طباعة هذه الصفحة

التعاطي مع القضية ينبغي أن يندرج ضمن وحدة فلسطين

الفلسطينيون طلاب عدل وسلام ولن يقبلوا بأيّ مساومات

فضيلة بودريش

تبقى القضية الفلسطينية الرقم الصعب في العلاقات العربية والدولية، ورغم مستجدات العالم في كل مرحلة، لاتزال القضية تتصدر مشهد الرأي العام الدولي، من خلال تصميم الشعب الفلسطيني على مواصلة نضاله، لبناء الدولة المستقلة ضمن الشرعية الدولية، رغم غطرسة الاحتلال الصهيوني، الذي يستغل كل الفجوات لمحاولة تمرير مشاريعه الاستيطانية، مستهدفا القدس رمز المقاومة الفلسطينية والانتماء.

بمناسبة ذكرى إعلان ميلاد الدولة الفلسطينية من الجزائر كرمز لوحدة الشعب الفلسطيني، باختلاف توجهاته، تتأكد حتمية تجاوز الخلافات الداخلية من خلال اعتماد عمل المؤسسات الشرعية، التي تعكس موقف الشعب الفلسطيني، الذي كما وصفه السفير الفلسطيني بالجزائر الدكتور لؤي عيسى، بأنه يعتبر أعلى سلطة وصوته فوق كل شيء.
وفي رده على سؤال طرحته عليه مندوبة “الشعب” حول التحالفات التي تتطلع فلسطين لإقامتها، وأثارها في العرض الذي قدمه وعكف فيه على تشريح الوضع الراهن للقضية الفلسطينية وعلاقتها بجميع المستجدات السياسية والأمنية في المنطقة على وجه الخصوص وكذا في العالم، قال سعادة السفير إن القضية الفلسطينية عادلة والتحالفات، سواء كانت عربية أو إقليمية، ينبغي أن تكون فلسطين فيها ورقة إجماع وليست ورقة صراع تحاسب على مواقفها. وذهب إلى أبعد من ذلك، عندما أوضح أنهم حذروا مسبقا مما كان ينتظر المنطقة من بؤر النزاع التي طالتها يد الإرهاب والنية في تقسيم المنطقة، ويرى أنهم مع كل من يؤمن بأن فلسطين جزء من السلام، على اعتبار أنهم منفتحون على جميع الدول، حتى أنهم فرقوا بين اليهودي صاحب الديانة والصهيوني المبني على حالة الصهيونية القاتلة. وتطرق إلى الدول الكبرى إقليميا، التي تقف إلى جانب فلسطين، على غرار إيران وتركيا، ويمكن أن تقدم لها دعما كبيرا. واشترط أن يكون التعاطي مندرجا ضمن إطار وحدة فلسطين، وليس على حساب تحالفات المنطقة. ومن غير المعقول أن تحاسب فلسطين على مواقفها السياسية ولا تدرج كجزء من الصراع، أو تفرض عليها المفاوضات، كونها الوحيدة صاحبة القرار الأول والأخير، لأنها تصارع على الأرض.
ولم يخف تأسفه على الوضع الأمني العربي، واصفا الكيان الاستيطاني الإسرائيلي بقمة الإرهاب وليس جزءا من هذا الإرهاب الذي يضرب المنطقة العربية.
وعاد السفير ليشدد على عدم الاستسلام لما يحاك ضد فلسطين، عندما أكد أن الأمة العربية ضحت وقدمت الكثير، ومازالت تقدم، لكنهم لن يسمحوا مرة أخرى بالتضحية بفلسطين، معتبرا أن السلام ينطلق من فلسطين وكذلك الحرب تنطلق من فلسطين. وفيما يتعلق بما تشهده عملية تهويد القدس، قدم حقائقَ قاسية تتمثل في أن جميع الأراضي الفلسطينية تتعرض للنهب والسطو والتهويد، كاشفا أن الاحتلال الصهيوني يسير بخطى سريعة جدا من أجل تهويد القدس ومحاصرة الضفة الغربية بعملية التحويط بالسور وعمل بوابة وإنشاء القطار المحمول وطرد السكان وسحب هوياتهم ومصادرة البيوت. وأطلق على الحملة التي يتعرض لها الفلسطيني في بلده، بالهستيرية التي تمت تغطيتها بغطاء مالي من رجال الأعمال ومن طرف أمريكا. واغتنم الفرصة ليدعو الإعلام العربي لتسليط الضوء على التجاوزات اللاإنسانية الخطيرة، لأن الفلسطينيين طلاب عدل وسلام واستقرار.