فاجأت نتائج الرئاسيات الأمريكية الرأي العام الأمريكي والدولي بعد فوز ترامب على منافسته هيلاري، معتبرين ذلك زلزالا في السياسة الأمريكية سواء الداخلية منها أو الخارجية بعكس نتائج استطلاعات الرأي التي رجحت كفة الميزان لصالح هيلاري كلينتون.
حسم المرشح الجمهوري ترامب المعركة الإنتخابية لصالحه في سباق رئاسي تاريخي من حيث تقارب النتائج في الولايات الرئيسية ليكون الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، حيث كان التصويت في ولاية بنسيلفانيا حاسما في السباق، أين تمكن من الحصول على 274 من أصوات المجمع الإنتخابي بعد حصوله على نحو 48 بالمائة من الأصوات مقابل 47 بالمائة لمنافسته وفوزه بالرئاسيات يتطلب الحصول على 270 صوتا على الأقل.
اعترفت منافسته بالهزيمة حيث هنأته هاتفيا كما جاء على لسان ترامب في الخطاب الذي وجهه لمناصريه وللأمريكيين عموما والذي جاء فيه أيضا أنه سيكون رئيسا لجميع الأمريكيين داعيا المواطنين لتعزيز وحدتهم بعد الإنتخابات، مضيفا أنه سيعمل على إجراء إصلاحات مهمة في البلاد وعلى إقامة علاقات جيدة مع كافة الدول التي ترغب في إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
بذلك يبدو أن تنبؤ المسلسل الكارتوني الكوميدي «عائلة سيمبسون» منذ 16 عاما بأن دونالد ترامب سيكون رئيسا، قد أصبح واقعا وحقيقة اليوم.
ففي حلقة بُثت يوم 19 مارس عام 2000 وحملت عنوان «بارت تو ذي فيوتشر»، ظهرت الشخصية الكرتونية «ليزا» في البيت الأبيض في منصب رئيسة الولايات المتحدة في عام 2030 خلفا للرئيس السابق ترامب الذي سبب أزمة مالية فبات عليها حلها، وهي تقول خلال الحلقة «كما تعلمون، نحن ورثنا وضعا ماليا حرجا.»
قال دان غريني الذي كتب عدة حلقات من مسلسل «عائلة سيمبسون»، إن تسلم ترامب مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة في تلك الحلقة كان في إطار «تحذير أمريكا» وإنه - أي غريني - كان يتفق مع الرؤية التي تقول بأن «الأمريكيين يسيرون نحو الجنون»، ووردت في الحلقة تفاصيل عدة تحققت الآن بشكل دقيق.
هذه ليست المرة الأولى التي تتحقق فيها تنبؤات المسلسل الكرتوني الذي بدأ البث عام 1987 وراح يطرح قضايا سياسية ومجتمعية ودينية في إطار كرتوني وكوميدي ساخر، حيث سبق للمسلسل أن تنبأ بأحداث 11 سبتمر في حلقة بُثت عام 1997 ظهرت فيها «ليزا» ممسكة بمجلة عليها كلمة نيويورك ويظهر أيضا الرقم 9 الذي يرمز إلى شهر سبتمبر ورمز البرجين الذي يدل على هدف الضربة الإرهابية الشهيرة من جهة وعلى الرقم 11 من جهة أخرى.
صلاحيات رئيس الولايات المتحدة السياسية
الرئيس «يشرف على دقة تطبيق القوانين ويعين جميع المناصب في الولايات المتحدة»، وفي نفس الوقت المناصب العليا «الوزراء ورؤساء الإدارات»، وأيضا أعضاء المحكمة العليا يتم تعيينهم من قبل الرئيس مع «مشورة وموافقة مجلس الشيوخ»، ما يعني أن الأشخاص المعينين يجب أن يوافق عليهم مجلس الشيوخ.
للرئيس الحق في العفو ووقف تنفيذ العقوبات في الجرائم المرتكبة ضد الولايات المتحدة «باستثناء القضايا المتعلقة بالإقالة بقرار قضائي».
المراسيم التنفيذية الصادرة عن الرئيس لها طابع عادي «ملزمة التنفيذ، لكن مفعولها يمكن أن يوقف أو يلغى بقرار من الكونغرس.
لا يملك الرئيس حق المبادرة بالتشريعات. إلا أن رسالته السنوية للكونغرس بشأن «الوضع في البلاد»، والتي يحدد من خلالها أهداف إدارته السياسية، ينظر إليها بمثابة برنامج لنشاط الكونغرس التشريعي.
