طباعة هذه الصفحة

إشادة بدور الجزائر الريادي في تسوية النزاعات سلميا في اختتام ملتقى السلم والأمن بوهران

وهران: براهمية مسعودة

اختتمت، اليوم الاثنين، بوهران، أشغال الملتقى الرابع رفيع المستوى للسلم والأمن في إفريقيا، بوصفه ملتقى "ناجحا بكل المقاييس"، بالنظر لنوعية القضايا المطروحة للنقاش، إضافة إلى التوصيات الهامة التي أجمع عليها المشاركون في سبيل دعم آليات حفظ السلم والأمن في القارة، انطلاقا من مسألة تعزيز الشراكة الإفريقية - الأممية.
أكد المشاركون أن الملتقى الرابع رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، فرصة لمواصلة التشاور حيال القضايا التي تشهدها قارتنا وتطوراتها المتسارعة، وتنسيق المواقف في التعامل مع هذه التحديات بكل تداعياتها وانعكاساتها على أمن المنطقة والعالم، وفق خطط العمل المشترك المتفق عليها لتطوير التعاون في مختلف المجالات.
وقد توافق الأفارقة في هذه الندوة، على أن تكون عمليات تمويل حفظ السلام التي يقودها مجلس الأمن الدولي في بعض الدول الإفريقية في صلب اهتماماتهم وأن يتكفل الاتحاد الإفريقي بتمويل جزء من هذه العملية، بهدف تعزيز المكانة السيادية للقارة من خلال صندوق السلام للاتحاد الإفريقي المعتمد في الدورة 27 لتمويل عمليات حفظ السلام والأمن في القارة، مع إعطائه أولوية تمويل عمليات الوقاية من الأزمات والتقليل من بؤر التوتر في إفريقيا.
على ضوء ذلك، خلص ملتقى وهران للسلم والأمن، إلى ضرورة وضع مقاربة إفريقية شاملة لحل الأزمات السياسية والأمنية بالقارة السمراء، وذلك في خضم الجهود الإفريقية الرامية إلى بناء شراكة قوية بين مجلس الأمن والسلم الإفريقي ومجلس الأمن الدولي، من خلال عقد اجتماعات تشاورية مشتركة سنويا، إضافة إلى التحرك بشكل جماعي للمطالبة بمقعدين دائمين للقارة السمراء بمجلس الأمن.
وتم خلال الجلسة الأخيرة من أشغال ملتقى السلم والأمن، تقييم التنسيق بين أطراف آلية "ألف3" باعتبارها "خطا أماميا للعمل الدبلوماسي الجماعي للقارة الإفريقية على مستوى الأمم المتحدة"، حيث طالبوا بتقوية وتعزيز المواقف بين الاتحاد الإفريقي ومجموعة "ألف 3" المكونة من مصر السنغال وإثيوبيا الملتحقة بالمجموعة غير دائمة العضوية لمجلس الأمن.
واستقر الأفارقة أيضا، على وضع خارطة طريق لتسريع نزع السلاح في إفريقيا آفاق 2020، على أن تعرض على القادة الأفارقة للمصادقة عليها في القمة الإفريقية، المزمع عقدها في جانفي القادم بأديس أبابا.
تتعلق خارطة الطريق هذه، التي تم التوصل إليها خلال اجتماع عقد مؤخرا بلوزاكا (زامبيا) أساسا ببيع الأسلحة الخفيفة والثقيلة ودعم عمليات حفظ السلام والحوكمة والحكم الرشيد في إفريقيا، كما أضاف ذات الدبلوماسي، بحسب سفير جمهورية مصر العربية بأديس أبابا (أثيوبيا) ومندوبها الدائم لدى الإتحاد الإفريقي بكر حنفي محمود.
وذكر أبو بكر حفني محمود في تصريح إعلامي، أن "أفكارا كثيرة يتم تداولها للحد من تدفق الأسلحة من ليبيا، على غرار استحداث فرق مراقبة للحدود واستعمال أحدث الوسائل التكنولوجية في المراقبة، إضافة إلى العديد من الأفكار الأخرى التي ستعلن في وقتها".
