تبيضّ عيناك من حزن الذين مضوا هــــــــل أنت يوسفهم أم أنت يعقوب؟
ويزهر الشوق والتحنـان في زمن الجــــــــــوع لهجته، والقلب مصلوب
تفيض جرحا وقد جرّت ضمائرهم طوق الوداع، ونبض الحبّ مصحوب
سبعون عذرا وقد ملّت ملاجــئهم صـــوت العــواء، وكلّ الحال منكوب
في وحشة الجب آهـــــات وأمنية من يرجع العمر والتوقيت محسوب؟
هل تحتفي بلحاظ النور إن بزعت وأنت ظـــل كفيـــف القلب مطلوب؟
وليّ جرح إلى الأحلام مرجعه وموطن الحــــــلم للحرمان منسوب
تقلب الماء في كفيك ما سكرت بك المواجــــــع، بالأرزاء معيوب
سيقسم البحــر بالنون التــي أكلت حلمـــــــا شهيّـا، بأن الموت مكتوب؟
وتقسم الأرض بالدمع الذي شربت جـــــــــورية الوجه أن الحق مسلوب
ويســــأل القلب؛ قلبٌ للتي عـــبرت هــــــل في منازلنا قد ضلّ محبوب؟
قم واحمل الصبر وهنا منذ هجرتهم يــــا موطنا ومعين الدمع محجوب
لن يعرف العمــــــر أياما لنجدتنا مــــــا بين موج ومـــوج مات أيوب
نأتي ونمضـــــي ولا تذكار يعرفنا كلّ الرفـــات على الأشلاء منصوب
يشيــــــــــخ فينا رماد كان أنفسنا إنّـــــا غلبنـــــا وهذا الحــــظ مغلوب
بالقلب نار وكلّ الجمــــر حصتنا والسعــــــد من يدنا كالعمر مسحوب
هل تطفئ الجمرَ أوهام ستتركنا نلقى مواطننــــــــا والعز مشطوب؟
نطأطئ العين كي ننسى مذلتنــــا وســــــــــــــــر ذلتنا للفــــــرّ مندوب
نقلّب الطرف كـــــــــرّات فيسألنا هــــــــل نفتح الباب والمفتاح مقلوب؟
هل تنضج الصرخة الأولى لتكتبنا أم يغــــرب النصر والتفسير مكذوب؟