توّقف مشوار المنتخب الوطني لكرة اليد سيدات في الدور ربع النهائي ضمن منافسة البطولة الإفريقية التي تتواصل وقائعها بالعاصمة الأنغولية «لواندا» إلى غاية الـ 7 ديسمبر، وكان ذلك بعد الهزيمة الثقيلة والعريضة التي تلقاها أمام صاحب الأرض والجمهور أنغولا، خلال المواجهة التي جمعتهما، أول أمس، بنتيجة 42 مقابل 19.
كانت هذه النتيجة متوقعة منذ البداية بالنظر إلى الفارق الكبير بين الفريقين من كل الجوانب: البدنية، المعنوية، البسيكولوجية لأن الفريق الوطني لم يحضر جيدا لهذا الموعد الهام بسبب غياب المتابعة وعدم إعطاء أهمية كبيرة لهذا الموعد بالمقارنة مع سيدات أنغولا اللائي دخلت المنافسة بنية استعادة اللقب القاري من جديد بعدما ضاع منهن في الطبعة الماضية التي جرت بالجزائر.
رغم عزيمة اللاعبات إلا أن الواقع اعترف بالأقوى
من جهة أخرى، فإن شبلات الجزائر تفتقرن لعاملي الخبرة والتجربة بما أن التشكيلة تتكون من وجوه جديدة ولم يسبق لها المشاركة في مثل هذا المستوى العالي الذي يتطلب اللعب بذكاء وسرعة في التعامل مع مجريات المباريات من اجل صنع الفارق وكل هذا جاء نتيجة التجديد الذي أجري على الفريق بالمقارنة مع التعداد الذي شارك في طبعة 2014، وذلك راجع لعدة أسباب.
لتكون كرة اليد هي الضحية المباشرة من خلال التراجع الكبير والرهيب الذي لمسناه ضمن الموعد القاري والذي لم نشاهده حتى في عز الأزمة التي عصفت بالكرة الصغيرة في السنوات القليلة الماضية حيث كانت الجزائر تتواجد دائما في المراكز الأربع الأولى عكس ما حدث هذه المرة عندما خرجت زميلات تيزي من الدور ربع النهائي بعد الغياب من ناحية الأداء والنتيجة.
جاء ذلك بسبب غياب التناسق والانسجام بين لاعبات التشكيلة الوطنية حيث لم يكن هناك لعب جماعي لأن اللاعبات لم تتعود ان تلتقي في لقاءات رسمية من قبل بما أن التشكيلة جديدة النشأة باستثناء بعض الأسماء اللاتي كانت في السابق ولهذا فإنهن لا يتحملن مسؤولية النتائج وما آل إليه الوضع لأنهن قدمن كل ما لديهن لتشريف الألوان الوطنية وتحقيق نتائج إيجابية رغم نقص الخبرة والتجربة لكن واقع المنافسة كان معاكسا تماما.
أخطاء المسيرين يدفع ثمنها الفريق الوطني
إن الفريق الحالي لم يتمكن من إحداث المفاجأة و اكتفى بالمشاركة من اجل المشاركة فقط بعدما فشل في تحقيق فوز واحد على الأقل لحفظ ماء الوجه لأن المأمورية ليست سهلة في ظل التطور الكبير الذي تشهده كرة اليد الإفريقية في السنوات الأخيرة لأن أغلب المنتخبات عملت بجدية على غرار السنغال التي تمكنت من التأهل للمربع الذهبي رفقة تونس وهذه الأخيرة رغم تجديدها للتشكيلة بنسبة كبيرة إلا أنه تمكن من الحفاظ على مستواه العالي وقدم وجه رائع إضافة إلى أنغولا التي عادت بقوة إلى الواجهة بعد تراجعها في السنتين الماضيتين.
بالتالي فإن الخطأ الكبير المرتكب من طرف المسؤولين على رأس الاتحادية الجزائرية يكمن في عدم متابعة الفرق الوطنية بعد الانتعاش الذي سجلناها سنة 2014 عند احتضان الجزائر للبطولة الإفريقية حيث تمكن فريق الرجال من الفوز بالتاج السادس في تاريخ الجزائر و الذي جاء بعد طول غياب والفتيات وصلت للمربع الذهبي و انهزمت بسبب أخطاء تحكيمية وكان من المتوقع المواصلة في نفس العمل من أجل الحفاظ على تلك النتائج أو تحقيق الأفضل فيما بعد لكن الأمور سارت بشكل معاكس.
عدم استغلال نتائج 2014 ...؟؟
تجمد كل شيء بعدها مباشرة ولم تكن هناك تحضيرات عند الفريقين بسبب المشاكل الداخلية عدم وجود تسيير في المستوى لأن أغلب القائمين على الكرة الصغيرة ليسوا من أبناء اللعبة حيث تم تغيير الفريق الوطني للذكور واستقدام صالح بوشكريو قبل أسابيع قليلة عن المشاركة في بطولة العالم التي جرت في قطر والتي انهزم في كل اللقاءات التي لعبها الفريق الوطني ليأتي الدور على المنافسة الإفريقية التي جرت بمصر والتي فشل خلالها في احتلال مركز مؤهل لبطولة العالم التي ستجري وقائعها بفرنسا مطلع العام الداخل حيث اكتفوا بالمركز الرابع وهذا ما عجل برحيل أغلب العناصر التي أعادت كرة اليد إلى سابق عهدها رغم أنهم قادرين على تقديم الإضافة إلا أنهم سئموا من كونهم كبش فداء في كل مرة.
نفس الوضع بالنسبة للإناث حيث كانت ضحية غياب التسيير والمتابعة من طرف المسيرين وهذا ما جعلهن يفشلن في تحقيق نتائج إيجابية خلال البطولة الإفريقية التي تتواصل فعاليتها بأنغولا والتي عرفت غياب أسماء كبيرة على غرار سولي نجاح، سعاد تيسو، أمينة بوشلال ورتيبة حسناوي وهذه النتائج فتحت الباب من أجل إعادة النظر في الوضع والتعجيل في إيجاد الحلول المناسبة للخروج من المأزق ووضع إستراتيجية عمل محكمة تعتمد على أصحاب الاختصاص لأنهم أدرى بما يجب فعله حتى تعود هيبة كرة اليد الجزائرية على الساحة الإفريقية وكذا الدولية خاصة أن الجميع يركز على الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020.