طباعة هذه الصفحة

الصّفعة

فضيلة دفوس
29 نوفمبر 2016

لا يمكن أن نمرّ على السّلوك الصّادم للمغرب في مالابو بغينيا الاستوائية مرور الكرام، لأن الأمر لا يتعلّق بمجرّد حركة استعراضية وليدة الصدفة أو اللّحظة، بل هوّ أكبر من ذلك بكثير ويعكس نيته المبيّتة التي  تستهدف التواجد الرسمي والشرعي للصحراء الغربية في الحاضنة الافريقية.
واقعة مالابو الصادمة كشفت النوايا التي تختفي وراء رغبة المغرب في الانضمام إلى الاتحاد الافريقي، فما فعله في غينيا الاستوائية عندما حاول قلب الطاولة على الجميع بسبب مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية، تبيّن بما لا يدع مجالا للشك بأنه يخطط لطرد هذه الاخيرة من الاتحاد  القاري، والجلوس مكانها، معتقدا بأنه تمكن من اقناع  القادة الأفارقة بخطته  خلال جولاته المكوكية في القارة السمراء، و بأنه و بكل بساطة سيجعلهم يصادقون على عودته ويشرّعون له أبواب الاتحاد الافريقي بعد أن يخرجوا الصحراء الغربية من النافذة.
لقد حاول المغرب جسّ النبض الافريقي في مالابو، لكنه تلقّى صفعة قويّة زلزلت كيانه، فالأفارقة الذين كان يعتقد بأنهم سينسحبون معه من القمة الإفريقية - العربية، أدركوا مؤامرته ورفضوا الانسياق وراءه متمسكين بميثاق الاتحاد الإفريقي الذي يعتبر جمهورية  الصحراء الغربية عضوا كامل العضوية يحقّ له حضور كل قممه واجتماعاته كغيره من الأعضاء.
لقد أدارت المجموعة الأفريقية ظهرها للحركة الاستعراضية المغربية في مالابو، واعتبرتها لا حدث، وواصلت أشغال القمّة بحضور الوفد الصحراوي، ما يعني أن الاحتلال المغربي سوف لن يجد الطريق معبّدة أمامه بالورود، سواء تعلّق الأمر بالانضمام الى الاتحاد الافريقي أو بمحاولة إسقاط عضوية الجمهورية الصحراوية فيه، أو ضرب استقراره ونسف وحدة صفّه.
لكن إذا كان المغرب قد خسر معركة مالابو فهو حتما مصمم على مواصلة مخططه وتنفيذ مؤامرته لزعزعة الوحدة الافريقية والعمل القاري المشترك، لهذا على الأفارقة كما وقفوا وقفة رجل واحد في غينيا الاستوائية، أن يلزموه الرضوخ لميثاق اتحادهم واحترام أعضائه،  ويدعوه إلى حلّ مشاكله خارجه، وإلاّ، فالأفضل أن يبقى بعيدا كما ظلّ مند 1984.