يملك الرئيس حق الفيتو، وبمقدوره أن يستخدمه ضد أي قانون، عدا التعديلات الدستورية. ولوقف فيتو الرئيس يتعين على مجلس النواب أن يعيد التصديق على القانون بثلثي الأصوات. والممارسة الطويلة، تشير إلى أن الكونغرس يتغلب فقط على ما نسبته 7 – 11% من فيتو الرئيس.
لا يحق للرئيس الأمريكي حل الكونغرس
الرئيس يشكل وينفذ السياسة الخارجية. ويشارك شخصيا، أو من خلال ممثليه، في المفاوضات الدولية، ويعقد الاتفاقيات الدولية، ويستقبل السفراء والممثلين الرسميين الآخرين، ويعين السفراء والقناصل والممثلين المفوضين الآخرين.
صلاحيات الرئيس العسكرية
يملك الرئيس الأمريكي صلاحيات غير محدودة عمليا في المجال الحربي ويمكنه أن يعطي أمرا للقوات المسلحة ببدء عمليات عسكرية على أراضي الدول الأخرى من دون إعلان حالة الحرب، «حق إعلان الحرب يملكه الكونغرس». مثل هذه العمليات يمكن أن تجرى في غضون 60 يوما، وعند الضرورة يمكن زيادة هذه المهلة 30 يوما آخر، ويجب على الرئيس فقط تقديم تقرير بهذا الخصوص إلى الكونغرس، وبقرار من الرئيس تفرض حالة الطوارئ في البلاد ويتم الإعلان عن التعبئة.
يملك الرئيس الحق، إذا لزم الأمر، نقل قسم من قوات الحرس الوطني، وهي بمثابة قوات داخلية تخضع في زمن السلم لحكام الولايات، وأيضا قوات الاحتياط في الجيش، إلى القوات النظامية « لمدة تصل إلى 6 أشهر»، وبقرار من الرئيس يمكن استخدام هؤلاء لدعم الجيش والقوات الجوية خارج حدود الولايات المتحدة.
يقدم الرئيس أيضا مقترحات إلى الكونغرس بشأن الإنفاق العسكري «في إطار ميزانية البلاد» ويحدد طريق واتجاه تطوير القوات المسلحة، ويعين القيادات العسكرية العليا بموافقة مجلس الشيوخ» ويمنح الرتب العسكرية».
البطة العرجاء
الرئيس الذي توشك فترة ولايته على الانتهاء، يسمى في المنظومة السياسية الأمريكية «البطة العرجاء». وهي تسمية غير رسمية تستخدم في الفترة الانتقالية حين تجري عملية نقل السلطات تدريجيا من الرئيس الحالي إلى الرئيس المنتخب.
كم يكلف الرئيس ميزانية الولايات المتحدة؟
يتلقى الرئيس نظير خدماته مكافآت ثابتة، لا يمكن تغييرها في فترة ولايته، ولا يحق له أيضا في حدود تلك المدة أن يتسلم أي مدخول أخر من الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى.
راتب رئيس الولايات المتحدة في الوقت الراهن يبلغ 400 ألف دولار في السنة. علاوة على ذلك يملك الرئيس الحق في الحصول على 50 ألف دولار إضافية في السنة للمصروفات الطارئة، وهذا المبلغ الأخير على النقيض من الراتب لا يخضع للخصم الضريبي.
تكلف إعالة البيت الأبيض، حيث يعيش بشكل دائم الرئيس وأسرته، الخزينة العامة أكثر من 4 ملايين دولار في السنة « ينفق على الزهور فقط نحو 250 ألف دولار في العام٫
ما مصير رئيس الولايات المتحدة بعد مغادرته البيت الأبيض؟
الشخص الذي ينتخب رئيسا للولايات المتحدة يحتفظ بالتسمية (الرئيس) حتى نهاية حياته. وعلاوة على باراك أوباما، يملك هذه الصفة حاليا جيمي كارتر، وجورج بوش الأب، وبيل كلينتون، وجورج بوش الابن.
بعد استقالته يحصل رئيس الولايات المتحدة على معاش تقاعدي مدى الحياة، مقداره حاليا 200 ألف دولار في العام.
الرئيس الأمريكي السابق وأعضاء أسرته يبقون تحت حراسة أجهزة الولايات المتحدة السرية. وبالإضافة إلى الرئيس وعقيلته، تؤمن الحراسة الدائمة إلى الأبناء حتى سن 16 عاما، ويمكن في بعض الحالات اتخاذ قرار بإبقاء الأبناء تحت الحراسة لفترة أطول.