الجـــيش بالمرصـــــاد لأي تهديــــد يواجـــــه الجـــــــــزائر
«الشعب» تميز اليوم الثالث من زيارة الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الناحية العسكرية الثالثة بتفقد وتفتيش وحدات القطاع العملياتي جنوب تندوف وعقده لقاءات مع إطارات وأفراد هذا القطاع.جاء هذا في بيان وزارة الدفاع تلقت «الشعب» نسخة منه.
بمقر قيادة القطاع وبرفقة اللواء سعيد شنقريحة قائد الناحية العسكرية الثالثة، وبحضور أركانات وإطارات القطاع تابع الفريق عرضا شاملا حول التحضير القتالي والجاهزية العملياتية لوحدات إقليم الاختصاص.
وبمقر قيادة منطقة الدفاع الجوي، التقى الفريق بأفراد مختلف الوحدات، حيث ألقى كلمة توجيهية ذكر فيها بالجهود المضنية التي تم بذلها على أكثر من صعيد من أجل ترقية الجانب العملياتي والقتالي لقوام المعركة للجيش الوطني الشعبي.وقال الفريق في هذا الإطار: «من أجل مواجهة وإفشال كل أشكال التهديدات، قمنا في الجيش الوطني الشعبي في السنوات القليلة الماضية ونحن نهتدى بتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني ببذل جهود مضنية على أكثر من صعيد، سواء في المجال التكويني والتحضيري أو في المجال التجهيزي أو في المجال المنشآتي، حيث وفرنا كافة أسباب التطور وجميع موجبات التحديث، وكل عوامل ترقية الجانب العملياتي والقتالي لقوام المعركة للجيش الوطني الشعبي».
ثمرة جهود عصرنة
أكد الفريق على أن المسار التطويري للجيش الوطني الشعبي هو ثمرة من ثمار السعي المتواصل للاستفادة من الوسائل المتوفرة: «فنجاح المسار التطويري لقواتنا المسلحة، ونحمد الله تعالى على ذلك، هو ثمرة مستحقة لسعينا المتواصل إلى انتهاج أسلوب الاستفادة العقلانية من كافة الوسائل البشرية والمادية والمنشآتية المتوفرة، مع السعي الدائم أيضا إلى حسن توظيف كافة المعارف العلمية والتكنولوجية المكتسبة، هذا علاوة على ضرورة اتسام كافة مكونات جيشنا بالطابع العملي والمهني المتكامل والمتوافق والمنسجم، الذي يراعى فيه تسخير كل الخصوصيات الميدانية لفائدة تحقيق الأهداف التكتيكية والعملياتية وحتى الإستراتيجية المسطرة.»
وواصل الفريق في توجيهاته لأفراد الجيش قائلا في هذا المقام: «كنت دائما وأبدا أطالب الأفراد العسكريين قادة ومرؤوسين على مستوى كافة النواحي العسكرية، بضرورة التقيد الصارم والمتواصل بما تستوجبه خصوصيات المنطقة التي يعملون على مستواها، والتكيف السليم مع متطلبات أداء المهام على الوجه الأصوب والأنسب».
بعدها استمع السيد الفريق إلى تدخلات الأفراد وانشغالاتهم والتي انصبت جميعها حول الوفاء الكامل واللامحدود للجيش الوطني الشعبي وللجزائر والاستعداد التام للتضحية في سبيل أمنها واستقرارها.
وبمقر اللواء 48 مشاة ترأس الفريق حفل تسمية مقر هذه الوحدة الكبرى باسم شهيد الثورة التحريرية «محمد بليلة» وهذا بحضور أفراد من عائلة الشهيد، ليقوم بعدها بتكريمهم عرفانا وتقديرا لتضحيات شهداء الثورة التحريرية المباركة.
كما ستتواصل زيارة السيد الفريق إلى الناحية العسكرية الثالثة، بإشرافه على تنفيذ تمرين بياني بالرمايات الحقيقية.
