يحل رئيس جمهورية تونس، الباجي قايد السبسي الخميس، بالجزائر في زيارة لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين نحو مزيد من التقدم، وسيناقش مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عديدة القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة ما تعلق بالجوانب الأمنية والاقتصادية.
يزور قايد السبسي، الجزائر للمرة الثانية منذ انتخابه رئيسا لتونس سنة 2014، وفي ظرف يتسم بتحقيق التعاون الثنائي بين البلدين تقدما ملحوظا على مختلف الأصعدة، وحسب بيان لرئاسة الجمهورية فإن زيارة اليوم "ستكون مناسبة للرئيسين للتشاور حول العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك لاسيما تلك المتعلقة بمنطقة المغرب العربي والساحل والعالم العربي وإفريقيا".
لقد بلغت العلاقات بين الجزائر وتونس مستوى نموذجيا في السنتين الأخيرتين، حيث هيئت الإرادة السياسية القوية لقادة البلدين، لتكريس التنسيق والانسجام في الرؤى حول مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية.
ولعبت الجزائر دورا محوريا في مساعدة الأطراف السياسية في تونس، إلى إخراج بلادهم نحو بر الأمان عقب الهزات الارتدادية الناجمة عن أحداث 2011، و تمكنت تونس تخطي مرحلتها الانتقالية العسيرة بتنظيم انتخابات ديمقراطية كانت مضربا للمثل في 2014.
ولم يقتصر الدور الجزائري المساند للجارة الشرقية، على تقريب وجهات النظر بين الفاعلين الرئيسيين في الساحة السياسية، بل امتد إلى الجانب الاقتصادي من خلال مساهمات مالية وإبرام الاتفاق التجاري التفاضلي.
المستوى المميز للعلاقات الجزائرية-التونسية، انعكس بشكل جلي على روح التضامن العالية بين شعبي البلدين، حيث يذكر العالم المساندة المطلقة للجزائريين لأشقائهم التونسيين في محنة التفجيرات الإرهابية التي طالت متحف الباردو والمركب السياسي بسوسة.
تضامن الشعب الجزائري، لم يكن بشعارات على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل كان من خلال التوجه بأعداد هائلة لقضاء العطلة الصيفية، ما شكل تحد معنوي للإرهاب الهمجي وإنقاذ الموسم السياحي بالنظر لأهمية السياحة في الاقتصاد التونسي.
وخلال السنتين الماضيتين، ضربت الأجهزة الأمنية المشتركة للجزائر وتونس، مثالا حيا على نجاعة التنسيق الاستعلاماتي والعملياتي، بعدما وجهت ضربات قاصمة للجماعات الإرهابية الناشطة بجبل الشعانبي المتاخم للحدود المشتركة، ووضع إستراتيجية فعالة لتأمين الحدود مع الجارة ليبيا للتصدي لتسلل العناصر الإرهابية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يحرص البلدان على الرقي بالشراكة الناجحة والاستثمار في المجالات الخلاقة للثروة ومناصب الشغل، مثلما أكد ذلك الوزير الأول عبد المالك سلال، أثناء تمثيله رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في المنتدى الاقتصادي الدولي " تونس 2020".
وقال سلال "لجزائر لم تتخل يوما عن واجبها التضامني مع تونس من خلال بذل الجهود لمواجهة تحديات الأمن والاستقرار ثم تقديم الدعم في المجال الاقتصادي والاجتماعي من خلال عدة إجراءات منها الإبقاء على التدفق السياحي ومواصلة تنمية المناطق الحدودية وإبرام الاتفاق التفاضلي التجاري".
وعززت الروابط بين الجزائر وتونس، دخول خط السكة الحديدية بين عنابة وتونس حيز الخدمة منتصف شهر أوت الماضي، وسيعزز الطريق السيار المنتظر إنجازه خلال السنوات القليلة المقبلة الحركية التجارية وتنقل الأشخاص بين البلدين.
وستسمح زيارة اليوم، لرئيسي البلدين مناقشة الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل الإفريقي، والأحداث الدائرة في ليبيا إلى جنب بحث سبل تفعيل التعاون المغاربي.