تقوم استراتيجيات الاستعمار (الاستدمار) الحديث على مبدأ «يجب إخضاع العقول والنّفوس قبل إخضاع الأبدان»، وذلك عن طريق الغزو الثّقافي، ونشر الثّقافة الغربية اللّيبرالية في جميع بقاع العالم، فالعولمة الثقافية حسب الأستاذ مرتضى معاش؛ «تعني أوّل ما تعني سلب سيطرة الدّول على المجال الثقافي، بغية إحداث خلخلة في البنية الثقافية لتلك الدول مما يساعد بطبيعة الحال على نشر ثقافة العولمة، التي هي السّلاح الآخر الذي أخذ تجار العولمة يستخدمونه لامتصاص ثروات الشعوب».
إنّ العولمة الثّقافية حسب الدكتور صالح حسين سليمان الرقب؛ تسعى إلى إقصاء الثقافات الأخرى بحجة تعارضها وعدم قدرتها على الانسجام مع التوجهات الثقافية السائدة في الغرب المادي، وفي نفس الوقت ذاته تقوم بمحاولة خنق للثقافة العربية الإسلامية، كما يدعون خطرها على الغرب، تحت مسمى «الخطر الأخضر».
نحاول في هذا المقال تسليط الضوء حول انعكاسات العولمة الثقافية على الهوية والثقافة الوطنية، وذلك بالإجابة عن التساؤلات المبدئية التالية: ما ماهية العولمة الثقافية؟ وكيف تؤثر على الثقافات والهويات الوطنية؟ وما هي سبل المواجهة؟
للإجابة عن هذه التساؤلات الجوهرية، تم اعتماد على أهم الدراسات العربية المتاحة على مواقع الوراق «النت»، والتي عالجت هذا الموضوع، وخاصة دراسة فريق البحث؛ عبد الهادي الرفاعي وآخرون، «العولمة وبعض الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عنها»، مجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية ، سلسلة العلوم الاقتصادية والقانونية، المجلد (27) العدد (01)، 2005، وذلك بشكل كبير. ودراسة الدكتور صالح حسين سليمان الرقب، «العولمة الثقافية آثارها وأساليب المواجهة»، دراسة منشورة في كتاب مؤتمر «العولمة وانعكاساتها على العالم الاسلامي في المجالين الثقافي والاقتصادي»، عمان، الأردن، سنة 2008.
المبحث الأول: ماهية العولمة الثقافية
يتصدّى هذا المبحث إلى بيان ماهية العولمة الثقافية من خلال تقديم لمحة عامة عن العولمة (في المطلب الأول)، وتعريف للعولمة الثقافية (في المطلب الثاني)، وأهم الأدوات المستعملة في انتشار العولمة على المستوى الثقافي (في المطلب الثالث).
المطلب الأول: لمحة عن العولمة
إنّ العولمة في اللغات الأوروبية المختلفة تعني: «سياسة أو سلوك على المستوى العالمي «GLOBALISATION»، وفي معنى آخر يقصد بها «السياسة الكونية»، وكما يُقال: «الكوكبة أو الكوننة».
إنّ تعميم سياسة معينة أو عادة أو ثقافة - حسب الباحثين - ليست وليدة العقود القليلة الماضية، وإنما هي قديمة تتجلى في محاولة العديد من القوى الكلونيالية التي سيطرة على خيرات الشعوب بالحديد والنار؛ فرض ثقافتها ولغتها بالقوة الخشنة أو الناعمة على الدول التي تحتلها، ومحاولة بذلك مسخ هوية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، وبعد انتهاء الحرب الباردة بانتصار المعسكر الرأسمالي، والذي تجلّى بسقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي، سارع المعسكر الغربي إلى فرض السياسات الهادفة إلى تحويل السياسات الاقتصادية للدول التي كانت تحت سيطرة ونفوذ الاتحاد السوفيتي إلى النموذج الرأسمالي.
