فضلت السلطات المحلية لولاية المدية ومنتخبوها، صبيحة أمس، استباق الحدث من خلال تخصيص حفل مميز على شرف حافظة كتاب الله الزهرة هني، عقب الاستقبال الكبير الذي حظيت به ابنة منطقة العمارية عشية الجمعة ببلديتها ومن طرف ذويها الذين زفوها متوجة بجائزة مسابقة الشيخة فاطمة بنت المبارك الدولية للقرآن الكريم وتشريفها الجزائر في شهر الجزائر، شهر نوفمبر الخالد وكذا تشريفها المنطقة التي تنحدر منها والمشهورة بأبطالها الأشاوس، كالشهيد العقيد الطيب الجغلالي.
حظيت صبيحة أمس صاحبة معدل 17.91 في شهادة الباك منذ 03 سنوات باستقبال خاص من طرف والي الولاية بمقرّ الولاية وذلك بحضور السلطات الولائية والأمنية ومشايخ وأئمة المنطقة، حيث كرّمت فاطمة الزّهراء من مختلف الجهات، فإضافة لوالي المدية بكلمة مؤثرة فقد كرمت أيضا من مديرية الأمن المدية التي حرصت حرصا شديدا على ذلك اعترافا من هذه الهيئة وعلى رأسها اللواء الهامل برفعها راية الجزائر في محفل دولي حضرته 72 دولة .
وفي تصريح للصحافة على هامش الحفل قالت الحافظة زهرة أنّها حفظت كتاب الله فحفظها وأنّها تشرفت بتمثيل العلم الوطني في شهر الجزائر، وأنّها أكّدت من خلال فوزها في هذا الشهر بالذات رسالة الشهداء، والمقولة الخالدة لإبن باديس «شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب »، مستطردة بكل حياء واحترام « لما تعلمت القرآن، علّمني القرآن كلّ شيئ وحفظت القرآن فحفظني الله من كل شيء، فوفقت في دراستي وفي كلّ مجالات حياتي » ،«كما حرصت المتحدثة على تبليغ رسالتها لزهرات الجزائر في ختام حديثها أن إحفظو القرآن حتى يحفظكن القرآن من كلّ شيء، كما أنه ما تزال الفرص سانحة لحواء لحفظ القرآن الكريم مستقبلا .
بدوره عبّر والدها الذي رافقها بمعية بعض أقاربها لعاصمة الولاية عن سعادته بما تصنعه إبنته، وأبى إلاّ أن يوجه رسالة شكر لمن سهروا على تعليمها من مشايخ المنطقة ومعلّمي القرآن بالعمارية وكذا المعلّمات مرجعا الفضل الكبير لهم وبخاصة معلمتها.
إلى جانب ذلك، اعترف الوالد بأن سر نجاح ابنته هو مرافقته لها بما في ذلك أعمامها طوال مسارها رغم محدودية الإمكانيات، آملا بأن تنجح ابنته في حصد نتائج أخرى في مسارها التعليمي بكلية الطب، في وقت تعهد رئيس جامعة بحي فارس بالمدية بمفاجأة سارة لها خلال انتهاء السنة الجامعية.
وقال معتمد الشؤون الدينية بدائرة العمارية إن هذه البنت بحق مثلت هذه الولاية والجزائر أحسن تمثيلا، وهناك ما بين 100 إلى 150 متعلم ودارس للقرآن الكريم بهذه المنطقة بمن في ذلك أولئك المزاولين لدروس محو الأمية، مذكرا في هذا الصدد بأن آمة الله الزهراء تتلمذت على يد معلمة قرآن متطوعة بمسجد حمزة، كما أن هذا التتويج فيه خير كبير للجزائر، داعيا للاستثمار أكثر في مثل هذه الطاقات، معتبرا بأن هذه الوقفة فرصة من فرص أفراح الجزائر بأبنائها وبناتها ولتشجيع الجيل الصاعد.