عقـــود شراكــة بــين سوناطـراك ودول الشريــط الحــدودي الجنوبــي
سونلغـــــــاز تخــــــــوض تجربــــــــة بالســـــــــودان
عرف اليوم الثاني، لمنتدى الأعمال والاستثمار الإفريقي بالجزائر، نقاشات متعددة حول استغلال عوامل التنمية الشاملة في القارة الإفريقية، على غرار الطاقة وتسيير الموارد المالية والبشرية والعلاقة بين القطاعين العام والخاص ودور المؤسسة كنواة لنجاح النماذج الاقتصادية.
نشط وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة الجلسة الصباحية الأولى، حيث شرح الاستراتيجية الطاقوية للجزائر، التي مكنتها من تحقيق إنجازات ضخمة على الصعيد الوطني على غرار توصيل 99 بالمائة من الجزائريين من الكهرباء و 98 بالمائة من الغاز، إلى جانب تبني نموذج جديد يعطي أولوية للطاقات المتجددة يضمن إنتاج 22 ألف ميغاواط في آفاق 2030.
أكد وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، استعداد الجزائر لتقاسم خبرتها في مجال الطاقة مع الدول الإفريقية، وقال إن شركة سوناطراك ستبرم عقود شراكة مع دول الشريط الحدودي الجنوبي، مشيرا إلى التعامل مع المؤسسات المالية الدولية لتمويل المشاريع.
وطلب عدد من ممثلي البلدان الإفريقية، من بوطرفة نقل خبرة الجزائر إلى بلدان عبر إنشاء مشاريع استثمارية لإنتاج الكهرباء بالطاقات التقليدية أو المتجددة، وأشار الوزير في رده إلى التكلفة الباهظة للطاقات المتجددة، قائلا “ إنها تستدعي رصد موارد مالية ضخمة قبل تنفيذ المشروع وتسعر مرتفعة عن الإنتاج بالنسبة للمواطنين”، مفيدا أن تطور الوسائل التكنولوجية من شأنه أن يؤدي مستقبلا إلى خفض التكلفة.
وصرح الوزير على الهامش، بأن الجزائر مستعدة لإقامة مشاريع تساعد البلدان الإفريقية خاصة المتواجدة تحت الشريط الحدودي الجنوبي، على توصيل الطاقة إلى المواطنين.
وكشف في السياق، عن التوجه إلى المؤسسات المالية العالمية والإفريقية، على غرار البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية لتمويل المشاريع الضخمة التي تنشئها المؤسسات العمومية الجزائرية مع نظرائها الأفارقة.
واتضح من خلال مجريات اليوم الثاني، أن الخبرة الجزائرية في مجال الطاقة، كانت الأكثر طلبا من قبل البلدان الإفريقية، حيث تقدمت كل من مالي، السودان وموريتانيا بإبداء رغبتها في إنشاء مركبات لتوليد الكهرباء بالشراكة مع المؤسسات الوطنية.
اتفاق استراتيجي بين تركيب وسالمة السوداني
وأشرف وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، زوال أمس، على مراسم توقيع عقد شراكة بين مؤسسة تركيب فرع سونلغاز ومجمع سالمة السوداني، يقضي بإنتاج 53 محطة توليد الكهرباء بالألواح الشمسية، بقدرة إنتاج تساوي 4 ميغاواط.
وتقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بـ 2 مليون دولار، على أن يوسع الاستثمار السنة المقبلة ليصل إلى 500 محطة توليد للكهرباء عبر الطاقة الشمسية سنة 2017.
ويندرج الاتفاق ضمن حلف استراتيجي وقعته مؤسسة تركيب مع مجمع سالمة، يقضي بإنشاء دراسات معمقة يقوم بها مهندسين جزائريين ويمتد لإنجاز محطة لإنتاج الكهرباء عبر التوربينات الغازية بقدرة 450 ميغاواط.
وطلب ممثل الشركة السوداني خبرة الجزائر، لاستغلال القدرات الكبيرة من الغاز الطبيعي وبناء أنابيب لنقله وإنشاء محطات لإنتاج الكهرباء من الغاز، ما يعني أن شراكة واعدة بين الجزائر والسودان في هذا الميدان الحيوي تسيير بخطى ثابتة نحو التجسيد على المدى القريب.
وثمن وزير الطاقة بوطرفة هذه الشراكة، مشيرا إلى قدرة سونلغاز على نقل خبرتها إلى الخارج، وأكد تشجيع الدولة لهذا النوع من العقود الاستثمارية الهامة جدا.
