طباعة هذه الصفحة

خبراء حول البعد الروحي في التراث الوطني الأمازيغي ببومرداس

ضرورة رقمنة المخطوطات الدينية والفكرية لحمايتها من الضياع

بومرداس: ز/ كمال

اهتم الملتقى الوطني حول البعد الروحي في التراث الوطني الأمازيغي ببومرداس، بتنسيق الجهود لجمع، تدوين وحفظ المخطوط الديني والعلمي المادي منه والشفوي عن طريق إنتاج فهرس موحد لهذا الإنتاج الفكري الموزع بين لغتين وأكثر، ترجمة ورقمنة المخطوطات لتسهيل عملية التداول من طرف الباحثين وتخصيص جائزة لتشجيع المشتغلين على هذا القطاع الحساس كجزء من مكونات الأمة.

مداخلة قدمها الباحث جمال الدين مشهد من بجاية حول «البعد الروحي والديني في مخطوطات افنيق الشيخ الموهوب أولحبيب» المولود سنة 1822 .تحدث فيها عن تطور الكتاتيب والخزائن بمنطقة القبائل ومنها المكتبة التي أنشأنها سنة 1852 و جمعت ميراث ومخطوطات أعمال الشيخ الورتلاني وعلماء المنطقة ،لم تكتشف حتى سنة 1994، وظلت محفوظة ومتوارثة بين العائلات التي شكلت حاضنة حقيقية لمثل هذه الكنوز وحمتها من كل أشكال الاندثار خاصة في الفترة الاستعمارية.
وابرز جمال الدين المجهوادت والأبحاث العلمية التي ازدهرت في تلك الحقبة ومنها «علم التعمية» او علم التشفير المطور حديثا محذرا  من المخاطر المحدقة بهذه الكنوز التاريخية التي تجذر لأصول الأمة وإسهامات علماء منطقة القبائل وزواوة في نشر وحماية الإسلام واللغة العربية من الطمس والتشويه الاستعماري قائلا: «نشهد اليوم تهديدات حقيقية تدفعنا للحفاظ على هذا التراث الروحي والعلمي».
بدوره أسهب الأستاذ الباحث فريد عتيق مطولا في مداخلة حول»مخطوطات علماء زاوية سيدي عبد الرحمان اليلولي وبعض من لازمهم من العلماء والمشايخ والطلبة في منطقة القبائل»ن حيث تطرق لحياة وأعمال أهم شيوخ وعلماء الجزائر الذين مروا بالزاوية منذ تأسيسها على يد الشيخ سيدي عبد الرحمان اليلولي بقرية «اخردوشن» بلدية ايلولة بدائرة بوزقن، ومختلف الإسهامات العلمية التي قدمها الباحثين في مجالات علم الفلك وشتى الفنون الأخرى، مع تأكيده «أنه بصدد إعداد مشروع لجمع كل المخطوطات وأعمال العلماء والشيوخ الذين مروا بالزاوية منذ إنشائها.وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى قد دعا في افتتاح الملتقى «المعاهد والمراكز الثقافية والدينية إلى لعب دور اكبر في حماية التراث الذي تتلاعب به قوى الشر وفتح نقاشات مع مختلف الفاعلين للتعريف أكثر بهذا الموروث الحضاري الذي وصفه بالهام والمعبر عن أصالة الأمة وعمقها التاريخي على عكس بعض الكتابات الغربية التي تحاول طمس الحقائق ومحاولة تمرير رسائل مغلوطة تشير أننا في زمن سابق كنا على دين اليهودية.»
وتساءل الوزير :» لسنا ندري من أين أتت هذه المعلومات» وأضاف»عندما نبحث في التراث الوطني المكتوب والشفهي، المدن والمقابر، الاحتفالات والتقاليد لا نجد هذا الميراث المزعوم، بل نجده فقط في المدن والحواضر التي شكلت حاضنة المستعمر منذ العهد البيزنطي، وبالتالي تبقى مجرد كتابات لأقلام غربية وعليه فالمطلوب هو استغلال تراثنا الثقافي والحضاري لدحض هذه المزاعم والتأكيد على العمق الحضاري للشعب الجزائري الضارب في التاريخ على مر الأزمنة والحقب المتعاقبة..».