أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر، أنه لا يتوقع “حلا جذريا قريبا” للأزمة الليبية ، داعيا إلى تقصي الحقائق بشأن تقارير تفيد بوجود أزمة إنسانية في مدينة درنة، الواقعة إلى الشرق من بنغازي.
نقلت وكالة الأنباء الليبية، أمس الأربعاء، أن كوبلر وصل، الثلاثاء، إلى مطار طبرق العسكري، في زيارة قال عنها إنها تهدف إلى “التواصل مع الشرق ومع أعضاء مجلس النواب والإصغاء والاستماع إلى آرائهم بشأن الجمود السياسي الحاصل وكيفية الخروج منه”.
وجدد كوبلر، التأكيد على أن “التواصل أمر مهم جدا وخاصة مع المسؤولين في شرق البلاد”، مضيفا “إلتقيت سابقا في أبوظبي برئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والآن التقي السيد أمحمد شعيب، لتناول التطورات السياسية بالاتفاق السياسي الليبي ومناقشة الاجتماع الذي حصل لأعضاء الحوار الليبي في مالطا والذين طالبوا فيه بإجراء التعديل الدستوري”.
وغرد كوبلر على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، داعيا إلى تقصي الحقائق بشأن تقارير تحدثت عن وجود أزمة إنسانية في مدينة درنة، الواقعة إلى الشرق من بنغازي.
وأعرب عن “قلقه” بشأن عدم احترام حقوق الإنسان في ليبيا، مضيفا القول “في نهاية فترة مهمتي، لن يكون هناك حل كبير للأزمة الليبية، إنها مهمة الأجيال القادمة”.
وأضاف المبعوث الأممي إلى ليبيا في هذا السياق، أنه “غير راض” بما تم تحقيقه الى حد الساعة، لاسيما فيما يتعلق بالسيطرة على أمر الهجرة، مشددا على أنه “طالما لم تتم استعادة الحكم في ليبيا، فإن تهريب البشر لن يتوقف”.
وأكد كوبلر، أن “المهربين يستفيدون من إنقاذ اللاجئين الغرقى من المياه الدولية من قبل المنظمات الأوروبية أو الإنسانية”، مشيرا إلى أن “المهربين يجلبون الناس عبر الصحراء إلى داخل البلد، حيث يتم احتجازهم داخل معسكرات”، معبّرا عن “قلقه بخصوص عدم احترام حقوق الإنسان هناك”.
على كل القوى الانضواء تحت لواء حكومة الوفاق
في السياق، دعت الولايات المتحدة الأمريكية الجنرال الليبي خليفة حفتر، إلى الانضمام لحكومة الوحدة الوطنية، مؤكدة أن هذه الحكومة تعتبر “المستفيد الشرعي الوحيد من المساعدة الدولية في الميدان الأمني”.
وأشار الناطق الرسمي للخارجية الأمريكية جون كيربي، خلال ندوة صحفية، إلى أنه “يتعين على كافة القوى الليبية، بما فيها الجنرال حفتر والجيش الوطني الليبي
الانضواء تحت لواء القيادة المدنية لحكومة الوفاق الوطني”.
جاء هذا التصريح عقب الزيارة الخاطفة التي قام بها الجنرال حفتر إلى موسكو سعيا لدعم عسكري من روسيا.
وامتنع الديبلوماسي الاميريكي عن التعليق على هذه الزيارة، غير أنه أوضح بأن ‘’الولايات المتحدة حريصة كل الحرص على العمل مع حكومة السراج والممثل الخاص لمنظمة الأمم المتحدة في ليبيا”.
وفي رده على سؤال يتعلق بالطلب الذي تقدم به قائد القوات بشرق ليبيا لموسكو والقاضي بتقديم المساعدة العسكرية، أجاب كيربي بأن “حكومة الوفاق الوطني تعتبر
المستفيد الشرعي الوحيد من المساعدة الدولية في الميدان الأمني، كما أكدته المجموعة الدولية في بيان فيينا”، الذي رخص لإعفاء ليبيا من حظر الأسلحة.
وعن سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تعتبر تسليما محتملا للأسلحة من روسيا لليبيا خرقا للحظر، رد كيربي قائلا: “حكومة الوحدة الوطنية هي المستفيد الشرعي الوحيد من الإعانة العسكرية الدولية” وأنه “لا جدوى من المضاربة بشأن هذا الاحتمال”. وضاف، “نأمل في دعم الجميع لحكومة الوحدة الوطنية وقد سبق التأكيد على هذا (الشرط) مرارا وتكرارا وسنستمر في المطالبة بذلك”.