن الوزارة لديها كافة المعطيات المتعلقة بهم، قبل أن يشير إلى إمكانية وجود عدد آخر لا تتوفر حولهم أية معلومات».
وبالموازاة مع هذه التصريحات، تجري في تونس تعبئة واسعة في الإعلام ومنتديات المجتمع المدني، رافضة لعودة الإرهابيين، الذين يرون أنهم يمثلون خطرا على استقرار المجتمع، وعلى تواصل مسار الانتقال الديمقراطي.
في هذا الإطار، نُظّمت، أمس السبت، مظاهرة أمام مجلس نواب الشعب (البرلمان)، رفعت فيها شعارات رافضة لعودة الإرهابيين تحت مسمى «التوبة». أكد المتظاهرون على أن تورط هؤلاء في الإرهاب، قد أسقط عنهم الجنسية التونسية، داعين السلطات الى عدم التهاون مع هذا الملف الهام والخطير، الذي يهدد وحدة المجتمع وتماسك مؤسسات الدولة.
ردد المتظاهرون شعارات من قبيل «لا توبة.. لا حرية.. للعصابة الارهابية». فيما يبدي الشارع التونسي تخوفا من عودة الدمويين،أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أمس، توقيف عناصر خلية إرهابية مرتبطة بأنيس العامري، المشتبه به الرئيسي في اعتداء برلين، والذي قتلته الشرطة الإيطالية، الجمعة.
أفادت الوزارة أن من بين عناصر هذه الخلية ابن شقيقة العامري، الذي اعترف بأن خاله كان «أمير» مجموعة إرهابية تنشط في ألمانيا، وأنه أرسل له أموالاً للالتحاق به هناك.
أوردت الوزارة في بيان أنه «تم يوم 23 ديسمبر 2016 إماطة اللثام عن خلية إرهابية تتكون من ثلاثة عناصر، تتراوح أعمارهم بين 18 و27 سنة، تنشط بين فوشانة (قرب العاصمة تونس) ومعتمدية الوسلاتية من ولاية القيروان (وسط) على علاقة بالإرهابي، أنيس العامري، مرتكب العملية الإرهابية بمدينة برلين الألمانية».
أضاف البيان «تبين أنّ من بين أفراد الخلية ابن شقيقة العنصر الإرهابي المذكور، الذي اعترف بأنه يتواصل مع خاله عبر تطبيق (تلغرام) للإفلات من المراقبة الأمنية باعتباره (تطبيقاً) مشفراً وسرياً».
أشار الى أن ابن شقيقة أنيس العامري اعترف بأن خاله «أرسل له مبالغ مالية بهوية تخصّ شخصاً آخر عن طريق البريد لمساعدته على الالتحاق به والانضمام إلى كتيبة (أبو الولاء) بألمانيا التي أعلمه بأنه أميرها».
نحو تدويل قضية اغتيال الزواري
برغم أن السلطات الرسمية في تونس، لم توجه اتهامات مباشرة لأي دولة، بما في ذلك إسرائيل، على اغتيال المهندس محمد الزواري، يوم الخميس 15 ديسمبر الجاري، إلا أنها لا تستبعد ملاحقة قاتليه دولياً. قال وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، أمام البرلمان «إن تونس لن تتوانى في ملاحقة الضالعين في اغتيال الشهيد الزواري، وسترد بصرامة على كل من يهدد أمنها ويعتدي على سيادتها».
أضاف الجهيناوي «الخارجية تنتظر نتائج الأبحاث الأمنية والتحقيقات التي أذنت بها النيابة العمومية لتشرع في تكوين الملف الذي يسمح بملاحقة المتورطين في عملية الاغتيال، ولو أن الوزارة انطلقت عبر بعثاتها الديبلوماسية في رصد كل ما من شأنه أن يفيد الملف من تصريحات أو اعترافات وغيرها من المعطيات».
ورداً عن تساؤلات النواب حول التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، قال الجهيناوي «أؤكد أن قضية التطبيع لا أساس لها من الصحة ولا وجود لها في الواقع، لأنها لا تنسجم مع سياسة الحكومة».
تسلّم أحد مدبري هجوم باردو
تسلمت تونس، الجمعة، من السودان أحد مدبري هجوم باردو الذي قتل فيه شرطي و21 سائحاً أجنبياً في 2015 وتبناه تنظيم داعش الارهابي، بحسب مسؤول قضائي. كما ختم القضاء التونسي، الجمعة، التحقيقات في هجوم انتحاري استهدف يوم 24 نوفمبر 2015 حافلة لعناصر الأمن الرئاسي، قُتِل فيه 13 شرطياً، وتبناه التنظيم نفسه، وفق المصدر ذاته. تونس تعلن توقيف خلية إرهابية مرتبطة بمنفذ اعتداء برلين.