الأمازيغية، العربية والاسلام ثلاثية خالدة
يحتضن بهو المركب الثقافي عبد الوهاب سليم بشنوة بتيبازة، منذ الأربعاء المنصرم، والى نهاية الشهر الحالي معرضا خاصا للفنان التشكيلي “محمد سمارة “ بعنوان “الهوية” بحيث تمّ عرض قرابة 25 لوحة تتحدث عن أهم مقومات الشعب الجزائري التي تجمع ما بين العربية والأمازيغية والاسلام.
عن خلفية اختياره لهذا الموضوع البارز قال الفنان محمد سمارة لـ “الشعب” بأنّ كلّ شرائح المجتمع تبقى نظريا غير معنية بالولوج الى العولمة قبل اكتساب ثقافة واسعة عن الموروث الثقافي الوطني بكل اطيافه ومكوناته والذي يعتمد إجمالا على ثلاثة أبعاد هامة تجمع ما بين العربية والأمازيغية والإسلام، وأكّد الفنان على أنّ جميع أطياف المجتمع تبقى مطالبة بالرجوع في مرجعياتها الثقافية الى الطقوس والعادات والقيم الجزائرية الحميدة التي كانت سائدة منذ فترات خلت وهي ممنوعة من الانسلاخ من هويتها الوطنية للانخراط في عالم آخر مجهول الطبوع و الثقافة الشعبية.
كان الفنان محمد سمارة قد استعان بالتقنية المزدوجة التي تتيح للفنان استعمال كل الخامات المحتملة لانجاز اللوحة دون التركيز على أداة أو خامة واحدة دون سواها وذلك وفقا لمقتضيات مدرسة الرمزية المعاصرة مع التركيز على الألوان الحارة تماشيا و طبيعة التضاريس الجزائرية و التي تعتبر معظم أراضيها عبارة عن صحاري من ذلك استعمال تقنية التشكيل بالرمل.
لتجسيد مفهوم الهوية على مختلف اللوحات المعروضة فقد ركّز الفنان محمد سمارة على جملة من الرموز التي تؤرخ للحرفين العربي و الأمازيغي ناهيك عن إبراز بعض الطبوع الثقافية الجزائرية التي تختصر الهوية الوطنية في أبعادها الثلاثة، فيما حرصت إدارة المركب الثقافي عبد الوهاب سليم بشنوة على ربط التظاهرة بالذكرى الـ62 لاندلاع الثورة التحريرية، مع الإشارة إلى كون الفنان محمد سمارة يحوز على باقات أخرى من اللوحات التشكيلية التي تمّ انجازها وفقا لما تقتضيه تقنيات المدارس الفنية الأخرى وتحمل في طياتها عدّة مواضيع هامة يمكن للزائر اكتشافها بكل عفوية.