طباعة هذه الصفحة

الطبعة الـ11 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف

ميهوبـــــــي يؤكـــــد علـــــى تجديـــــد الإطـــــــار البشـــــري للمســرح

المسرح الوطني: أسامة إفراح

كان افتتاح المهرجان الوطني للمسرح المحترف حاملا للكثير من الدلالات، وعاكسا لعدد من الملامح التي قد يكون عليها المسرح الجزائري في الفترة المقبلة. لعلّ هذا يتجلى في كلمة وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، التي ألقاها في حفل الافتتاح، وتحدث فيها عن ضرورة تجديد الإطار البشري للمسارح، وعن إنجازات جيل جديد لا يجب أن تجعلنا ننسى ما قدمته الأجيال السابقة. فهل ستشهد المسارح الوطنية تغييرات هيكلية على غرار المتاحف الوطنية؟

 تسقيف النفقات ليس معناه التخلي عن الخشبة

أمام قاعة ممتلئة، وقف حمد يحياوي محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، ليلقي كلمته في حفل افتتاح التظاهرة الذي احتضنه ركح محي الدين بشتارزي، حفل جاء بسيطا مختصرا، واقتصر على كلمتين افتتاحيتين وتقديم برنامج التظاهرة. اعتبر يحياوي أن هذه المناسبة «ليست كغيرها فالأمر ليس عرسا ركحيا فحسب بل تظاهرة ثقافية متعددة الجوانب»، مشيرا إلى «تبادل الخبرات ومواكبة الجديد»، ما يشكّل «أفقا لتجربة مسرحية تراهن على الفعل التوفيقي والتكامل خاصة وأن المسرح هو فن إنساني مبني على الحضارة والإبداع».
بعد ذلك، تمّ تقديم لجنة التحكيم للجمهور، لجنة يترأسها المخرج والممثل المسرحي إدريس شقروني، ونجد في قائمة الأعضاء كلّا من المخرجة والممثلة حجلة خلادي، المخرج والأستاذ ميسوم لعروسي، الأستاذة والمخرجة سمية بن عبد ربه، والناقد والأستاذ بقسم الفنون محمد بوكراس.
ثمّ جاء دور كلمة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الذي اغتنم فرصة اجتماع عدد كبير من جمهور الفن الرابع، ليترحم على أرواح من فقدهم الركح، مركزا على الراحلين سيد علي كويرات وفتيحة بربار.
وعاد ميهوبي إلى الجدل الذي سبق هذه الطبعة من المهرجان، سواء في الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن البعض هدد باعتصامات أمام الوزارة، معلقا على ذلك بقوله: «بقدر ما كنت أشعر بحرص عشاق الخشبة ودفاعهم عن المهرجان، بقدر تساؤلي ما الذي يدفعهم إلى هذا وأبواب الوزارة مفتوحة وأستقبل الناس صباح مساء»، كما حرص ميهوبي على طمأنة عشاق الفن الرابع بأنهم يجدون إلى جانبهم ليس وزيرا فحسب بل محبا للمسرح وفاعلا في المسرح وكاتبا للمسرح.
كما جدّد ميهوبي التطرق إلى نقاط سبق له الإشارة إليها في مناسبات منها لقاؤه بمديري المسارح، ومن هذه النقاط التأكيد على التوزيع الجيد للمسرحيات وتمويل الأعمال ذات الكلفة الأقل لضمان الاستمرارية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، ورفضه أن تكون المسارح «غيطوهات» مغلقة وضرورة انفتاحها على مختلف الطاقات المسرحية، وكذا جعل 2017 عام المسرح بمستغانم، هذه الأخيرة ستشهد أيضا تنظيم مهرجان المسرح العربي.
وأضاف ميهوبي بأنه رغم تسقيف النفقات، إلا أن الوزارة لن تتخلى عن المسارح، ولا عن الجمعيات والتعاونيات المسرحية.
وفي هذا الصدد، هنّأ ميهوبي الفرق الفائزة بجوائز «في مختلف بقاع العالم»، مؤكدا على أن الوزارة لم تبخل على أي كان بالدعم المادي للمشاركة: «بعضهم دفع من عنده ونشكره على ذلك.. إننا جاهزون لدعم أي عمل جاد في أي مسابقة جادة»، يضيف الوزير.
وركّز ميهوبي في كلمته على الجيل الجديد، معتبرا أن على المسرح الجزائري إثبات أنه على نهج التجديد والتطور، «المسرح يتطور سنة بعد أخرى بفضل جيل جديد»، يقول الوزير، مؤكدا على ضرورة تجديد الإطار البشري للمسارح، وهذا «ليس انتقاصا ممن قدموا الكثير للمسرح ولكنّ تجديد الدم في المسارح أمر طبيعي»، تصريح قرأ فيه البعض تلميحا إلى تجديد محتمل في الكادر البشري للمسارح، على غرار ذلك الذي طال المتاحف الوطنية.