طباعة هذه الصفحة

الخبير مراد برار في رؤية استشرافية:

سوق النفط تتجه نحو الاستقرار وسعر البرميل بين 50 و60 دولارا 2017

فريال بوشوية

أوبيك لم تعد تتحكم في الوضع ولقاء فيينا قد لا يكون في مستوى التطلعات

توقع الخبير الدولي في مجال الطاقة مراد برور، استقرار أسعار النفط نهاية السنة في حدود 50 دولارا، مع تسجيل انتعاش مطلع العام 201٧ بزيادة 10 دولارات، وجزم بأن السوق تتجه نحو الاستقرار، باتخاذ الأسعار منحى تصاعديا في الأعوام المقبلة، وفي سياق حديثه أبدى تحفظه بخصوص اجتماع فيينا.

عاد ضيف منتدى «الشعب» في طبعة أمس، التي تناولت موضوع «اجتماع فيينا ـ «الأوبك» تراهن على اتفاق الجزائر لإعادة التوازن لأسواق النفط»، إلى أسباب تراجع النفط، لكن في اعتقاده فان ما يجب أن يعرفه الجميع أن المحروقات تبقى مصدر الطاقة الأول إلى غاية 2050، ومن هذا المنطلق فان أسعار النفط ستعرف ارتفاعا يصل إلى حد الصدمة بتسجيل ارتفاع كبير، وذلك تبعا لارتفاع الطلب المتوقع.
وقبل الخوض في تفاصيل اجتماع فيينا، توقف ضيف «الشعب» عند اجتماع الجزائر الاستثنائي المنعقد نهاية سبتمبر الأخير، والذي تم الاتفاق خلاله على تسقيف الإنتاج ما بين 32.3 و 33 مليون برميل يوميا، اتفاق لاقى الإجماع من قبل كل الدول بما فيها المملكة العربية السعودية وإيران، معتبرا الاجتماع مؤشرا ايجابيا، لكنه غير كافي ـ أضاف يقول ـ قياسا إلى المعطيات المستجدة منذ ذلك الحين، كما نبه في السياق إلى أن الاجتماع رسم رفع سقف إنتاج «أوبك»، الذي كان لا يتجاوز 30 مليون برميل.
وبعدما ذكر بمسببات الأزمة التي مست الخام الأسود، بينها تراجع اقتصاد الصين الذي أثر على الدول الناشئة، وكذا الأزمة الكبيرة التي يعيشها الاقتصاد الأمريكي، شدد مراد برور على ضرورة التركيز على الإشكاليات الحقيقية المطروحة اليوم، في إشارة منه إلى «المضاربة»، وخلص إلى القول «مشكل سوق النفط اليوم، أنه لا يوجد طلب قوي، يحدث هذا تزامنا مع تراجع النمو العالمي الذي لا تتجاوز نسبته 3 بالمائة، مقابل 5 بالمائة قبل العام 2008 ، رغم أن سعر البترول آنذاك كان تقسيم ثلاثة السعر الحالي.
وتوقف مراد برور عند جملة من النقاط جعلته يتحفظ على اجتماع فيينا، تأتي في مقدمتها الاختلافات بين الدول الأعضاء في «أوبك»، وعدم اهتمام الدول غير الأعضاء باستثناء روسيا باللقاء، موازاة مع ذلك أشار إلى إغفال المنظمة في 2014 عوامل هامة صنعت الفارق، التطور التقني وبروز بترول «الشيست»، الذي ترتب عنه انخفاض في كلفة إنتاج البرميل بـ 20 إلى 40 بالمائة، لتصل كلفة البرميل بداكوتا على سبيل المثال حوالي 20 إلى 25 دولارا.
 كل هذه العوامل ترتب عنها تراجع دور «أوبك» الضابط لسوق النفط، وبرز بالمقابل أثر القوة الأمريكية بقوة، للارتفاع الكبير في حقول الإنتاج، مشيرا إلى أن حصتها لا تتجاوز 41 بالمائة، ورغم ذلك يتوقع الخبير مراد برور استقرار سوق النفط ابتداء من العام الداخل، وبأيه هناك احتمال بحدوث 3 سيناريوهات، ولعل الأقرب منها إلى الواقع بعد اجتماع فيينا، استقرار البترول في حدود 50 دولارا، قبل انقضاء السنة وارتفاعها إلى 60 دولارا في 2017 ، أما السيناريو الثاني وهو غير وارد إنهاء السنة الجارية بسعر لا يتجاوز 40 دولارا، أما السيناريو الثالث أزمة في الشرق الأوسط يترتب عنها هزة كبيرة في سوق النفط، مع العلم أن المنطقة تحوز على 48 بالمائة من الاحتياطي العالمي، ويمثل إنتاجها 32 بالمائة من الإنتاج العالمي.
وبرر ضيف منتدى «الشعب» طرحه بخصوص استقرار النفط في الفترة المقبلة، ارتفاع في الطلب يكون أساسا من الصين والهند بنسبة 80 بالمائة، والى ذلك ذكر سببا آخر لا يقل أهمية، ويتعلق الأمر بكلفة الاستكشاف والإنتاج التي سترتفع باستمرار، وبالتالي الأزمة لن تستمر وسيباع الذهب الأسود بضعف السعر الحالي ما بين 3 و 5 مرات في غضون الأعوام العشرة المقبلة.
وبعدما أشار إلى أن إنتاج «أوبك» في ارتفاع مستمر منذ أوت الماضي بمعدل 200 ألف برميل شهريا، ليناهز مليون برميل في 2016 ، دعا الخبير الدولي إلى عدم تصديق الإشاعة التي مفادها أن «البترول سينتهي»، التي لا تعدو أن تكون خداع في سوق يتأثر بالإشاعات.