تسمية مرافق ووضع حجر الأساس لأخرى
مع العلم أشرف الفريق قايد صالح في تاني يوم من زيارته إلى الناحية العسكرية الثالثة على تدشين وتسمية بعض المرافق ووضع حجر الأساس لمرافق أخرى ليقوم بعدها بتفقد وتفتيش بعض وحدات القطاع العملياتي الأوسط ببرج العقيد لطفي.
على مستوى موقع بشار ورفقة اللواء سعيد شنقريحة قائد الناحية العسكرية الثالثة، قام الفريق بتدشين ثكنة مخصصة لوحدة من وحدات الدفاع الجوي عن الإقليم وتسميتها باسم الشهيد «زيتوني محمد»، وهذا بحضور أرملة الشهيد وأفراد من عائلته، ليقوم بعدها بتكريمهم وفاء لروح الشهيد وأرواح شهداء الثورة التحريرية المباركة وعرفانا وتقديرا لتضحياتهم الكبرى. على إثر ذلك، قام الفريق بوضع حجر الأساس لصرح صحي جد هام والمتمثل في للمستشفى العسكري الجهوي الجامعي ببشار، الذي سيسع (342) سريرا وسيضمن الرعاية الصحية لأفراد الناحية وعائلاتهم في جميع التخصصات.
وبمقر القطاع العملياتي الأوسط ببرج العقيد لطفي، تابع الفريق عرضا شاملا قدمه قائد القطاع، ليلتقي بعد ذلك بإطارات وأفراد وحدات هذا القطاع، حيث توجه بكلمة إلى جميع أفراد الناحية دعاهم فيها إلى الإقتداء بجيل نوفمبر صانع ملحمة الثورة التحريرية المباركة، وأن يكونوا دوما أشد إصرارا على القيام بمهامهم، حماية لأمن الجزائر واستقرارها.وقال الفريق: «تلكم هي القيم التاريخية والثورية التي لم ولن أمل دائما وأبدا، من ترديدها أمامكم والتذكير بها أمام كافة الأفراد العسكريين، ولن أمل دائما وأبدا، من الحث على حفظها في الذاكرة وفي القلوب والعقول، لأن بها أصبحت عزائم المجاهدين أكثر قوة وصلابة أثناء الثورة التحريرية المباركة، وبها تستقي أجيال الاستقلال اليوم من أفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، كل عوامل القوة المحفزة والباعثة على العمل أكثر فأكثر في سبيل الجزائر، ذلكم هو مصدر قوة الجزائريين المخلصين حقا، بالفعل والعمل، لوطنهم الذين سيجعلون، وإلى يوم الدين، من أرواحهم وأجسادهم سياجا منيعا يحفظون به هذه الأرض الشريفة من كيد أعدائها المتربصين بها».
جيش قوي وعصري أولوية
الفريق وبعد أن ذكّر بالخطوات الجبارة التي تم قطعها على طريق التطوير والعصرنة، أكد على إصرار القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على اجتثاث الإرهاب من بلادنا وإلى الأبد، والتفرغ لبناء جيش قوي وعصري عماده العنصر البشري الكفء قائلا:» إن أي خطوة قطعها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني على أكثر من صعيد بتوفيق من الله وتأييده، ما كان لها أن تقطع بهذا القدر وبهذه الكفاءة وبهذه الجدارة، من دون عمل مستمر ومثابر، ودون تخطيط مسبق، ودون تفكير متروي، ودون رؤية عقلانية وبعيدة النظر، ودون إصرار على النجاح، ودون متابعة ميدانية متواصلة وحثيثة، ودون إخلاص النية وصفاء السريرة وإعلاء مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر.
وفي هذا الصدد بالذات، فإننا في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني على وشك رفع تحدينا وبصفة نهائية للإرهاب، لنرمي به في سلة مهملات التاريخ، ونتفرغ، بحول الله تعالى وقوته، ونحن نهتدي بتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، لكسب رهان الاستكمال الناجح لمشوار بناء جيش وطني قوي ومتطور ورادع، عماده الإنسان الواعي بعمقه التاريخي والوطني الذي يتخذ من العلم والمعرفة منهجا، ومن العمل المثابر والمثمر وسيلة، ومن حفظ الجزائر هدفا وغاية».