أبرز رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، خصال المرحوم محمد المصمودي، مذكرا بكفاحه الطويل في سبيل استقلال بلاده تونس والدفاع عن القضايا العربية.
قال رئيس الجمهورية في برقية تعزية بعث بها إلى أفراد أسرة الفقيد: «ما أن تناهى إلى سمعي نبأ التحاق الأخ الكريم والصديق العزيز محمد المصمودي إلى رحمة الله وعفوه، حتى طافت بذهني ذكريات تلك المرحلة الوطنية والقومية التي كان الفقيد أحد رجالاتها العظام يكافح وينافح في سبيل استقلال وطنه تونس، ويجول ويصول بالكملة والحجة في المحافل الدولية، دفاعا عن قضايا أمته العربية».
وأضاف الرئيس بوتفليقة، أن الفقيد «كان خبيرا بخبايا السياسة ملما بالقضايا العربية والدولية، وله فيها آراء سديدة ومواقف حميدة، وما ذلك إلا امتداد لكفاحه الطويل رفقة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وكافة المناضلين الأوائل الذين صمدوا في وجه آلة الاستعمار وصابروا على المنافي والمعتقلات إلى أن منّ الله على تونس الشقيقة بالحرية والاستقلال».
«ومنذ باكورة عملي كوزير للخارجية غداة بزغت شمس الحرية في بلادي - يقول رئيس الجمهورية - توثق حبل المودة بيننا وتعددت لقاءاتنا، وما أكثرها تلك الأماكن التي دعت حاجة بلدينا إلى أن نلتقي فيها، فوحّدنا المواقف ونسّقنا العمل وسقنا الآمال العريضة فيما كان يتراءى لنا في آفاق المستقبل الذي كنا نعمل جاهدين على أن يكون زاهرا مزدهرا لبلدينا».
وتابع رئيس الجمهورية قائلا: «وفي كل لقاء كنت أكتشف فيه فضيلة جديدة من لطف المعشر وحسن الشمائل والوفاء للصديق والجدية في العمل، إلى الذكاء الحاد وسرعة البديهة وحلو التفكه والدعابة، إلى غير ذلك من الفضائل الجمّة التي جلبت إليه الأصدقاء، فأحبّهم وأحبوه وظلوا على صلة به ولم تنقطع زيارتهم له حتى حين أنهى مهامه السامية النبيلة التي أداها في مختلف المناصب وأخلد للراحة في بيته».
وأوضح رئيس الجمهورية، أن «الراحل العزيز لم ينسَ واجب الصداقة لمؤازرة أوفيائه في محن القرح ولم يتأخر عن مقاسمتهم أفراحهم وبهجتهم وكان ذلك دأبه أبدا، وما إن بلغني نبأ انتقال المغفور له، بإذن الله تعالى، إلى الرفيق الأعلى حتى انتابني الأسى وازداد شدة حين لم أجد ما أعزي به وأواسي أسرته وأهله وذويه سوى كلمات، وإن صدرت من قلب مكلوم فهي لا ترد مما قضى الله شيئا».
وخلص الرئيس بوتفلقية متضرعا إلى الله: «اللهم يا من لا تضيع عنده الودائع، إن الراحل عنا وديعتك عادت إليك، فأكرم اللهم مآبه وأجزل ثوابه، وهيّئ له مكانا يرضاه في فسيح جنانك مع الصالحين من عبادك وجلله برحمتك ومغفرتك ورضوانك، كما نسألك اللهم أن تنزل السكينة في قلوب جميع أفراد أسرته وأقاربه ومحبيه وأن توفيهم الأجر بما صبروا وتعوضهم خيرا فيما فقدوا، إنك سميع مجيب الدعاء».
«وبشّر الصّابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
..ويتلقى تهاني رؤساء الدول في ذكرى أول نوفمبر
تلقى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، برقيات تهاني وردت من العديد من رؤساء الدول بمناسبة إحياء الذكرى ال62 لثورة الفاتح نوفمبر 1954.
وبهذه المناسبة أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «تهانيه الخالصة» لرئيس الدولة مشيرا إلى الطابع «التقليدي الودي و البناء» للعلاقات الجزائرية الروسية.
وأكد الرئيس الروسي يقول «أنا متيقن أن الجهود المشتركة ستساهم في تعزيز التعاون الثنائي في العديد من الميادين طبقا لروح إعلان الشراكة الإستراتيجية الموقع سنة 2001»، مضيفا أن ذلك «يستجيب للمصالح الأساسية لشعبينا و يندرج في إطار تعزيز الاستقرار و الأمن الإقليميين».
وخلص بوتين إلى القول «تقبلوا تمنياتي الخالصة بموفور الصحة و النجاح لشخصكم و السلم و الازدهار للشعب الجزائري».
ومن جهته أبرز الرئيس الباكستاني مامون حسين الذي أعرب عن «تهانيه الحارة» للرئيس بوتفليقة نوعية علاقات الصداقة التي تربط الجزائر و بلده.
وأعرب عن «يقينه» بأن علاقات التعاون القائم بين البلدين «ستعزز أكثر» خلال السنوات المقبلة بما يخدم مصلحة الشعبين الجزائري و الباكستاني.
كما بعث رئيس جمهورية التشيك ميلوش زيمان برقية لرئيس الدولة أعرب له فيها عن تهانيه الودية» مشيدا بـ «النجاحات» التي حققتها الجزائر.
وأضاف قائلا «أنا على يقين بأن العلاقات الودية التي تعود إلى أمد بعيد والتي تربط بلدينا ستفضي إلى توسيع التعاون في شتى المجالات».
كما تلقى الرئيس بوتفليقة برقية من رئيس جمهورية أوزباكستان بالنيابة شوكت مرزياييف الذي قدم له «تهانيه الحارة» و»تمنياته بالرفاه».
وأضاف يقول مخاطبا الرئيس بوتفليقة «نحن نعتبر الجزائر كدولة هامة ومحترمة ليس فقط في العالم العربي بل أيضا في العالم الإسلامي أجمع. نحن على اطلاع بسياستكم الداخلية والخارجية الحكيمة التي تنتهجونها لضمان أمن وتنمية بلادكم و تعزيز نفوذها الدولي».
كما قدم شكره لرئيس الدولة على مساهمة الجزائر «الفعالة» في أشغال الدورة ال43 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في 18 و19 اكتوبر بطشقند.
وأعرب السيد مرزياييف عن قناعته بإن الجهود المشتركة ستساهم في تكثيف التعاون «التقليدي» والودي» بين الجزائر وأوزباكستان في مختلف المجالات.