أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم، أمس، بقسنطينة، أنه من الضروري «منح الكلمة للعقل ولحكمة النساء لإخماد النزاعات خاصة أولئك اللواتي يحملن مسؤولية إيجاد حلول للمشاكل حين طرحها».
قالت الوزيرة لدى إشرافها على أشغال افتتاح ملتقى رفيع المستوى حول «إسكات صوت الأسلحة في آفاق 2020: النساء في عملية الوساطة الوقائية على طاولة المفاوضات وجهود التلاحم الاجتماعي» أمام ممثلين عن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بأنه «يتعين ترك الدبلوماسية تلعب دورها كإطار عمل سلمي وحكيم يشجع التبادل ويطور التشاور والحوار».
وبعد أن أكدت على ضرورة احترام هذا الالتزام وعدم خرقه عبر قارة إفريقيا أوضحت مسلم بأن تنظيم هذا الملتقى من طرف فريق العقلاء للاتحاد الإفريقي وأقرانهم من المجموعات الاقتصادية الإقليمية في الجزائر يعد «اختيارا ذا نوعية بالنظر لتاريخ ومكانة المرأة الجزائرية معتبرة إياه فرصة عظيمة لتبادل الآراء والتشاور والتنسيق والاقتراح للتمكن من وضع معالم للتنمية المستدامة».
وأضافت وزيرة التضامن الوطني بأن قرار إسكات الأسلحة «ضروري عبر قارة إفريقيا لتفادي ما عاشته المرأة الجزائرية إبان العشرية السوداء» معرجة على الجهود المبذولة منذ أكثر من عشرية لتمكين القارة السمراء من استرجاع قدراتها وهو ما سيتجسد - كما قالت- من خلال أخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والأمنية وفق منظور استراتيجي ناجع.
كما تحدثت مسلم عن برنامج 2063 الذي بادر إليه الاتحاد الإفريقي لصالح إفريقيا مزدهرة وسليمة ومتكاملة وشاملة وعن القرار الأممي 1325 الذي ينص على تمكين المرأة من العمل في الوقاية والمشاركة والحماية والشراكة.
وأضافت بأن إنشاء مجلس السلم والأمن من طرف الاتحاد الأفريقي في 2002 قد عزز إمكانية إخماد بؤر التوتر والنزاعات وعدم السماح ببروز أشكال جديدة للجريمة المنظمة العابرة للقارات والجماعات الإرهابية مشيرة إلى ضرورة «هندسة السلام وفق تقنيات موثوق منها مثل تلك المستخدمة في العمران لجعلها أقل خطورة وأقل تهديدا في حالة عدم احترام المعايير المتفق عليها».
وأشادت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة في هذا الصدد بعديد المبادرات المتخذة في إفريقيا في إطار مجلس السلم والأمن أو من طرف المجموعات الاقتصادية أو من طرف مجموعة العقلاء للاتحاد الإفريقي التي تشكل فضاءات لمعالجة مسألة الأسلحة ووسائل إخفائها عن الأنظار.
وبعد أن أردفت بأن المرأة الإفريقية قدمت عديد التضحيات ذكرت مسلم بوجود مواثيق دولية ناجعة ومخططات عمل مصادق عليها ترافع من أجل الحق في احترام المكانة الإنسانية معرجة على تاريخ مقاومة المرأة الجزائرية بدءا من الكاهنة ولالة فاطمة نسومر.
كما تحدثت مسلم عن دور المرأة الجزائرية في بناء الوطن عقب الاستقلال وفق أسس المساواة والوصول إلى حقوق إنسانية دستورية معترفة بالاهتمام الخاص الذي لطالما حظيت به المرأة الجزائرية.
شرقي: المرأة الإفريقية قادرة على أداء الأدوار الأولى لأجل أمن القارة
اعتبر محافظ مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي إسماعيل شرقي، أمس، بقسنطينة، أن المرأة الأفريقية بإمكانها أن تسهم بفعالية في الاستقرار في إفريقيا، كما أنها قادرة على أداء الأدوار الأولى من أجل الأمن في القارة.
وأوضح شرقي في مداخلته في أشغال ملتقى رفيع المستوى حول دور النساء في الوساطة بعنوان «إسكات صوت الأسلحة في آفاق 2020: النساء في عملية الوساطة الوقائية على طاولة المفاوضات وجهود التلاحم الاجتماعي» بأن انخراط النساء في مسار السلم خاصة في مجال الوساطة يمثل «»قوة أخرى بالنسبة للقارة الأفريقية ويترجم الإرادة المشتركة لإرساء السلم والاستقرار عبر البلدان الأفريقية».
وأكد في هذا السياق أن الاتحاد الإفريقي يعمل على تشجيع النساء على المشاركة في مسار الوساطة.
وأمام كل من وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونيا مسلم والمبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي للمرأة والسلم والأمن بينيتا ديوب، أضاف شرقي كذلك بأن الوقاية من النزعات تسويتها يستدعي بالإضافة إلى المجهودات المشتركة للمنظمات الدولية والقارية والجهوية «إشراك فاعلين وطنيين ومحليين»، مذكرا في السياق بإسهام الشبكة الإفريقية للعقلاء التي أنشئت العام 2013 في مجال تسيير وتسوية النزاعات والوقاية منها.
كما أشار محافظ مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي إلى أن الهدف من هذا اللقاء الذي افتتحت أشغاله اليوم بنزل ماريوت هو «التفكير جماعيا لأجل إعداد استراتيجيات لتعزيز دور النساء في المجهودات الرامية إلى استتباب الأمن».
من جهتها، أكدت مونيا مسلم في كلمتها في افتتاح هذا الملتقى على أهمية الحكمة وترجيح العقل في تسوية المشاكل وترقية الحوار بإشراك المرأة.
كما أبرزت مسلم دور مجلس السلم والأمن ولجنة العقلاء بالاتحاد الأفريقي، مشيرة إلى أن القارة السمراء لديها نساء مؤهلات بإمكانهن المشاركة بفاعلية في مسار السلم.