العلامة التجارية «صنع بالجزائر» في متناول اليد
كشف الصالون الدولي لموردي المنتجات والخدمات البترولية الجارية فعالياته بمدينة حاسي مسعود، عن هوية المؤسسات الوطنية لاسيما الخاصة منها، التي انخرطت في توجه الحكومة الجديد من خلال الانصهار في القاعدة الصناعية التي تصبو بلادنا إلى تجسيدها عبر مختلف الفروع والشعب بهدف التنويع في مداخيل الاقتصاد الوطني، وشعارها في ذلك جودة المنتوج والرفع من تنافسيتها لتلبية الحاجيات الوطنية والتفكير بذهنية المصدر من خلال تحديد بعض الأسواق الخارجية المراد اقتحامها لاسيما الإفريقية منها التي تبقى بالنسبة لها غير معروفة مقارنة بالعربية أو المغاربية.
«الشعب» جالت بمختلف الأجنحة وتوقفت عند بعض المؤسسات الوطنية الخاصة التي نجحت في فرض نفسها في السوق الوطنية، عبر تبنيها إستراتيجية صناعية سمحت لها بوضع نفسها على سكة الصناعة بخطوات ثابتة ورؤية استثمارية استشرافية لما يجب أن يكون، واقتحام مجال كان ليس ببعيد في حكم المحضور والصعب، وسلاحهم في ذلك الإرادة والتصميم على بلوغ الهدف وهو «صنع بالجزائر 100 بالمائة»، مستغلين في ذلك الكفاءات البشرية الوطنية واستغلال طاقاتها الإبتكارية والفكرية لتحقيق التنمية الاقتصادية.
قسوس: السنيغال الأرضية الأولى لجس نبض أسواق إفريقيا الغربية
البداية كانت بجناح المجمع الصناعي سيدي بن ذهيبة بمستغانم «الكوابل الجزائرية»، وهي مؤسسة 100 بالمائة وطنية، حيث استقبلنا شارف قسوس المكلف بالأعمال لهذا المصنع الذي ينشط في الميدان منذ 6 سنوات واستطاع خلق 520 منصب عمل، فيما يطمحون في آفاق 2018 إلى خلق 1200 منصب شغل جديد ومواصلة الاستثمار وتلبية الاحتياجات المختلفة للسوق الوطنية التي يتمتعون فيها حاليا بحصة 25 ٪.
وأشار قسوس إلى أن المصنع لديه طموحات كبيرة في اقتحام الأسواق الخارجية لاسيما الأفريقية منها، خاصة وأن إمكانياتهم الإنتاجية وجودة المنتوج تؤهلهم لذلك، كون أن المصنع هو الوحيد وطنيا، مغاربيا وإفريقيا الذي يعتمد على كل منهجية الصناعة عبر جميع مراحلها ومختلف وحداتها، إلى جانب أنه الوحيد الذي يصنع الكابل الآلي الذي يستخدم في الكوابل الكهربائية.
وبخصوص المادة الخام على غرار النحاس والألمنيوم التي تستورد في الأصل، أوضح مدير الأعمال، أن المصنع يعتمد على عملية الاسترجاع والرسكلة لهذه المادة وإعادة استخدامها بعد مرورها بالأفران المخصصة لها، مشيرا إلى أن المصنع لديه إستراتيجية للتنويع في منتجاته من خلال مواكبة مختلف الصناعات المقبلة عليها الجزائر وتلبية الاحتياجات الوطنية وتكون أكثر استقلالية.
وحسب قسوس فإنه في كل مرة يقوم المصنع بفتح وحدات جديدة ممنهجة واعتماد التكنولوجيات المستحدثة في هذا المجال للحفاظ على تنافسية وجودة المنتوج للذهاب به بعيدا ليس فقط لتلبية استعمالات محددة بل كل متطلبات الصناعة الوطنية، من خلال اعتماد إستراتيجية مدروسة، وكذا وسائل العمل الحديثة عبر مخابر للقيام ببحوث وتجارب واستخدام آخر التكنولوجيات المتوصل إليها من خلال التنسيق مع الإطارات الجامعية، وكذا الاستفادة من التسهيلات التي تمنحها الدولة للمستثمرين الوطنيين.