تحوّل الصراع بين دول المعسكر الرأسمالي، واشتد التنافس من أجل فرض سياساتها المؤدية إلى السيطرة الاقتصادية على هذه الدول وبسط نفوذها عليها بما يخدم مصالحها، وتبلور هذا التنافس بين الولايات المتحدة والكتل الاقتصادية الرأسمالية الأخرى، وبالتالي صبغ هذا المصطلح أي مصطلح «العولمة» بالصبغة «الأمريكية»، ممّا أدّى إلى إطلاق تسمية «الأمركة»؛ كمرادف لمصطلح «العولمة»، لذا بعض الباحثين الغربيين أو العرب على حد سواء.
المطلب الثّاني: تعريف العولمة الثقافية
يُقصد بالثقافة أو الحضارة ذلك الكل المتكامل الذي يشمل جميع مجالات الحياة، حسب الأستاذ علي عقلة عرسان: «مجموع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها وأنها تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة والإنتاج الاقتصادي كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات».
إن سياسات ومآرب العولمة - كما يؤكد ذلك جانب الباحثين - في المجال الثقافي تستهدف الهويات القومية، ومقوماتها الرئيسة كاللغة والدين أو السمات التاريخية وأنماط العيش والسلوك والعادات والتقاليد ومعطيات الاختلاف والتمايز بين المجتمعات، تستوجب على الجميع تحمل المسؤولية المادية والمعنوية، من أجل الحفاظ على
مكتسباتنا أمام محاولات طمس الهوية، ومجابهة أي تهديد يؤدي إلى التغيير القسري للثقافات الوطنية أو المحلية، ومن جهة أخرى يجب العمل على الاستفادة من الثقافات الأخرى من خلال الحوار البناء.
إنّ مخاطر العولمة على الهوية الثقافية إنما هي مدخل لمخاطر أعظم على الدولة الوطنية والسيادة واستقلال القرار السياسي والاقتصادي، بل خطر على الماضي والمستقبل، على الأصالة والمعاصرة في آن واحد، فالعولمة تعني مزيداً من تبعية الأطراف لقوى المركز حسب نظريات المركز والمحيط.
إنّ الدول والمنظمات الداعمة أو المشجعة والداعية أو العاملة لفرض ظاهرة العولمة حسب الأستاذ تركي صقر؛ تعمل على استثمار ثورة الاتصالات والتقدم التقني والتكنولوجي في نشر ثقافة جماهيرية واحدة وبقوالب محددة مسبقة الصنع عمودها الفكري»ثقافة الاستهلاك»، وهذا ما تؤكّده المحطات الفضائية، والذي يلاحظ عليها أنّها مخصّصة للإعلان وترويج البضائع الاستهلاكية، فالمادة الإعلانية أضحت الهاجس البوصلة التي توجه نمط التفكير والتعامل والبيع والعرض والترويج وأسلوب الحياة بكاملها، خاصة بالنسبة للأجيال الجديدة، وبذلك فإن هذه العولمة ستؤدي إلى تغيير في سلم القيم والخصوصية الموجودة في مجتمعاتنا، وتؤدي لا محالة إلى حدوث تغييرات اجتماعية عميقة.
إنّ الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها دركي العالم، حسب البعض، أصبحت القوى العظمى في العالم، والتي تعمل على نشر القيم والسلوك ونمط الحياة الأمريكي في العالم كله، وهو ما يفتح باب الغزو للشعوب وعقائدها وثقافتها.