كما يعد هذا الملتقى الإفريقي، استمرارا للجهود التي تبذلها الجزائر في مكافحة الإرهاب وتعزيز السلم والأمن على المستويين الإقليمي والقاري، من خلال توفير ميكانيزمات مكافحة هذه الظاهرة، على غرار تجريم دفع الفدية وتسوية النزاعات وتعزيز التنسيق الأمني بين الدول المعنية.
في هذا الإطار، أبرز وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أن هذا الملتقى الرابع "إسهام على درب تحقيق السلم والأمن في القارة الإفريقية كعنصر فاعل يفيد ويستفيد من الحركيات التي تهيكل عالمنا المعاصر وتساهم في بناء علاقات دولية متجددة أكثر عدلا وإنصافا وأكثر أملا للبشرية جمعاء".
كما أعرب رئيس الدبلوماسية الجزائرية، عن أمله في أن تكون الطبعة المقبلة (الخامسة) "إطارا مناسبا لتحقيق المزيد من التدابير التي من شأنها أن تعزز فعلا التضامن في إفريقيا وأن تجعل من وهران إحدى عواصم السلم والأمن في إفريقيا والعالم".
وقال لعمارة في كلمته الختامية، إن "الجزائر التي وصفها بـ«مكة الثوار» استفادت من الثقة التي تحظى بها من شركائها في تحرير القارة الإفريقية وبناء إتحاد إفريقي ملتزم بطموحات أكبر وبأهداف أوسع، وكذلك في لعب دور بمعية عديد الدول الإفريقية الشقيقة في النقلة النوعية المتمثلة في تحويل منظمة الوحدة الإفريقية إلى الإتحاد الإفريقي مزودا بنفس القيم وملتزما بطموحات أكبر وبأهداف أوسع".
وشدد نفس المسؤول، على أن " إفريقيا دائما وأبدا من حقها أن تعتمد على الجزائر" وأن "الجزائر لا تنفصل ولا تنفصم عن إفريقيا وستبقى دائما مركزا وقلبا نابضا للعمل الإفريقي المشترك، قصد تحقيق أهدافنا المتمثلة في السلم والتنمية والإستقرار والإندماج وذلك من خلال الحل السلمي لكافة الخلافات والنزاعات".
كما أعرب رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن شكره للمشاركين على تقديرهم لدور الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، "الذي اقترن اسمه يوم كان يقود الدبلوماسية الجزائرية وبعدما اعتلى رئاسة الجمهورية، بمعظم الإنجازات التاريخية التي تحققت لقارتنا، بفضل شجاعة ورؤية وتبصر القادة الأفارقة ومن التزم بعزة القارة وكرامتها".
وثمّن في كلمته إلتزام الشركاء الأفارقة والدوليين المشاركين في هذا المحفل بـ "تعزيز قدرات القارة السمراء في إيجاد وتطبيق حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية القائمة"، مؤكدا أن ملتقى وهران هو محفل "ناجح عزز من عطاء القارة الإفريقية في العالم كإسهام في استتباب الأمن والاستقرار على الساحة الدولية".
من جانبه، أكّد مدير معهد الأمم المتحدة للتكوين والبحث «يونيتار» المعني بحفظ السلم والأمن، إفاريست كارامبيزي، أن إسهام الجزائر في تحقيق السلم والأمن وقضايا التحرر في القارة الإفريقية تاريخي وليس لنا إلا أن نعترف بدور الجزائر في تعزيز السلم والأمن على المستوى القاري".
قال ذلك في تصريح له على هامش أشغال الملتقى الرابع رفيع المستوى للسلم والأمن في إفريقيا، ليؤكّد أن "إسهام الجزائر في قضايا التحرر وتحقيق السلم والأمن في القارة تاريخي، شاهدة عليه موجات التحرر في القارة الإفريقية منذ انطلاقها وإلى غاية اليوم". مثمّنا في سياق متّصل، جهود الجزائر في تأسيس هذا الملتقى، على رأسها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي.