وفيما تعلق بالمنافسة أوضح قسوس أن هذه الأخيرة تسمح بالتغيير والتطوير والتجديد بهدف البقاء في مواجهة منافسيهم، مشيرا إلى أن المصنع لديه الكثير من الامتيازات من بينها حصته في السوق الوطنية، ولكن هذا لا يمنعه من التفكير في ربط علاقات جديدة والتفكير في عقود تجارية وشراكة انطلاقا من جودة المنتوج الذي يعرضونه عبر المشاركة في الصالونات على غرار هذه الطبعة السادسة.
وفي المقابل كشف شارف عن مشاركة المصنع في صالون من هذا النوع بالسنغال ابتداء من 23 نوفمبر الجاري، مشيرا إلى أن هذه المشاركة ستكون بمثابة جس النبض للأسواق الإفريقية على اعتبار أن السنغال أرضية لاقتحام أسواق إفريقيا الغربية.
وغير بعيد وتحديدا بجناح مؤسسة «أوراس غاز» للصناعة والصحة، قابلنا المسؤول التجاري محمد دحمان خميستي، الذي أوضح أنها مؤسسة خاصة جزائرية 100 بالمائة ذات فروع على المستوى الوطني والمتواجدة في السوق الوطنية منذ 12 سنة وعرفت امتدادا كبيرا مما سمح لها بنيل ما حصته 60 ٪ من السوق واكتساب ثقة زبائن وطنيين في قطاع الصحة وكذا الصناعة.
وأكد خميستي أن منتوج المؤسسة من غازات والأوكسجين الموجه للمرضى ذو جودة عالية ومتواجد 24/ 24 ساعة ويغطى الطلبات الوطنية، كاشفا عن توسعة المصنع الحالي المتواجد لحي قايدي ببرج الكيفان، إلى مساحة أكبر بأولاد موسى ما سيرفع من الإمكانيات الإنتاجية والتوجه للتصدير إلى البلدان العربية بداية بدول الجوار.
وأشار المسؤول التجاري بـ «أوراس غاز» أن منتوج المصنع موجه للمؤسسات الصناعية والأجنبية التي تنشط بالجزائر بما فيها التي تنشط بحاسي مسعود، وهناك من أصبح منهم زبائن قارّين على غرار مؤسسة برتغالية، مشيرا إلى العمل باستمرار للتعريف بالمؤسسة من خلال المشاركة في الصالون لسادس مرة على التوالي لأنه يمنح لهم إشهارا مجانيا ويمكنهم من الاحتكاك مباشرة مع المؤسسات المهتمة، فيما جرت عدة لقاءات ثنائية مع مؤسسة سوناطراك وأخرى من الفيتنام ومصر الخ.
حداد: فتح معهد للتكوين ومصنع للتركيب بالجزائر مشاريع مؤسسة «إدروباك»
وفي المقابل وتماشيا مع السياسة الصناعية للحكومة الجزائرية كانت مؤسسة «إدروباك» المختصة في التجهيزات الصناعية والأدوات الهيدروليكية التي تنشط منذ عامين في السوق الوطنية وتمثل علامة أمريكية «أوناباك» محطتنا الثانية، على اعتبار أنها استجابت لقرارات إنشاء فروع لها بالجزائر بدل الاعتماد على الاستيراد لتجهيزات يمكن أن تصنع محليا.
في هذا الإطار تحدث مولود حداد مسيّر مؤسسة «إدروباك»، عن اعتزام مؤسستهم الفتية في المدى القريب فتح مركز للتصليح معتمد من الشركة الأم لتكوين كفاءات جزائرية مهندسين وتقنيين، وتضيف العشرات من اليد العاملة المحلية في حدود السنة أو السنتين المقبلتين، فيما تهدف على المدى البعيد إلى تجسيد مشروع قيد الدراسة يتمثل في فتح مصنع صغير لتركيب المضخات بكل أنواعها يدوية، أتوماتيكية وكهربائية ذات وزن يتراوح بين 5 طن إلى غاية 1000 طن وكذا الأسطوانات باعتبارها مطلوبة جدا في مجال الصناعة لاسيما قطاع المحروقات والموارد المائية، وهو خيار يتماشى وتوجه الحكومة.