دعا وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، أمس الأول، من سيدي بلعباس، إلى الاستثمار في الشباب، مرافقته ودعمه واحتضان مبادراته وجعله شريكا للسلطات من خلال العمل الجمعوي الهادف والمنظم، تطبيقا للتعليمات والتوجيهات المجسدة للسياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
أضاف الهادي ولد علي، أن التعليمة الخاصة بالشراكة مع الحركة الجمعوية، ستسمح بخلق تكامل بين المؤسسات الشبانية والجمعيات وأيضا بإعادة بعث وإحياء الهياكل الرياضية والشبانية التي طالها الركود والتهميش.
وأكد الوزير لدى تفقده عديد المشاريع الشبانية والرياضية على مستوى سيدي بلعباس، أن الولاية استفادت خلال البرامج الخماسية الثلاثة، أي على مدار 15 سنة الماضية، من 154 مشروع فاقت أغلفتها المالية 8 ملايير دينار جزائري، حيث تم تسليم 118 مشروع منها، في انتظار استكمال 24 مشروعا آخر لايزال قيد الإنجاز، وهي المشاريع التي وصفها الوزير بالإضافة النوعية للولاية والمكاسب الثمينة لشباب ورياضيي الولاية، حيث ستجعل من الولاية قطبا رياضيا بامتياز وستحسن واقع الرياضة المحلية وتحقق التكامل المرجو مع الحركة الجمعوية.
في هذا الصدد، أعطى تعليمات بضرورة الاستغلال الأمثل للمرافق الجديدة، على غرار المدرسة الجهوية للرياضات الأولمبية التي استكملت عملية إنجازها وتجهيزها، بعد أن استهلكت غلافا ماليا فاق 882 مليون دج، وهي تضم عديد الأجنحة والمرافق كالجناح البيداغوجي الذي يتسع لـ200 مقعد، جناح الإيواء، ملاعب، قاعات رياضية وغيرها... في المقابل، لاتزال المدرسة تعاني من مشكل في التأطير، الأمر الذي دفع مسيريها لطلب تدخل الوزير وتوفير المناصب المالية وفتح الباب لتوظيف المؤطرين والبيداغوجيين.
أما بالمركز الجهوي لتجمع الفرق الوطنية، الذي لاتزال بعض هياكله تراوح مكانها، كجناح الإيواء والملعب، فتعاني من صعوبات مالية، حالت دون استكمال الأجزاء المتبقية حيث تم تقديرها بـ500 مليون دج.
قام الوزير بوضع حجر الأساس لإنجاز مسبح شبه أولمبي بحي بوعزة الغربي، قبل أن يتفقد المركب الرياضي 24 فيفري، الذي خضع لعملية تهيئة واسعة. كما قام بتدشين دارين للشباب بكل من حي الصخرة وبلدية سيدي ابراهيم.
وعن تمويل الأندية الرياضية، قال الوزير إن المديرية التابعة للوزارة والمكلفة بهذا الشأن تقوم بعملها على أكمل وجه، للحد من تبذير المال العام، على أن تتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد المخالفين. وأردف القول، إن مرافقة الأندية المحترفة لكرة القدم ستتواصل إلى غاية سنة 2018، مع تكثيف عمليات المراقبة، تمشيا وتعليمة رئيس الجمهورية مع مرافقة فعلية للأندية الهاوية التابعة لمناطق الهضاب العليا، الجنوب وكذا المناطق النائية والمنعزلة، تبعا للإتفاقية المبرمة بين وزارة الشباب والرياضة والفدرالية الجزائرية لكرة القدم.
وخلال حديثه نوّه الوزير أيضا لأهمية تضافر الجهود للقضاء على ظاهرة العنف في الملاعب ولدى الشباب بصفة عامة، مذكرا بخطورة الظاهرة على القيم العامة للمجتمع، وهو ما دفع بالوزارة، بحسبه، إلى استحداث لجنة متعددة الأطراف تضم إطارات بالوزارة، ممثلي جمعيات وطنية ناشطة في المجال، رياضيين دوليين ووطنيين وأخصائيين أوكلت لها مهمة دراسة أبعاد الظاهرة وبحث الحلول القطعية للحد منها، مشيرا في الوقت ذاته إلى دور وسائل الإعلام وكذا الفرق الرياضية ومساهمتها في علاج الظاهرة، باعتبار أن المهمة تشمل الجميع.