من جانبه، أوضح المدير العام لمجمع سونلغاز مصطفى قيطوني، أن العقد المبرم مع الشريك السوداني هو الأول من نوع للمؤسسة خارج الوطن، مؤكدا الخبرة الكبيرة التي يحوز عليها التقنيون الجزائريون في مجال تركيب المنشآت.
وكشف عن تقدم دولة مالي بطلب لسونلغاز لاقتحام ميدان الكهرباء الريفية، وقال إن مكتب دراسات موسع نصب لدراسة مختلف المشاريع الاستثمارية وباشر مهامه على الأرض في شمال مالي والسودان.
وأكد أن السوق الإفريقية واعدة جدا وبإمكانها أن تدر أرباح معتبرة للجزائر، في مختلف مجالات الطاقة، وأشار إلى توجه الجزائر نحو تحقيق اكتفاءها الذاتي من إنتاج صفائح إنتاج الطاقة الشمسية بعدما كانت تستوردها من الخارج.
وأعلن عن فتح المناقصة الدولية، لإنجاز مشروع لإنتاج 4000 ميغاواط من الكهرباء لافتا إلى أن تمويله سيكون من مختلف الشركاء الذين سيفوزون بالصفقة ولن يلجأ إلى الخزينة العمومية.
بن عمر: جنوب إفريقيا حضرت بـ 150 رجل أعمال
وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة العيد بن عمر لـ “الشعب”، إن المنتدى الإفريقي للاستثمار الذي احتضنته الجزائر، محطة هامة للاقتصاد الوطني وللتنمية الإفريقية بشكل عام.
وأفاد بأن الجزائر كانت دوما فاعلا كبيرا في المجالين السياسي والدبلوماسي في القارة الإفريقية لكن حان الوقت اليوم للعمل أكثر على الصعيد الاقتصادي.
وحسب العيد بن عمر فإن هذا الحدث يعتبر فرصة لدعم التواجد الجزائري في إفريقيا، مشيرا إلى أن جنوب إفريقيا لوحدها حضرت بأكثر من 150 رجل أعمال ومتعامل اقتصادي.
وقال “نحن هنا اليوم للنظر في الفرص المتاحة والتطلع للمستقبل...سنعمل بصفة متكاملة مع الأفارقة”.
وحول المبادلات التجارية الجزائرية مع الدول الإفريقية أشار المتحدث إلى أنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب مقارنة بما بالمستوى الذي تعرفه العلاقات السياسية والدبلوماسية الجزائرية الإفريقية.
مديرة مجموعة البنك الدولي لإفريقيا: الطريق العابر للصحراء هيكل استراتيجي مهم
قالت المديرة الجهوية للمؤسسة المالية الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي، فيرا سانغو لـ«الشعب”، إن منتدى الجزائر، فرصة سانحة لبحث سبل تحقيق الاندماج الإفريقي في مجال الاقتصاد والتجارة، وأكدت أهمية الدور الذي لعبته الجزائر في تنمية القارة السمراء.
وقالت ممثلة المؤسسة التابعة للبنك الدولي في غرب ووسط إفريقيا، إن “ الجزائر من الدول المؤسسة لمبادرة النيباد، لذلك لا أشاطر الأراء التي تعتبر أنها جد متأخرة اقتصاديا في إفريقيا”.
وأوضحت أن النموذج الاقتصادي الأصلح “ لإفريقيا يقوم على ضبط العلاقة بين القطاعين العمومي والخاص، وتحقيق شراكات استثمارية ناجحة بين الدولة”، ومفيدة “ بأن الجزائر لا تستطيع القيام بأشياء لوحدها كما لا تستطيع جنوب إفريقيا أو نيجيريا فعل ذلك، ولكن نستطيع فعل كل شيء مع بعضنا البعض”.
وأضافت أن “ غرب إفريقيا تعتبر سوق واعدة فنيجيريا لوحدها تضم سوقا بـ 200 مليون مستهلك، وما على الشركات إلا التحرك بمرافقة من الحكومات والمؤسسات المالية لتلبية احتياجات شعوب المنطقة”.
ولفتت إلى الأهمية البالغة للطريق العابر للصحراء الذي يربط لاغوس بالجزائر، مشيرة إلى أنه مرفق هيكلي استراتيجي، يحتاج إلى الاستغلال الأمثل “ لأن القارة الإفريقية لا زالت في حاجة ماسة إلى النجاعة وحوكمة للقطاع الخاص لاستغلال إمكانياتها الضخمة بالشكل اللازم”.
ووفقا لذات المتحدثة، فإن النقائص الفادحة التي تسجلها البلدان الإفريقية في ميدان الطاقة، يفسح الطريق أمام الجزائر التي تملك قدرات هائلة في الميدان لاقتحام الاستثمارات في هذا الميدان.