طباعة هذه الصفحة

إذا توصّل المنتجون إلى اتّفاق سيكون التحكم في السّوق ممكنا

الوكالة الدولية للطّاقة تنسّق مع «أوبك» وتدعّم مساعيها الإيجابية

فضيلة بودريش

اعتبر الخبير كمال آيت شريف أنّه يستحيل التكهن بما سوف تستقر عليه أسعار النفط، على المديين المتوسط والطويل، واصفا بناء أي تصورات بالصعب في الوقت الراهن، في ظل غياب معطيات دقيقة تبنى عليها. ولم يخف أن سوق الغاز مازالت لم تجد من ينظّمها، من خلال غياب استحداث وخلق تكتلات عالمية وإقليمية، مؤكدا أن الوكالة الدولة للطاقة تنسّق مع «أوبك» وتدعّم مساعيها الإيجابية، التي تصبّ في اتجاه استقرار السوق وتماسك الأسعار.


يعتقد الخبير أنّه مهم جدا أن تكون وزارة للاستشراف والتخطيط في مجال الطاقة، لأنه في الوقت الحالي يشكّل النفط نسبة 39 بالمائة من الاقتصاد العالمي ويليه في المرتبة الثانية الفحم ثم الغاز، بينما في آفاق عام 2030، يبقى البترول يحتل الصدارة لكن في المرتبة الثانية يصنف الغاز ويليه الفحم، أما بعد آفاق عام 2040 فإنّ الطّاقة المتجددة سوف تشكّل نسبة الـ 50 بالمائة وسوف تنافس النفط والغاز. ولم يغفل في هذا السياق من أنّ سوق الغاز مازالت لم تجد من ينظّمها، من خلال غياب استحداث وخلق تكتلات عالمية وإقليمية، ويقتصر الأمر في الوقت الراهن على وجود منتدى الغاز، الذي لا يكفي حسب تقديره.
وتحدّث الخبير كمال آيت شريف بإسهاب حول فعالية إدراج الدول خارج منظمة أوبك، في مسار إعادة توازن السوق البترولية، حيث أكد أن روسيا تقاسم موقف التجميد وتدعّم المسعى، وتسير نحو التخفيض، حيث لا يجب أن يغفل أنه بدورها تعاني من أزمة، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعد أكبر دولة في السوق لا تناسبها الأسعار المنخفضة وكذا كندا، وهذه الدول يتوقع أن تضغط بالاتجاه الايجابي على الدول المنتجة للنفط خارج أوبك، من أجل مساندة الدول العضوة في «أوبك». وخلص الخبير إلى القول: «الحل الوحيد لاستقرار سوق النفط العالمي، يتمثل في التوصل إلى إجماع شامل، وبدون الوفاق الوضع سيكون صعبا..».
ووقف آيت شريف على الدور الذي تلعبه الجزائر في المرحلة الراهنة، في مساعيها مع كل من إيران ودول الخليج، أما فينزويلا من جهتها تنسّق مع كل من روسيا والمكسيك والنرويج وتحاول تقريب وجهات نظرهم، حيث طرح إشكالية جوهرية، تتمثل في كيفية التوصل إلى الإجماع؟ ووصفها بالمعادلة الحساسة والتي لا تخلو من الصعوبة. ومن الحلول الممكنة التي يراها الخبير قابلة للتجسيد، ذكر إمكانية اتفاق الدول العضوة داخل أوبك التي يمثل إنتاجها نحو 40 بالمائة من الإنتاج العالمي، أي من الضروري أن تسير بكلمة واحدة وموقف متناسق، من أجل انضمام روسيا التي اشترطت توافق داخل بيت أوبك، لتدعم مسعى التخفيض، ويمكن القول أنّ الخطوة الأولى يجب أن تتحقق على مستوى أوبك، إلى جانب أن الوكالة الدولة للطاقة تنسق مع أوبك وتدعّم مساعيها الإيجابية، التي تصب في اتجاه استقرار السوق وتماسك الأسعار، ويرى الخبير أنه لا ينبغي تجاهل المخزون الكبير للمحروقات، الذي تتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية، يضاف إلى إنتاجها الضخم الذي يتدفق، لذا يشترط أن يتلاشى هذا المخزون، إلى جانب مخزون الدول المستهلكة التي اقتنت كميات كبيرة بفعل انهيار الأسعار.
 وفي ظرف يتميز بانعدام الاستقرار وسيطرة المضاربة، يقرّ خبير اقتصاد الطاقة آيت شريف، أنه يستحيل التكهن بما سوف تستقر عليه الأسعار مستقبلا، في ظل ما يؤكّده العديد من الخبراء والتقارير التي نشرت، لأنها تشير إلى أن الأسعار يرتقب أن تنتعش في منتصف عام 2017، حيث يصعب بناء أي تصورات على ضوء المؤشرات الراهنة، التي تدعم هذا التوجه في ظل غياب معطيات دقيقة تبنى عليها، خاصة مع بروز النظام الطاقوي العالمي، الذي قلب المعادلة الطاقوية، أما إذا توصّل منتجو النفط إلى اتفاق فإنّ التحكم في السوق سوف يكون ممكنا.