«العولمة» أو «الكونية» أو «الأمركة»؛ بالرغم من الصبغة الاقتصادية لها، أو بعض إيجابياتها؛ فإنها تعمل من أجل أهدافا أخرى تطال ثقافة الشعوب وهويتها القومية والوطنية ومصالحها وخصوصياتها في الصميم وترمي إلى:
- تعميم نماذج وأنماط من السلوك والعيش؛
- فرض منظومات من القيم وطرائق التفكير والتدبير؛
- تكوين رؤى وأهداف تعمل في خدمتها ومن ثم فهي تحمل ثقافة تغزو بها ثقافات ومجتمعات أخرى؛
- تؤدي إلى تخريب منظمات وقيم وإحلال قيم أخرى محلها ليست بالضرورة أفضل من القيم التي لحق بها التخريب، فضلاً عن كونها لا ترتبط بخصوصيات الأمم وثقافاتها؛
- توجّه استعماري جديد يتركّز على احتلال العقل والإرادة، وجعلهما يعملان وفق أهداف المستعمر، وفي إطار خططه ومصالحه مع تحييد قوة الدولة أو إنهاكها واستلابها وانتزاع مقومات حضورها وتأثيرها الاجتماعيين؛
- فرض نوع من الإدراك الواقعي مع إلحاق شلل بالوعي المنقذ والإرادة والقوة وطاقات الروح وبالإيمان وقدراته الخلاقة عند المؤمنين.
وهذا ما يجعلنا نتذكّر حسب الأستاذ علي عقلة عرسان؛ قول وزير الثقافة الفرنسي في مؤتمر المكسيك: «إن هذا الشكل من أشكال الامبريالية المالية والفكرية لا يحتل الأرض، ولكن يصادر الضمائر ومناهج التفكير واختلاف أنماط العيش»، وهذا ما قاله الرئيس الأمريكي بعد حرب الخليج الثانية: «إنّ القرن القادم سوف يشهد انتشار القيم وأنماط العيش والسلوك الأمريكي»، وفي هذا نزوع استعماري لغزو الآخرين ولمهاجمة الهويات الثقافية والقومية وفرض التبعية عليها وإذابتها..
إنّ الغرب (سياسياً وثقافياً واقتصادياً) يرمي إلى تحقيق أهدافه بكل الوسائل المتاحة له، ويضعها موضع التنفيذ وفقا لخطط واستراتيجيات بعيدة المدى، ومنها:
- فرض التبعية من خلال الاختراق والغزو الثقافيين؛
- تخريب قيم الآخرين بمختلف الوسائل والطرق الممكنة منها نشر ثقافة الشدود والإباحية عن طريق القنوات الفضائية والأنترنت؛
- استقطاب الأجيال الصاعدة بدغدغة غرائزها، وتوجيه ميولها، والتركيز على ما هو في سطح الاهتمامات البشرية مستفيداً من فاعلية التفوق والقوة والسيطرة والثروة التي لديه في هذا المجال للوصول إلى زعزعة الثقة ثم محو الشخصية ومقومات الآخر.
ونحن نعرف أن أهم مقومات الشخصية الثقافية لأمّة من الأمم: «اللغة» و»الدين»، وبقية السمات والعادات والتقاليد والأعراف ومكونات الذاكرة التاريخية للأمة.
وقد تجاوز مخطط التفتيت للمجتمع العربي - حسب المختصين والباحثين - الأبعاد السياسية والجغرافية إلى الأبعاد الاجتماعية والثقافية والفكرية والروحية، وتأتي العولمة لتحقيق هذه الأهداف.
إنّ الغرب الأمبريالي يعمل على تدمير البنى الثقافية للبلدان النامية من خلال:
• تدمير بناها المجتمعية وعزل الثقافة عن الواقع؛• تهميش المثقّف والحد من فاعليته في حياة مجتمعه.
لذا فإنّ العولمة تحمل وجها آخر أكثر بشاعة من الغزو الثقافي أي قهر الثقافات الأخرى لأن العولمة لا تعني فقط؛ مجرد صراع الحضارات أو تصادم الثقافات، بل أنها تسعى إلى نشر ثقافة استهلاكية أكثر خطورة على الشباب والمجتمع.
