طباعة هذه الصفحة

مشروع القانون الأكثر جدلا أمام البرلمان غدا

صرياك سارة

يستعرض وزير العمل، التشغيل والضمان الاجتماعي، محمد الغازي، غدا، مشروع القانون المعدل والمتمم للقانون 12-83 المؤرخ في 2 جويلية سنة 1983، والمتعلق بالتقاعد هذا القانون الذي يثير الكثير من الجدل في الشارع الجزائري.      

كما ستقدم لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني تقريرها، حيث أكدت في تقريرها التمهيدي، "مدى حرص الدولة من خلال هذه الترتيبات التشريعية الجديدة على ضمان حق الأجيال القادمة في الاستفادة من معاشات التقاعد وكذا ضمان الاستمرارية والديمومة في تمويل الصندوق الوطني للتقاعد عبر مبدأ التضامن بين الأجيال". 

وذكرت اللجنة أن مراجعة المنظومة القانونية المحدثة لنظام التقاعد تمت بموجب عدة نصوص تشريعية من بينها الأمر رقم 97-13 المؤرخ في 31 ماي 1997 المؤسس للتقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن.  وأضافت أن هذا الأمر "نتج عنه إقرار إجرائين استثنائيين في فترة عصيبة عرفتها الجزائر في التسعينيات نتيجة عمليات الغلق التى مست العديد من المؤسسات الاقتصادية بهدف التكفل بالوضعيات الاجتماعية الناتجة عن عمليات التسريح الجماعي للعمال آنذاك". 

وأوضح نفس المصدر أن "تهافت العمال على الإحالة على التقاعد في سن مبكرة أدى إلى التراجع في نسب دفع الاشتراكات التى يتغذى منها الصندوق الوطني للتقاعد، فكان سببا مباشرا في حدوث اختلال في توازنه المالي". 

 وفي هذا السياق، أشارت اللجنة الى أن هذا النظام (التقاعد النسبي ودون شرط السن) الذي هو في الأصل "استثنائي" وليس "قاعدة عامة" فرضته "ظروف استثنائية وأملته مؤسسات مالية دولية في ظل ظروف اقتصادية جد صعبة". 

 وتعتبر اللجنة أنه في "حال استمرار تطبيق هذين الإجرائين (التقاعد النسبي ودون شرط السن) ستنجز عن ذلك نتائج وخيمة سواء من جانب التوازنات المالية للصندوق الوطني للتقاعد أو من جانب المؤسسات العمومية التى أصبحت تسجل كل سنة تسربات لمواردها البشرية، لا سيما منها ذات التأهيل العالي وهي في عز العطاء". 

 وأشارت اللجنة الى أن "المعدل العالمي لاحتساب التقاعد هو دفع اشتراكات خمسة عمال لضمان تقاعد شخصي (1) واحد، في حين أن المعدل الوطني في الجزائر هو دفع إشتراكات عاملين (2) لفائدة متقاعد واحد من المعاش، وهو ما يفرض على الدولة التكفل بهذا الفارق عبر التضامن بين صناديق الضمان الاجتماعي المختلفة". 

وعلى صعيد آخر، أكدت اللجنة أن دراسة مشروع هذا القانون "تمت بالتشاور مع الشركاء الاجتماعيين مثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمة أرباب العمل خلال الاجتماع التاسع عشر للثلاثية المنعقد في 5 جوان 2016 بهدف الحفاظ على النظام الوطني للتقاعد وضمان استمراريته". 

 وبنفس المناسبة، أوصت اللجنة في نص تقريرها التمهيدي بضرورة "وضع معايير مؤسسة وصارمة لتحديد قائمة الأعمال الجد شاقة دون ذكر الوظائف تجنبا لأي خلل في التصنيف". 

ودعت اللجنة إلى "تحديد الميكانزمات والحلول الناجعة لضمان تمويل صندوق التقاعد وعدم الاعتماد على الحلول الظرفية".