محافظ السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي:
وحدة إفريقية لدعم الوساطة كآلية وقائية لحفظ السلم والأمن في القارة

يتم التحضير حاليا لإنشاء وحدة إفريقية لدعم الوساطة كآلية وقائية لحفظ السلم والأمن في القارة، وفق ما علم لدى محافظ السلم والأمن للإتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، اليوم، بوهران.
قال شرقي، خلال ندوة صحفية نشطها في اختتام أشغال الملتقى الرابع رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، إن المشاركين في ملتقى وهران للسلم والأمن، أكدوا على ضرورة "الإسراع" في إنشاء هذه الوحدة، التي ستكون تابعة إلى إدارة السلم والأمن بالإتحاد الإفريقي.
بحسب التوضيحات المقدّمة، ستعمل هذه الوحدة، التي سيشرف عليها شرقي، على تقديم الدعم لكل وسطاء القارة وتسهيل مهمّة الوسطاء الأفارقة في النزاعات، وفق نفس المصدر، معتبرا أن ذلك يعد "أمرا ضروريا يجب التسلح به في العمل الإفريقي المستقبلي لتحقيق السلم والأمن والإستقرار".
وأوضح شرقي، أن هذا الملتقى يهدف أيضا إلى تعزيز السبل الرامية إلى تمكين وتقوية دور مجلس السلم والأمن في القيام بمهامه على مستوى القارة، وهو ما لا يمكن أن يتجسّد إلا من خلال انسجام مواقف الدول الإفريقية، خاصة في مسائل السلم والأمن في إطار مسار اتخاذ القرار على مستوى مجلس الأمن الدولي.
كما يمنح لنا هذا الحدث، إمكانية تقاسم الخبرات ويرمي إلى تعزيز موقف القارة خلال النقاشات مع هيئة الأمم المتحدة، يوضح المسؤول الإفريقي، مشيدا بـ"النتائج الجد إيجابية التي تمخضت عنها الدورة الرابعة لهذا الملتقى، الذي يأتي في وقت تشهد فيه القارة السمراء تهديدات لأمنها واستقرارها، لاسيما تلك المرتبطة بالإرهاب والتطرف العنيف". مضيفا، "وهو ما يحثنا أكثر من أي وقت مضي، على تنسيق جهودنا واستراتيجياتنا وتعزيز التعاون بيننا"، منوّها "بالأهمية الحيوية" التي يحظى بها الملتقى الرابع للسلم والأمن في إفريقيا المنعقد بوهران كـ "فرصة تسمح بالتفكير الجاد والمشترك حول الطريقة المثلى لتعزيز الشراكة الإفريقية- الأممية.
 


سفير مصر بأديس أبابا، أبو بكر حنفي محمود:
إفريقيا أخذت على عاتقها إنشاء بنية السلم والأمن الخاصة بها

قال سفير جمهورية مصر العربية بأديس أبابا (إثيوبيا) ومندوبها الدائم لدى الإتحاد الإفريقي أبوبكر حنفي محمود، إنّ مجلس السلم والأمن الإفريقي، بتبنّيه خلال اجتماعه 478، الذي عقد في 19 دسيمبر 2014، رسميا فكرة "ترسيم" الملتقى الدولي للسلم والأمن في إفريقيا، كحدث سنوي "إنّما يعكس حرصنا الشديد على مواصلة التنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي للتصدي لمختلف التحديات التي تواجه العالم، شريطة الحد من التدخل الأجنبي في شؤون القارة.
أكد أبوبكر حنفي محمود، في تصريح صحافي، على هامش أشغال الملتقى الرابع رفيع المستوى حول الأمن والسلم في إفريقيا، الذي اختتمت أشغاله، اليوم، بعد 3 أيام من الجلسات 4 المغلقة، أن "أفريقيا أخذت على عاتقها إنشاء بنية السلم والأمن الخاصة بها"، منوها بالدور المحوري والهام الذي تلعبه مكونّات هذا المؤتمر في مسألة السلم والأمن كأولوية للأفارقة في تحقيق الأهداف المتوخاة من المبادرة.
كما أشار السفير المصري، إلى تنفيذ تسعة "09" عمليات إفريقية لحفظ لسلام في إفريقيا، يضيف نفس المسؤول، قائلا: "ونحن بدورنا نستحوذ على النصيب الرئيسي فيها"، وأنّه تم "إعداد لجان رئيسية لتولي جميع مشاكل القارة الإفريقية والدفاع عنها"، في إشارة منه إلى ليبيا وجنوب السودان وجميع المناطق الأخرى.
وبحسب الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، توجد حاليا 16 عملية من عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، تتولى قيادتها "إدارة عمليات حفظ السلام" بالمنظمة الدولية، منها 9 بعثات تتواجد في أفريقيا هي: "بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى"، و"بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي"، و"بعثة الأمم المتحدة في جمهورية جنوب السودان"، "بعثة الأمن المؤقتة للأمم المتحدة في إقليم أبيي (المتنازع عليه بين السودان وجنوب السودان)، و"بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية"، و"العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في إقليم دارفور" غربي السودان، و"عملية الأمم المتحدة في كوت ديفوار"، و"بعثة الأمم المتحدة في ليبريا"، و"بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية".
براهمية مسعودة