وتختلف العولمة عن العالمية، والتي تعني إغناء للهوية الثقافية بينما العولمة تعني اختراقًا للثقافات السائدة ومحاولة محوها، فالاختراق العولمي يعني إلغاء الحوار والتبادل الحضاري والحلول محله، ويستهدف العقل والنفس، والذين هما الأداتان التي بهما يتم التفسير والتأويل والتسريع، وقبول ما هو مفيد ومحاربة ومواجهة ما لا يتناسب مع خصائصنا، بحيث انتقل من السيطرة عن طريق الايدولوجيا إلى السيطرة عن طريق الصورة السمعية والبصرية التي تسعى إلى تسطيح الوعي.
المطلب الثالث: أدوات العولمة الثّقافية
لقد اعتمدت الدول الرأسمالية على خلق وتسخير مجموعة من الأدوات المساعدة على نشر وتجسيد وتكريس السياسات التي تنجم عن ظاهرة العولمة وفرضها وأحياناً كثيرة بالقوة الخشنة أو الناعمة، ومن أهم هذه الأدوات:
– ثورة الاتّصالات والمعلوماتية: تعد من بين أهم الأدوات التي تعتمد عليها الدول الرأسمالية بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً في فرض ونشر سياساتها المتعولمة؛ إن تحول العالم إلى ما يشبه «القرية» أضحى الذي يحكم العالم اليوم هو قوة المعرفة والمعلوماتية.
- تحوّل الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة بعد أن كان اقتصاداً معتمداً على الاستخدام الكثيف لرأس المال وكثيف الاستخدام للعمالة.
- التكنولوجيات الحديثة و المتعددة الوسائط؛ إن أدوات اللعبة المعرفية والتقنية اليوم إنما هي في يد (12 %) من سكان العالم «الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا الموحدة، اليابان» التي تسيطر على أكثر من (90 %) من حجم التجارة العالمية،
- جاءت شبكات الانترنيت لتضيف وسيلة تسهم في تعزيز فكرة العولمة وسياساتها،
- عولمة الإعلام من خلال انتشار الفضائيات التي تعمل على نشر القيم والسلوك الاستهلاكي الذي تعمل من أجل نشره قوى العولمة.
المبحث الثاني: الآثار النّاجمة عن العولمة الثّقافية والحلول الممكنة
يُتطرق إلى أهم الانعكاسات، والمتمثلة في تهميش الهوية والثقافة الوطنية (في المطلب الأول) وأهم مقترحات الدكتور عبد الهادي الرفاعي وفرقته البحثية في مجال المواجهة (في المطلب الثاني).
المطلب الأول: تهميش الهوية والثّقافة الوطنية
تعمل العولمة على تهميش الهوية، وما يؤدي إلى تدمير وتحطيم الثقافة الوطنية، وذلك راجع حسب الخبراء إلى:
• محاولتها إزالة كل القوى الممكن أن تقف في وجهها، فبعد سقوط التجربة الاشتراكية التي كانت تقف كجدار في طريق انتشارها، كان لابد حسب منظريهم من اختراع عدو جديد من أجل تسخير القوى الامبريالية لمحاربته وإفساح الطريق أمام مشروعها، فتم توجيه الصراع نحو الثقافات الوطنية والإيديولوجيات الدينية التي كانت السبب الرئيس لتطور المجتمعات ماضياً، ومن أهمها الثقافة العربية الإسلامية؛
• إن كانت العولمة الاقتصادية هي المبتغى، فإن لآثارها الاجتماعية والثقافية والتي لا يمكن التغاضي عنها أو إغفالها مع التطورات السياسية العالمية من ناحية، وانتشار ثورة المعلومات والاتصالات من ناحية أخرى، وأدت هذه الآثار حسب الخبراء إلى صراع مع إيديولوجيات وهويات قوية تستطيع التأسيس لقوى ذات قيّم رافضة لظاهرة العولمة .
صناعة ما اصطلح عليه بـ «الخطر الأخطر» لتحطيم الدول والثقافة الاسلامية؛ «وبحكم انتمائنا الإسلامي العربي فنؤكد الطرح القائل بأن ثقافتنا الإسلامية العربية تتعرض منذ زمن لقوى التقييد والتحديد من جهة وقوى التجديد والتحديث من جهة ثانية، وقوى الترويض والتهميش من جهة ثالثة.
