عقد المبعوث الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر لقاءات في طرابلس مع أطراف الحوار السياسي الليبي والمجلس الأعلى للدولة، وأكد أن أي مقترحات بشأن تعديل الاتفاق السياسي يجب أن تكون من نصوص الاتفاق ذاتها.
التقى كوبلر الخميس بالعاصمة الليبية رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، كما اجتمع بمسؤولين أمنيين بينهم وزير الداخلية المكلف في حكومة الوفاق الوطني العارف الخوجة، وبحث معه الوضع الأمني بالعاصمة.
وأفاد مصدر من أطراف الحوار السياسي، بأن المبعوث الأممي يسعى لإطلاق حوار جديد وبين أطراف جديدة، على أن يكون بطلب من الليبيين. وقال أيضا إن أطراف الحوار السياسي رفضت هذا المقترح.
وأضاف ذات المصدر أن ما يعرقل تنفيذ الاتفاق السياسي هو إصرار مجلس النواب المنعقد في طبرق شرقي ليبيا على إجراءات تعديلات جوهرية على الاتفاق السياسي، دون الرجوع إلى الآليات المنصوص عليها في الاتفاق.
يُذكر أن مجلس النواب يرفض حتى الآن منح الثقة لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وفق ما ينص عليه اتفاق السلام الموقع قبل نحو سنة تحت إشراف الأمم المتحدة .
ويطالب المجلس السراج بتقديم تشكيلة حكومية جديدة بدلا من تلك التي لم يتم منحها الثقة.
من ناحية ثانية و فيما تستمر معارك القوات الموالية لحكومة الوفاق بمدينة سرت ضد بقايا تنظيم داعش الارهابي، أكد المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص التابعة للحكومة سيطرتها على مواقع جديدة داخل آخر معقل لداعش بالمدينة.
وقال محمد الغصري، المتحدث باسم البنيان المرصوص، إن قوات حكومة الوفاق سيطرت على أكثر من نصف حي الجيزة البحرية آخر منطقة يتواجد بها داعش الدموي بالمدينة.
وأضاف الغصري “الحصار محكم جداً على ما تبقى من إرهابيي التنظيم والعمليات العسكرية تجري بشكل منتظم بالتنسيق بين سلاح الجو والمقاتلين على الأرض”، مشيراً إلى أن القتال يجري بشكل فيه حذر شديد بسبب إمكانية وجود مدنيين في قبضة داعش.
وبين الغصري أن المدنيين الناجين من قبضة داعش أكدوا أكثر من مرة وجود آخرين غيرهم، بعضهم أسرى والآخرون أطفال ونساء من أسر مقاتلي داعش.
وتابع “لقد دفعنا ثمناً باهظاً، فلدينا أكثر من 600 قتيل من قواتنا، وما يتجاوز 3 آلاف جريح، فلا يمكننا المجازفة أكثر بقتل مدنيين أبرياء سنحرر المدينة ولو بالشبر حتى وإن استمر تخلي المجتمع الدولي عنا”.
وأضاف “نحن نقاتل إرهابيين دمويين يعرفون أنهم سيموتون، ولذا لن يستسلموا وما لا يعرفه العالم أننا نفقد كل يوم جنوداً، بسبب مزارع الألغام الكثيفة التي زرعها الإرهابيون قبل انسحابهم في كل أحياء المدينة”.
وذكر الغصري أن “الدواعش فخخوا أطفالهم ونساءهم لتفجيرهم عن بعد، إذا ما وصلنا لإنقاذهم ولكم أن تتصورا حجم معاناتنا ونحن ننقل أشلاء أطفال أبرياء”.
لكنه أكد أن قوات حكومة الوفاق “أفشلت خطط الدمويين ولا تزال بقصف مواقعهم المتنقلة ومخازن الذخيرة جواً، كما استهدف الطيران عشرات القناصة الذين شكلوا عائقا كبيراً أمام تقدمنا”، لافتاً إلى أن المعارك تجري في الوقت الحالي بتحرير آخر المنازل في حي الجيزة كل منزل على حدة، في عمليات يغلب عليها طابع التريث وطول النفس.
بريطانيا تدافع عن تدخلها العسكري عام 2011
رفضت الحكومة البريطانية الانتقادات التي وجهها إليها تقرير برلماني، بسبب قرارها التدخل عسكرياً في ليبيا عام 2011، معتبرة أن هذا التدخل جاء لإنقاذ أرواح المدنيين الليبيين.
وقالت الحكومة إن التقرير استند إلى افتراضات خاطئة وتحليل جزئي للأدلة، زاعمة أن النظام السابق كان لديه القدرة والدافع لتنفيذ تهديداته، ما كان يتطلب تحركاً دولياً مشتركاً وحازماً.
وكانت اللجنة قد ذكرت في تقريرها أنها لم تجد ما يدل على أن الحكومة البريطانية حللت بطريقة صحيحة طبيعة حركة الاحتجاجات، وأنه كان يفترض بكاميرون أن يعي أن الإرهابيين سيحاولون استغلال الانتفاضة الشعبية.