يلقّبونه بخليفة المايسترو عيسى الجرموني، عندما تستمع إلى صوته دون أن تراه يتخيل إليك أن الشخص هو الجرموني لا غير، خاصة مع بحّة صوته وامتداد الحنجرة في تعاليها الصوتية، من مدينة عين البيضاء، الموطن الذي جاء منه أسطورة الأغنية الشاوية الجرموني، بخطى ثابتة يشق الشاب زهير سجله الفني ويصنع نجوميته بامتياز، “الشعب” التقته لتقدمه للجمهور في هذا الحوار.
❊ الشعب: إذا أردنا تقديمكم للجمهور ماذا يمكنكم أن تقولوا؟
❊❊ الشاب زهير: هو فنّان جزائري طموح من منطقة عين البيضاء ولاية أم ألبواقي، متأثّر بالفن الجزائري الأصيل وبالضّبط التراث الشّاوي الحركاتي الطّابع الجرموني رائد الأغنية الجزائرية والعربية، وأول فنّان عربي وأمازيغي غنّى بالأوبرا بفرنسا سنة 1936.
❊ كيف بدأتم مساركم الفنّي مع الأعنية؟
❊❊ انطلقت مسيرتي الفنية منذ أيام الدراسة في المتوسط والثانوي بحب وتشجيع الأصدقاء والأقارب لكن بدايتي الفعلية كانت في 2004 بألبوم “نرحل وما نحمل الذل”.
❊ هل تلقّيتم تكوينا موسيقيا أم أنّها التّجربة والاحتراف وراء نجوميتكم؟
❊❊ طبعا تلقّيت تكوينا، كما هي موهبة تحتاج إلى التنمية لتكبر وتنجح.
❊ أي الطّبوع الغنائية التي تأثّرتم بها؟
❊❊ أتأثّر كثيرا بعميد الأغنية البدوية الراحل العملاق عيسى الجرموني، وأنا من السّائرين على خطاه.
❊ تنتمون إلى منطقة فيها الكثير من التنوع الموسيقي والغنائي هل أضافت لتجربتكم شيئا؟
❊❊ بالطّبع أتأثّر بالتنوع الموسيقي لمدينتي، فالإنسان ابن بيئته، إضافة إلى أنّي أقدّم مختلف الطبوع في الحفلات التي أحييها وفي مختلف المناسبات.
❊ مع من تتعاملون من الشّعراء وكتاب الكلمات؟
❊❊ أما في اختيار المواضيع وكتابة الأغاني، سعادتي في ذلك شقيقي حمزة وهو عازف على آلة السانتيتيزور، وله الفضل كذلك في كتابة الكلمات والتلحين.
❊ كيف تقيّمون تجربتكم؟ هل وصلتم إلى المستوى المطلوب من امانيكم؟
❊❊ والله أصعب الأسئلة على الفنان أن تطلب منه تقييما لذاته، فإن أجاب بنعم دخل في مرحلة الكبرياء واعتبار أنه الأعلى فوق كل شيء، وإن قال لا، انقص من مسيرته، فرغم مساري المتواضع إلا أنّي حقّقت بعضا من ذاتي خاصة في الدولة الشقيقة تونس..لكن الفنان دوما يتعلّم من تجاربه إذ العمل الميداني يكسبه دوما خبرة جديدة.
❊ بمن تأثّرتم من المطربين؟
❊❊ كنت أخبرتك سابقا فأنا مثلي الأعلى الراحل عيسى الجرموني، الذي أحاول أن أحذو حذوه في إيصال صوت الأغنية الشاوية لأبعد الحدود وعبر كامل الأقطار.
❊ هل قمتم بجولات فنية في القطر الوطني أو الخارج واين بالضبط وكيف كان تجاوب الجمهور؟
❊❊ أقمت جولات فنية في الجزائر وحتى في الجنوب، الصّحراء، تندوف، تمنراست التي تحتضن مهرجان الأغنية الأمازيغية وتونس الشقيقة، كما تعلم أنّنا خرجنا مؤخّرا من موسم الأفراح والمناسبات فقد شاركت أيضا في حفلات تخليد بعض من أعلام الفن الجزائري، إلى جانب بعض الحفلات في سوسة والحمامات والعاصمة وغيرهما من المدن التونسية هناك أين عرفت حب هذا الشعب ومدى اطلاعه وعشقه للأغنية التراثية الشاوية المعبرة عن أصالة بلادنا الجزائر.
❊ هل تلقّيتم دعوات من وزارة الثقافة لإقامة حفلات عبر ربوع الوطن؟
❊❊ طبعا تلقّيت دعوات من وزارة الثقافة لإحياء حفلات فنية عبر ربوع الوطن، فشاركت في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية إلى جانب تظاهرة تونزاير التي احتضنتها مدينة تبسة، ولكن ما نزال نحن فنانو المناطق الداخلية بحاجة إلى الكثير من الدعوات خاصة في المحافل التي تمثل التراث الأصيل والأغنية النظيفة. نحن بحاجة إلى حفلات تظهر أن للفنان الشاوي صوته المسموع، إذ يحز في نفسي أن أعامل كنجم في الخارج بينما يمثل خروجي من منطقتي تجاهلا، نحن بحاجة إلى الدعم قبل كل شيء لنستطيع المواصلة على درب من سبقونا إلى الأغنية الشاوية.
❊ كم عدد الأشرطة الفنية التي بحوزتكم؟ وأي أغنية قريبة إليكم؟
❊ لي 3 ألبومات وأتأهّب لخامسهم والذي سيكون في الأسواق قريبا، هذا الشريط الأخير يحمل 9 أغاني 4 منها على شكل ديو يجمعني بخرّيجة مدرسة الحان وشباب الفنانة سهيله العلمي، ويحمل الألبوم مفاجأت عديدة.
❊ هل من كلمة أخيرة لجمهورك ولقرّاء الشاب زهير؟
❊❊ الشاب زهير مزوز ينحدر من مدينة عين البيضاء ولاية أم البواقي، فنّان محافظ على طابع الأغنية البدوية، لي 3 ألبومات رابعهم ينتظر الإصدار في القريب العاجل.
أشكر يومية “الشعب” المحترمة على هذه الالتفاتة الطيبة، دمتم أوفياء للثقافة والمثقف الجزائري..شكرا لأنّكم منحتموني حيّزا من اهتمامكم، أتمنّى لكم كل التوفيق وسداد الخطى لجريدة “الشعب”.