الحرب الثقافية كما يؤكّد الباحثون المختصّون تدور بالأساس حول إضعاف دور الأسرة العربية كنواة للمجتمع العربي الإسلامي والرافد الأساسي للثقافة العربية الاسلامية، واللبنة الأساسية في مجتمعنا لتحل مكانها العلاقات المادية.
المطلب الثاني: مقترحات في سبيل المواجهة لظاهرة العولمة
تعدّدت الآراء وكثرت الكتابات حول المواقف المطروحة من ظاهرة العولمة، وقد طرح مجموعة من الباحثين على غرار دراسة الأستاذ عبد الهادي الرفاعي وفريقه البحثي، بعض الخطوات الواجب اتخاذها لتخفيف الآثار السلبية للعولمة والاستفادة منها قدر المستطاع، حيث يؤكّدون بأنّ عالم الاتصالات يستلزم توافر تعليم أساسي وتدريب، حيث أنّ هناك بعض البلدان الفقيرة حققت تقدما في هذا المجال (مثل بلدان جنوب آسيا وأفريقيا) ولكن بلدانا أخرى (مثل بلدان جنوب آسيا وأفريقيا) آخذة في التخلف بفارق كبير، وطبيعي أن المساواة في الفرص الاقتصادية وفي الفرص الثقافية مهمة للغاية في عالم متعولم. وهذا تحد مشترك أمام العالمين الاقتصادي والثقافي، ولذلك لا بد حسب فريق البحث (رفاعي وآخرون)، من:
ـ حتمية الإصلاح في جميع المجالات وخاصة، المجال السياسي والاقتصادي.
- إعادة النظر في البنى الاجتماعية والنسق الاجتماعي بشكل يقوّي التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع.
- العمل على إصلاح منظومات التربية والتعليم وفقا لطرح سليم، يكون شخصة الفرد الأصيلة التي تربط بأمته الاسلامية وقيمها، وليس تكوين أجيال تعاني من الانفصام في الشخصية أو مقطوعة الجدور.
- تأهيل وإعداد الكوادر الإعلامية المتخصصة في معرفة الثورة الإعلامية التي لمواجهة قوى العولمة والأساليب والطرق التي تستخدمها، والتي تعتمد بالأساس على نشر ثقافة الاستهلاك، وتدمير وتفتيت وتهميش الإيديولوجيات القائمة.
- كما أن تطوير سياسات نقل التكنولوجيا وتوظيفها والعمل على تنمية قاعدة تكنولوجية محلية يعد من المتطلبات الأساسية لتهيئة الأمّة لعصر العولمة.
الخاتمة
نخلص في الأخير بأنّ للعولمة الثقافية انعكاسات سلبية على الثقافات الوطنية وعلى الهوية، لذلك يجب على المجتمعات العربية والمسلمة أن تعمل على الحفاظ على هويتها وثقافتها أمام هذا الخطر المحدق، وبتطوير نموذج للمواجهة يكون أكثر فعالية، وتحصين جبهاتها الداخلية أمام هذا الغزو الثقافي الحديث.
ملاحظة مهمة
نظرا لضيق الوقت لم يتسنى لنا التوسع في استخدام الدراسات والأبحاث، وتم الاعتماد بشكل رئيسي على دراسة الأستاذ عبد الهادي الرفاعي وآخرون، «العولمة وبعض الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عنها»، مجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية، سلسلة العلوم الاقتصادية والقانونية، المجلد (27) العدد (01)، 2005، وذلك نظرا لتميزها وأهميتها، فنشكر الباحثين عن هذا المجهود، ومن هذا الباب حاولنا إيصال أفكارهم النيرة التي تتقاطع مع أفكارنا ضمن هذا المنبر.
* للموضوع مراجع.