مستشفى «أجيبادام» باسطنبول وجهة مفضلة
لاتزال عملية زرع الأعضاء في بعض التخصصات تعرف نقصا كبيرا بالمستشفيات الجزائرية، كما تواجه عديد العقبات رغم الجهود المبذولة من طرف الدولة الجزائرية لسد النقص الملاحظ في الأطباء المختصين في زرع بعض الأعضاء، وكذا غياب ثقافة التبرع بالأعضاء لدى الجزائريين، حيث أن التبرع يقتصر فقط على الأقارب، خاصة الأم، الأخت أو الزوجة. وتبقى قائمة المرضى طالبي عمليات التبرع تنتظر، ما جعل الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء أمام تحدي صعب لمواجهة الكم الهائل من الطلبات.
تعتبر عملية زرع الأعضاء من بين العمليات الصعبة التي تتطلب متبرعا، سواء من الحي أو الميت، رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها الهيئات المعنية لزرع ثقافة التبرع لدى المجتمع الجزائري.
بالمقابل، هناك بعض التخصصات لزرع الأعضاء يستعصي القيام بها بالجزائر، نظرا لنقص المختصين في هذا المجال وهو ما دفع الجزائريين التوجه للعلاج بمستشفى “اجيبادام” باسطنبول بتركيا، بعدما فقدوا الأمل في العلاج بالمستشفيات الجزائرية، أو بالأحرى بعد معاناة بسبب عدم التكفل بالمرضى والبيروقراطية الإدارية على مستوى المستشفيات.
علما أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، أعلن مؤخرا في يوم تقييمي حول الصحة العمومية، عن ضرورة تشكيل لجنة مع المختصين على مستوى الوزارة لبلوغ الهدف المنشود، ألا وهو برنامج طموح لزرع الأعضاء.
موازاة مع ذلك، قال زبير ركيك، مدير مستشفى نفيسة حمودي بحسين داي، إن المشكل الذي يعيق هو عملية زرع الكبد وهي مكلفة.
بالمقابل، أوضحت ماريا كورتولوش، مسؤولة العلاقات العامة بمنطقة شمال إفريقيا بالمجمع الطبي “اجيبادام”، أنها كجزائرية تتكفل شخصيا بالمرضى الجزائريين، الذين يأتون للعلاج بمستشفى “اجيبادام”، كونه يتوفر على عدة اختصاصات لزرع الأعضاء لا توجد في الجزائر. حيث يستفيدون من تخفيضات تصل إلى 40٪ من تكاليف العلاج. كما يهتم فريق المركز الدولي للمرضى بالاستفسارات المبدئية، التسجيل والتوجيه، تحديد مواعيد مقابلة الأطباء والاستشارات الطبية، بالإضافة إلى ترتيبات السفر المختلفةو مثل التأشيرة والحجوزات الفندقية.
مرضى يشتكون البيروقراطية في رحلة العلاج
هو ما دفعنا للتقرب من بعض المرضى الجزائريين الذين جاؤوا للعلاج، منهم هلالي لخضر من الحميز، الذي أحضر ابنه فؤاد، ذي 6 سنوات، لإجراء عملية زرع النخاع العظمي، كونه يعاني منذ ولادته من ما يسمى مرض “تسخر العظام”. وبسبب غياب الفريق الطبي المتخصص في معالجة هذا النوع من الأمراض وتكفل جدي من المصالح المعنية، خاصة بعد مراسلته وزارة الصحة وصندوق الضمان الاجتماعي «كناس»، اضطر الأب للاتصال بمستشفى “أجيبادام” بعدما أن عليه استعصى إيجاد حل لوضعية ابنه الصحية، التي كانت لها انعكاسات سلبية، حيث أفقدت الطفل فؤاد السمع والبصر والنطق.
في هذا الصدد يقول هلالي، إنه بعد تشخيص مرضه طلب منه مبلغ 3 ملايير ليتصل بمستشفى “أجيبادام” الذي خفض له التكلفة. وبفضل المحسنين تم جمع المبلغ المالي وتحويله عبر بنك جزائري، حيث أجريت عملية نقل النخاع العظمي لفؤاد وكللت بالنجاح وسيعود إلى الجزائر رفقة أهله.
الأمر نفسه بالنسبة لإحدى السيدات، التي أحضرت والدها البالغ 63 سنة، يعاني من ورم في الرئة منذ شهر جوان. وبسبب الإهمال الطبي وخوفا على تدهور صحة والدها، اتصلت بكل المستشفيات الاوروبية لكن بسبب الفيزا لم تستطع الذهاب، ونصحها شقيقها بالاتصال بالمستشفيات التركية التي يقصدها الجزائريون، وخلال ثلاث أيام قامت بكل الاجراءات وتحصلت على الفيزا بسهولة، قائلة:« اخترت مستشفى “أجيبادام” لأنه يعالج أورام الرئة، في الجزائر لم يتم التكفل بوالدي بسرعة على عكس اجيبادام”.
1300 عملية نقل الكبد و3 آلاف عملية زرع كلى سنويا
وأوضح الدكتور سامي كرتر متخصص في أمراض الدم، بمستشفى اجيبادام أنه ينصح ببقاء المريض في المستشفى مدة ثلاثة أشهر إذا كان المتبرع من الأهل و6 أشهر إذا كان المتبرع شخصا آخر، مضيفا أن الطاقم الطبي يتكفل بسرعة بالحالات الصعبة، خاصة المرضى القادمين من إفريقيا ويأتون في مرحلة صحية متأخرة، وأن نسبة نجاح عملية زرع الأعضاء عالية، مشيرا إلى أنه منذ سنتين شرع في عمليات نقل النخاع الشوكي بالنسبة للأطفال ولأمراض الدم، كما أن هناك طاقم طبي متخصص في أورام السرطان والالتهابات.
وبحسب الدكتور كرتر، فإن هناك 1300 عملية نقل كبد في السنة و3 آلاف عملية زرع كلى من متبرع حي، بنسبة نجاح بـ90٪، وقريبا سيتم عملية زرع البنكرياس. علما أن 25 ألف مريض تركي ينتظرون عملية زرع الكبد و2500 مريض كلى، و750 مريض قلب و70 مريضا ينتظرون عملية زرع الرئة.