رهن المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم حظوظه في التأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا بعدما تكبد هزيمة ثقيلة ضد المنتخب النيجيري بثلاثة أهداف لهدف واحد، وهي المباراة التي تغلب فيها التقني «روهر» تكتيكيا بالطول والعرض على مدرب المنتخب الوطني «ليكنس»، الذي تأخر كثيرا في القيام بتغيراته ولم يقرأ جيدا خطة المنافس.
ظهر المنتخب الوطني الجزائري في شوط المباراة الأول بوجه شاحب للغاية، بعدما قرر الناخب الوطني الجديد دخول اللقاء بخطة (4-1-4-1) التي حرمت التشكيلة الوطنية من صانع ألعاب إضافي في الهجوم، وهو ما جعل الخضر يتحملون عبء المباراة منذ الدقائق الأولى للقاء أمام منتخب نيجيري لعب بخطة كلاسيكية بـ (4-4-2).
ورغم أن القائد «كارل مجاني» لعب كأول مدافع في المباراة لشل كل هجمات النسور إلا أن الهدف الأول في المباراة الذي تمكن من تسجيله مهاجم فريق تشيلسي الانجليزي «فيكتور موزيس» في (د 25) فضح كل شيء وأبان عن ضعف فادح في الخطف الخلفي وتحديدا في محور الدفاع، بعدما تمكن من مراوغة «مجاني» وثنائي المحور وأسكنها في شباك «رايس الوهاب مبولحي».
بعد فتح باب التسجيل كان رد فعل أشبال «إسلام سليماني» سريعا وراحوا يبحثون عن هدف التعادل، واقتربوا تدريجيا من مرمى الحارس «أكبيي» ونقلوا الخطورة في فرصتين، الأولى كانت من صنع العائد بقوة في لقاء الأمس «براهيمي» الذي راوغ 3 مدافعين ووزع كرة بينية روضها «بن طالب» ولكنه لم يتمكن من وضعها في الشباك بعدما كان مراقبا، واللقطة الثانية كانت عملا منسقا بين لاعبي الخضر فشل «تايدر» في تحويل قذفته إلى هدف، استماتة المنتخب الوطني في هجوم نيجيريا جعلته ينسى دفاعه قليلا وفي الدقيقة (42) وجد «أوبي ميكيل» نفسه وحيدا وبعد خطأ فادح في الدفاع كان سببه «عيسى ماندي» الذي تفنن في تكسير خطة التسلل أضاف الهدف الثاني بعد توقف كل الدفاع الذي كان يضن بأن ميكيل متسلل.
في المرحلة الثانية أبقى المدرب البلجيكي على نفس الخطة لكن بالمقابل غير التقني «روهر» خطته إلى (3-5-2)، ونزل المنتخب الجزائري بكل قوة في الشوط الثاني وسيطر على مجريات اللعب وقام بأربع فرص سانحة للتهديف في الربع ساعة الأول من المرحلة الثانية، ففي الدقيقة (54) وبمجهود فردي من «رياض محرز» سدد كرة قوية أبعدها الدفاع، وفي الدقيقة (57) مرر «تايدر» إلى «سليماني» الذي أخطأ التقدير في تسديد الكرة، مفوتا فرصة حقيقية على الخضر، وبعد هذه الفرص كسب الجزائريون الثقة في أنفسهم أكثر، وفي الدقيقة (د67) اخترق «براهيمي « دفاع نيجيريا وراوغ أكثر من لاعب ومرر إلى «بن طالب» الذي سدد كرة صاروخية من على بعد 30 مترا مسجلا هدف الجزائر الأول، بعد هذه اللقطة قام «ليكانس» بأول تغيير بإشراك «عبيد» مكان «مجاني» المهنك في تغيير منصب بمنصب، وهو ما أعاد نوعا من التوازن، بعدها أشرك «سفيان فغولي» في الدقيقة 79 مكان «زيتي» وغير الخطة إلى (3-5-2) وكاد « الخضر « أن يعادلوا النتيجة في الدقيقة 80 بعد مخالفة مباشرة من «تايدر» لكن الكرة تخرج إلى ركنية، وفي الوقت الذي كان ينتظر الجميع الزج بمهاجم ثاني لمساعدة «سليماني» تأخر التغيير الثالث كثيرا وجاء في الدقيقة 88 حين أدخل «بونجاح»، وفي الوقت الذي كان يسعى الخضر لمعادلة النتيجة، انطلق مهاجمو نيجيريا في هجمة معاكسة ونجح «موزيس» في تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة (92).
وبذلك يكون التقني روهر تغلب في المرحلة الأولى والثانية على مدرب الخضر.