أكّد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أمس السبت، بوهران، خلال أشغال الملتقى الرابع رفيع المستوى حول الأمن والسلم بإفريقيا، أنّ هذه المشاورات ضرورية وتحمل في طياتها حلولا توافقية، تلزم الجميع أخلاقيا وسياسيا وقانونيا من أجل المضي قدما للاستجابة لتطلعات كافة الشعوب في السلم والرقي والأمن والآمان.
أضاف الوزير، أن هذا اللقاء يعد فرصة للوقوف على التقدم في إنجاز مهام الاتحاد الإفريقي، في مقدمتها الأجندة الأساسية في السلم والأمن في القارة، مشيدا بالنتائج المحققة على مدار الثلاث سنوات في إسماع صوت أفريقيا في أعمال مناقشة وقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة، فيما يكمن الهدف الرئيسي، بحسبه، الذي تعزّز خلال ملتقى وهران، بإنشاء المجموعة الإفريقية، أو ما أطلق عليها بإفريقيا ثلاثة “ألف 3” التي تتخذ للتمثيل على أساس المقاعد الثلاثة المخصصة للقارة الإفريقية بمجلس الأمن الدولي.
كما عبّر لعمامرة عن ضرورة “إيجاد حلول إفريقية للمشاكل القائمة، شريطة أن يجري تنفيذها بالتعاون مع المجموعة الدولية وفي ظل احترام صلاحيات كل جهة، معتبرا المسعى الأخير ضرورة ملحّة لإيصال كلمة القارة والأخذ بعين الاعتبار مواقفها والعمل على تنفيذ القرارات التي تكاد تكون يوميا في مجلس السلم والأمن للاتحاد الافريقي، إضافة إلى التعاون الوطيد بين الدول الإفريقية الثلاثة.
وثمنّ رمطان لعمامرة المجهودات التي تبذلها لمنظمات الدولية وبعض الدول المهتمة بصفة مباشرة بقضايا السلم والأمن، من أجل تحقيق أهداف ومبادئ الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وضمان نجاح أكبر لملتقى وهران.
وأكّد أن المؤتمر الدولي، وبفضل الالتزام والتأييد المتواصل من قبل الشخصيات لهذا الحدث، “يعمل في آنٍ واحد على ترقية أداة الاتحاد الإفريقي وتحقيق أهداف ومبادئ المجموعة الدولية قاطبة، كما يساعد كذلك في إشعاع الدبلوماسية الجزائرية التي تؤدي دورها التقليدي، معتبرا أنّ هذا التحرك، أو ما وصفها بالمقاربة الشاملة، تنصب في قلب الدبلوماسية الجزائرية، قائلا: الجزائر دائما وأبدا كانت حريصة منذ إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية (1963) على أن تكرس الأمم المتحدة كل الأهداف والمواقف التي كانت تتخذ في إطار هذه المنظمة القارية.
ولفت في هذا الإطار إلى الحدث التاريخي الذي يعتز به كافة الأفارقة والقوى المحبّة للسلام، بحسبه، في إشارة منه إلى الدورة التاريخية للجمعية العامة التي كان يرأسها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بصفته وزيرا للخارجية الجزائرية للمرة الأولى وتكريسه، بالجلوس على مائدة الأمم المتحدة، الموقف الإفريقي المشترك فيما يتعلق بحقوق شعب جنوب إفريقيا ورفض النظام العنصري في جنوب إفريقيا من الجلوس.
وقال في هذا الاطار: “وبهذا كان فعلا للقارة الإفريقية القدرة على تغيير مجرى التاريخ، الأمر الذي أضفى مشروعية ومصداقية كبيرة على نظام شعب جنوب إفريقيا وجعلها تحقق هدفها المنشود، المتمثل في إسقاط النظام العنصري والحصول على الحكم الديمقراطي والحرية”.
وزيـــر خارجيــــة أنغـــولا، جـــورج ريبيلـــو شيكوتــــي: الالتـــزام بتجسيـــد القـــرارات
من جهته دعا وزير خارجية أنغولا، جورج ريبيلو شيكوتي، مجموعة “ألف 3”، للدفاع المستميت على خطة مجلس السلم والأمن، واصفا لقاء وهران بالفرصة الهامة في مسار تقييم عمل المجموعة على مستوى مجلس الأمن، حتى يكون تنسيقا عاليا بين مجلس السلم والأمن الدولي. مؤكّدا على دور الجزائر البارز في دعم المسار الأمني، سواء كان ذلك على مستوى الاتحاد الإفريقي أو القارة الإفريقية.
ويشارك جورج ريبيلو شيكوتي بصفته ممثل البلدان الإفريقية الثلاثة غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة، في ملتقى وهران للأمن والسلم للمرة للمرّة الثالثة تواليا، حرصا منه على الموازنة بين الالتزام بها وعملية تقييم الأداء وحصيلة إنجازات سنة 2016، بالنظر إلى تحديات القارة الإفريقية.
وزير خارجية التشاد: تمويل عمليات حفظ الأمن
عبّر موسى فكي محمت، رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي ووزير الخارجية التشادي، عن أمله في أن يستمر هذا اللقاء السنوي رفيع المستوى حول الأمن والسلم في وهران، ويثمر من أجل السلم في القارة.
أكّد موسى على الانسجام في المجموعة الإفريقية وتعزيز التشاور فيما بينها والأمم المتحدة وتحمل كافة المسؤوليات إزاء الانشغالات الأفريقية ومسعى إسكات الأسلحة من الآن حتى سنة 2020 لأعضاء مجلس السلم والأمن وكذا مجلس الأمن التنفيذي، من خلال تكاتف الجهود والتعاون فيما بين المؤسستين والتفكير حول تمويل عمليات استتباب السلم للاتحاد الإفريقي ومكافحة الإرهاب.
