عاشت عاصمة الساورة بشار وبلدياتها، منذ يوم الجمعة، أوضاعا مزرية عقب التساقط الكبير للأمطار، التي تسببت في شل حركة المرور داخل النسيج العمراني ومحاصرة الأحياء، خاصة لارتفاع منسوب المياه على حواف الطرق التي تنعدم بها قنوات صرف مياه الأمطار والبالوعات، محدثة مستنقعات من نوع خاص. توقفت عندها "الشعب" بعين المكان.
بحسب مديرية الحماية المدنية لـ"الشعب"، فإن التقلبات الجوية التي مست ولاية بشار لم تتسبب في أي حادث ولم تسجل أي أي خسائر بشرية، وهم في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي طارئ.
في جولتنا إلى مختلف المناطق المتضررة، وقفنا على المأساة التي تتكرر كل موسم أمطار، رغم حملات التعبئة والطوارئ. لكن اتخاذ إجراءات فعالة لاجتناب تدهور البنية التحتية لم تكن في المستوى، بحسب شهادات السكان، ما تسبب في عديد الأضرا، لاسيما حركة المرور وأدى إلى إعاقة حركة مئات المواطنين المتوجهين لأماكن عملهم الذي صار مستحيلا إلا بعد ساعات طويلة، حيث وجد المواطنون أنفسهم محاصرين وسط بحيرات كبيرة من الماء حولت الطرق إلى مسابح.
نفس الحالة عاشتها وسائل النقل كسيارات الأجرة والحافلات بكل طرق بلدية بشار وأحيائها الشعبية، حيث حالت العديد من البرك المائية دون حركتها.
قال ابراهيم.م غاضبا، "هذا السيناريو يتكرر كل سنة مع تساقط الأمطار وهو الشيء الذي لم تنتبه له السلطات وأهملته، فلا حراك لتجاوز جذري لهذه الإشكالية وما تتبعها من فوضى مرورية، رغم تواجد رجال الشرطة والدرك والحماية المدنية في عديد محاور الطرق الرئيسية والثانوية".
عرفت الطرق وأحياء الدبدابة وبشار الجديد غلقا تاما وحالة انسداد للمجاري المائية وحتى في وسط المدينة بالقرب من دار الثقافة وفي عديد النقاط، محدثة اضطرابا في حركة السير، بحيث اضطر بعض المواطنين للمشي داخل مستنقعات لقضاء حاجياتهم في الوقت المناسب. الوضع ازداد سوءا مع امتلاء بالوعات المياه وعدم قدرتها على استيعاب كميات المياه المتساقطة.
من جهتهم اشتكى السكان بحي مانوقا في تصريحات مقتضبة لـ "الشعب"، مشكل تجمع مياه الأمطار بسبب انسداد البالوعات ومجاري المياه جراء الأمطار المصحوبة بالأتربة، نظرا لعدم مباشرة مصالح البلدية تنقيتها عند نهاية الأعمال التي يقوم بها بعض المقاولين الذين في كل مرة يقومون بترك مخلفاتهم من مواد البناء مرمية دون عبء بما ينجر عنها في غياب السلطات المحلية التي من المفروض أن تتحرك وتردع المخالفين في إنجاز الورشات.
أضاف شامي الشريف، أحد السكان لنا أن تدهور عديد الأرصفة التي تعاني نقص الترميم، منذ عدة سنوات، زاد الطين بلّة حيث أضحت هي الأخرى تشكل بركا مائية، مشيرا إلى غياب الرقابة الميدانية التي من شأنها أن تضمن إنجاز المشاريع وفق المعايير المعمول بها عالميا.
وأوضح شامي أن جل سكان أحياء الدبدابة وبشار الجديد وجنين ضيف الله وحي الفرسان، مستاؤون من الأوضاع المتدهورة التي يعيشونها مع حلول كل فصل شتاء، حيث تقتحم مياه الأمطار منازلهم بلا استئذان وتعبث بأثاثهم، مرجعين السبب إلى ضيق قنوات الصرف وعدم صيانتها بالشكل اللازم، الأمر الذي بات يؤرقهم مع حلول كل موسم.
وتأسف آخرون بالعديد من أحياء بلدية بشار من هشاشة السياسة المنتهجة من طرف السلطات المحلية في إنجاز المشاريع المبرمجة الهادفة إلى التقليل من حجم الكوارث الطبيعية المحتملة في كل فصل شتاء، خاصة وأن أموالا كبيرة تصرف سنويا في هذا المجال من طرف الولاية، ما يؤكد، بحسبهم، استمرار سياسة البريكولاج وبطء وتيرة الأشغال ما زاد في معاناة السكان.
في سياق آخر، أشار بعض السكان إلى أن الأوساخ المتبقية التي يخلفها تجار السوق الفوضوي الموجود بجوار سوق الرحمة المجاور لشركة الكهرباء والغاز للجنوب الغربي بالدبدابة لها دور في غلق البالوعات، ما استدعى التدخل العاجل لقوات الحماية المدنية مستعملة كافة الوسائل الضرورية.
انها صور لمأساة تتكرر بلا انقطاع في عاصمة الساورة، توقفت عندها "الشعب" حاملة انشغالات السكان وصرخاتهم إلى السلطات المحلية للتكفل بها في وقتها بلا انتظار وبطء. بهذه الطريقة يرفع مستوى التسيير المحلي ويعلى شأن إدارة العمران الذي يعيش فيه المواطن بأمن وأمان بعيدا عن كوابيس الاضطرابات الجوية والخوف من الآتي.