طباعة هذه الصفحة

مجلة الشرطة في عددها الأخير

أمن الجزائر يتطلب يقظة وتجند الجميع

أمين بلعمري

إن المتصفح لمجلة الشرطة في عددها 133 لشهر نوفمبر 2016، يلمس من خلال الغلاف الخارجي لهذا العدد، أنها جاءت محمّلة برسائل قوية وواضحة، تأتي في مقدمتها ما حمله المقتطف المأخوذ من الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى 62 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، حيث ورد في نص المقتطف الذي جاء في أعلى غلاف المجلة، إلى جانب صورة السيد الرئيس، في شكل خارطة طريق تؤسس لمفهوم شامل للأمن الوطني ومن يتحمل مهمة الاضطلاع بالقضاء على الإرهاب وعلى الآفات الإجرامية المختلفة. وفي هذا السياق، جاء فيه دعوة رئيس الجمهورية إلى انخراط الجميع في الحفاظ على أمن الجزائر واستقرارها وتأكيده أن هذه المهمة يضطلع بها الجميع، كل من موقعه ولا تقتصر على الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية المختلفة فقط.
ظاهرة اختطاف الأطفال نالت بدورها مساحة معتبرة من الغلاف الخارجي للمجلة في الصفحة الأولى كما في الأخيرة، التي خصصت كل مساحتها لهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا والتي أخذت تتفاقم بشكل مثير للقلق، استدعى اتخاذ تدابير خاصة من أجل وقفها ومن بينها الرقم الأخضر «104» الذي أطلقته المديرية العامة للأمن الوطني للتبليغ على حالات الاختطاف، حيث جاء هذا الرقم بالبنط العريض تحته شعار: «لحماية أطفالنا من الاختفاء والاختطاف».
أما الصفحة الأخيرة، فقد خصصت كل مساحتها لهذا الرقم مرفقا بصورة لطفلة صغيرة مبتسمة تحت شعار: «التبليغ مسؤولية الجميع» وهو نداء إلى انخراط كل المواطنين في حملة مكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال من أجل الحفاظ على بسمتهم الدائمة التي تعتبر مسؤولية الجميع.
محتوى المجلة جاء متنوعا وثريا ومحملا برسائل لها دلالات قوية في الوقت نفسه، بداية بما جاء في العمود الافتتاحي لرئيس خلية الاتصال والصحافة، عميد أول للشرطة اعمر لعروم بعنوان «الرسالة المقدسة»، عاد فيه إلى نبل الرسالة الأمنية للشرطة الجزائرية وقدسيتها، كونها تقوم على فلسفة العمل الجواري واعتبار المواطن محور المعادلة الأمنية.
 أما افتتاحية هذا العدد، فقد حملتها كاتبتها السيدة جوزي صليحة، وصفة فعالة تفشل كل المخططات والمؤامرات مهما كانت خبيثة ألا وهي الوعي. وفي هذا الصدد، دعت كاتبة الافتتاحية الأسرة الإعلامية إلى المساهمة بشكل فعال في بث هذا الوعي وسط المواطنين وتحسيسهم بخطورة الظروف التي تجتازها الجزائر وما يحاك ضدها من مؤامرات ودسائس، قبل أن تختم المقال بالتحذير بالثلاث.
المجلة نشرت في عددها لشهر نوفمير كذلك، نص الرسالتين اللتين بعث بهما رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الأولى بمناسبة الذكرى 62 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة والثانية الرسالة التي وجهها فخامة رئيس الجمهورية إلى الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة.
الحوار الذي أجرته مجلة الشرطة مع وزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين بدوي، كان حاضرا في هذا العدد وفيه عاد وزير الداخلية الى التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب وضريبة الدم والشهداء التي دفعتها. كما جدد بدوي في هذا الحوار، عزمه على مواصلة الحرب دون هوادة على البيروقراطية التي قال إنها تسيء إلى العلاقة بين الدولة ومواطنيها وتضر بمصداقية الدولة وصورتها.
نشاطات المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل، أخذت بدورها حيزا معتبرا من صفحات المجلة، من بينها مختلف التوجيهات والتعليمات التي وجهها اللواء هامل إلى إطارات ومستخدمي الشرطة وفي مقدمتها احترام حقوق الإنسان وإعطاء الأولوية للعمل الجواري في المعادلة الأمنية الجزائرية.
مجلة الشرطة خصصت حيّزا هاما للصحافة الوطنية المكتوبة في غمرة النقاش حول الانتقال من الصحافة الورقية إلى الإلكترونية وهنا نقلت «الشرطة» آراء وتصورات مجموعة من الوجوه الإعلامية الجزائرية، من بينها الرئيسة المديرة العامة لجريدة الشعب السيدة أمينة دباش وكذا مدير تحرير الجريدة السيد فنيدس بن بلة وآراء عدد كبير من تصورات مدراء، رؤساء تحرير وصحافيي مختلف العناوين الوطنية حول الصحافة الإلكترونية ومستقبل الصحافة المكتوبة في الجزائر.