وأوضح الوزير، أنها أهم مجالات العمل التي تنتظرنا، فضلا عن التحديات الإضافية التي غيّرت، بحسبه، مقاييس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، لاسيما في العشرية الأخيرة وما شهدته من الإرهاب والتطرف والهجرة وغيرها من الأخطار الأمنية الأخرى التي عرفت مؤخرا تطورات كبيرة، بعدما كانت تستهدف المصالح الغربية، هي الآن تمس المدنيين الأفارقة والبنيات التحتية والجيوش.
وأكّد أنها حقيقة تدل على ثغرات وضعف بعض دولنا، لاسيما الحدود وعدم المقاربة على الأقاليم وكذلك الحوكمة الاقتصادية والاجتماعية والتهريب وانتشار الأسلحة وغيرها من المؤشرات، مشدّدا في سياق متّصل على ضرورة أن تكون مختلف الإجراءات مصحوبة بالإجراءات السياسية والاقتصادية.
عصمان: الفصل في القضايا المسجلة
دعا رئيس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي عصمان كح، مجلس الأمن والسلم لإرسال مقاربته بشأن القضايا المسجلة بمجلس الأمن وذلك لتوجيه المجموعة الإفريقية الثلاثة “الف3”، قبل أن يفصل مجلس الأمن في المسائل التي تخص أفريقيا.
واعتبر أنّ ملتقى 4 رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، فرصة للحصول على المعلومات المستجدة حول حالة السلم في إفريقيا والاستماع لآراء البلدان المنتهية ولايتها في مجالس الأمن، مشيدا بالعضو الجديد “أثيوبيا” على الاقتداء بجمهورية مصر العربية في الإحاطة المنتظمة التي تقدمها لمجلس السلم والأمن حول نشاطات مجموعة “ألف 3” بمجلس الأمن. كما دعا عصمان كح إلى التحدث بصوت واحد قوي والتفكير الجدي في إيجاد أفضل السبل لكفالة الموقف الإفريقي المشترك في المسائل المتعلقة بالسلم والأمن والاستقرار في قارتنا والدفاع عليها في عملية صنع القرار على مجلس الأمن.
وقال إنّ الاجتماعات الثلاثة للملتقى الدولي للأمن والسلم بوهران، قد توصلت لنتائج هامة، ستمكن من تعظيم قدرات مجلس السلم والأمن من أجل تعزيز بالسلم والأمن والاستقرار في إفريقيا، مشيرا إلى أن الاجتماع الرابع على التوالي بوهران يسعى لتحديد أفضل السبل لتوحيد المواقف وتعزيز وتبادل القدرات.
ونبّه نفس المتحدث، إلى أن هذا المسعى لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال كفالة التنسيق بين مجلس السلم والأمن ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بناءً على الميزة النسبية لكل كيان وإضفاء الموقف الإفريقي المشترك فيما يتعلق بالسلم والأمن الذي يخص القارة، وذلك في إطار عملية صنع القرار على مستوى المجلس الأمن، الذي يعتبر من الأوليات الرئيسية لهذه الحلقة الدراسية.
المحافظ إسماعيل شرقي:
الانسجام في المواقف والرؤى الإفريقية
أكد محافظ مجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي، على ضرورة الدفاع عن مواقف القارة الإفريقية وقرارات مجلس السلم والأمن الإفريقي “ليكون لها الصدق” في عمل مجلس الأمن الدولي.
قال شرقي، إن هذا الملتقى يعد “فرصة سنوية تسمح لنا بالتفكير بشكل مشترك بجدية وموضوعية حول الطريقة المثلى لتعزيز الشراكة الإفريقية - الأممية ذات الأهمية الحيوية وذلك بهدف دفع قضايا السلم والأمن في إفريقيا نحو الأفضل”.
ولفت المسؤول الإفريقي السامي، إلى أن مجلس السلم والأمن الإفريقي قرر خلال اجتماعه 478 في 19 دسيمبر 2014 تبني وترسيم هذا الملتقى الدولي للسلم والأمن في إفريقيا الذي تنعقد، اليوم، دورته الرابعة بوهران، كحدث سنوي، يضفى مزيدا من الانسجام والتنسيق لعمل الدول الممثلة للقارة الإفريقية على مستوى مجلس الأمن الدولي، خاصة وأن جزءا معتبرا من أشغال هذه الهيئة الأممية يدور حول القضايا الإفريقية، بما في ذلك الصراعات والنزاعات التي تشهدها القارة.
ويأتي هذا الملتقى في دورته الرابعة، يوضح شرقي، في وقت تشهد فيه القارة السمراء تهديدات لأمنها واستقرارها، لاسيما تلك المرتبطة بالإرهاب والتطرف العنيف “وهو ما يحثنا أكثر من أي وقت مضى على تنسيق جهودنا واستراتيجياتنا وتعزيز التعاون بيننا”.
وأوضح شرقي، أن هذا الملتقى يهدف أيضا إلى تعزيز السبل الرامية إلى تمكين وتقوية دور مجلس السلم والأمن في القيام بمهامه على مستوى القارة، وهو ما لا يمكن أن يتجسد إلا من خلال انسجام مواقف الدول الإفريقية، خاصة في مسائل السلم والأمن في إطار مسار اتخاذ القرار على مستوى مجلس الأمن الدولي.