ليلى زروقي لـ "الشعب":
توسيع مشاركة المرأة في صنع القرار
 

دعت الممثلة الخاصة للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة ليلى زروقي، إلى زيادة تمثيل المرأة في جميع مستويات صنع القرار في المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية وفي الآليات والبرامج المتعلّقة بالسلم والأمن.
أكّدت ليلى زروقي في تصريح لـ"الشعب"، على هامش أشغال الملتقى الرابع رفيع المستوى حول الأمن والسلم في إفريقيا، على الحاجة إلى تكثيف الجهود لتمكين المرأة من أن يكون لها دور قيادي، بمن فيهن نساء الشعوب اللواتي يعانين من أشكال متعددة من التمييز، لا سيما في أوقات النزاع.
على ضوء ذلك، أكّدت نفس المسؤولة أنّ أكثر الدول استقرارا واستدامة هي الدول التي تعطي للمرأة حقوقا تتساوى بها مع الرجل والمرتبطة أساسا بالتعليم والإنتخاب والدخول في المجالات الرسمية والحرية وغيرها.
وظهر بلغة الأرقام، أن النساء يمثلن حوالي 50٪ من مجموع السكان، يليهم الأطفال 75٪، وباعتبار المرأة المسؤول الأول على هذه الشريحة الواسعة من المجتمع، الذي تشكل الأسرة نواته الأولى، دعت ليلى زروقي إلى ضرورة أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار في تحقيق الاستقرار والسلم العالمي.
وأبرز نفس المصدر، أن 65 مليون شخص، منهم 28 مليون طفل، فروا من منازلهم تاركين مستقبلهم ودراستهم وحياتهم وأنّ أكثر من 220 مليون طفل يعيشون في 20 منطقة نزاع عبر العالم، منها 8 بلدان عربية و8 بلدان إفريقية. وهو ما يعكس، بحسبها، حساسية وخطورة الوضع، تضيف نفس المسئولة، في إشارة منها إلى عديد الظواهر التي لا تقل خطورة عنها، مثالها على ذلك النكاح تحت الإكراه والعنف الجنسي والتجنيد القسري وفضائح أخرى أبشع ترتكب ضد الأطفال.
وختمت ليلى زروقي قائلة: مهمتنا سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أو المالي أو نيجيريا ومناطق أخرى، تكمن أساسا في التوصل إلى حلول لمساعدة الأطفال وإخراجهم من طائلة الجماعات المسلحة وتجريم تجنيدهم.
قالت ذلك لتكشف عن حملة أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للأطفال والنزاعات المسلحة بعنوان: "نحن أطفال وليسنا جنودا" من أجل قول لا لتجنيد الأطفال"، كما أبرزت نفس المتحدثة.



رئيس المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي، موسى فاكي محمد:
تواجدنا في الجزائر لبحث قضايا السلم والأمن "ليس صدفة"

قال وزير الشؤون الخارجية التشادي ورئيس المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي، موسى فاكي محمد، "إن الطبعة الرابعة لملتقى وهران للسلم والأمن في إفريقيا، تؤكد نجاعة الخيار المتمثل في التشاور والتنسيق في مسائل الأمن والسلم في إفريقيا، باعتباره أولوية الأوليات بالنسبة لأجندة العمل الإفريقي المشترك".
فاكي وفي ختام أشغال الملتقى رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، المنعقد بمدينة وهران، اعتبر تواجدهم في الجزائر لبحث قضايا السلم والأمن "ليس صدفة"، إنما هي اعتراف وتقدير للجهود التي بذلها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "الذي ميز التاريخ الدبلوماسي لإفريقيا في النضال من أجل التحرر".
وأوضح ذات المتحدّث، أن النقاش المستفيض حول التحديات الأمنية في ربوع القارة السمراء مع الدول الإفريقية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بشكل غير دائم، يهدف إلى تقوية حضورها بقوة في القارات المتخذة في المسائل التي تتعلق بالقارة، ويؤكّد أن القارة الإفريقية "ملتزمة بصرامة وجدية بمسارها الإندماجي والتكاملي"، معتبرا ذلك "تحديا يتطلب شجاعة وتفانيا".